27‏/07‏/2008

فساد آل الحاكم "مافيا سوريا الحديثة" - الحلقة 9: عاطف نجيب


*** عاطف نجيب ***

ابن خالة الرئيس السوري بشار الأسد

عقيد في شعبة الأمن السياسي فرع دمشق

ستكون هذه الحلقة حكاية لمن كان وراء دعم رؤساء البلديات في دمشق لقيامهم بأعمال فساد والضغط عليهم من اجل شركائه المقاولين الفاسدين الذين استطاعوا أن يبنوا أبنية مخالفة.

بنيت هذه الأبنية على كمية الاسمنت والحديد المسلح اقل بكثير من الكمية المتعارف عليها بإنشاء الأبنية.

خطفوا البسمة والبهجة من جيل الشباب السوري ، ومن العائلات الفقيرة في دمشق والذين دفعوا من تعبهم وعرقهم ودمائهم كل مايملكون من أموال حتى يتمكنوا من العيش تحت سقف يؤويهم !!!

لكن حلمهم قد تلاشى مع انهيار الأبنية في دمشق في حي الميدان "دف الشوك" ومازال هؤولاء الفاسدون طلقاء يمارسون فسادهم في مناطق أخرى لان شريكهم موجود في السلطة وينتمي إلى عائلة الحاكم هو بطل حلقتنا هذا الأسبوع .. العقيد عاطف نجيب !!

مواليد جبلة محافظة اللاذقية ...
والدته فاطمة مخلوف شقيقة أنيسة مخلوف و محمد مخلوف خال الرئيس بشار الأسد.

تطوع بالكلية الحربية وتخرج منها برتبة ملازم وعين مباشرة لصالح وزارة الداخلية مفرزاً إلى شعبة الأمن السياسي.

عين في فرع الفيحاء بدمشق "التحقيق والدوريات" التابع لشعبة الأمن السياسي حتى رتبة ملازم أول.

نقل إلى فرع دمشق في الشيخ محي الدين نائب رئيس قسم امن الشرطة ونائب قسم قطاعات المحافظات "العمال", حيث كانت تربطه علاقة قوية مع باسل الأسد الذي كان ملازما دائما له أكثر من تلازمه إلى أولاد خاله حافظ ورامي مخلوف كون والدته لا ترتبط بعلاقة جيدة مع أخيها وهي على خلاف معه على أراضي في منطقة صلنفة وهذه الأراضي كانت قد استملكتها فاطمة مخلوف, سحبت منها بناء على أوامر من القصر الجمهوري وهي أراضي لأملاك الدولة "وزارة الزراعة" لكن أعيد استملاكها وأشيد عليها قصر مع منتجع صيفي خاص للسيد محمد مخلوف !!!

وفي أثناء صعود اسم عاطف نجيب وتسلمه لرئيس قسم امن الشرطة في فرع دمشق للأمن السياسي الذي ارتبط اسمه بضباط فاسدين بالشرطة ضمن أقسام ومخافر الشرطة في محافظة دمشق.

بدأ يعاقب كل ضابط مهما كانت رتبته وخاصة الرتب الأعلى منه إذ كان يعاملهم بإذلال بسبب غروره وضعف شخصيته, وأصبحت العقوبات المسلكية تفرض عليهم بشكل عشوائي من عدم ترفيع بعض ضباط الشرطة من الشرفاء الذين لم يبيعوا ضمائرهم وأنفسهم للفساد ومناصرة الظالم على المظلوم من اجل إرضاء من هو مسؤول عنهم امنيا فكانت عقوبة كل شريف النقل أو عدم الترفيع أو التسريح التعسفي ؟؟؟ !!!

وهكذا أصبحت صلاحيات عاطف نجيب أقوى من صلاحيات رئيس الفرع آنذاك العميد وجيه الذي نقل إلى الإدارة وجمد فترة زمنية.

ويذكر أنه في حادثة صهر عاطف نجيب المشهورة بين عائلة آل الحاكم زوج أخت عاطف نجيب النقيب "علي فاضل الكنج" رئيس مفرزة الشرطة العسكرية على الحدود اللبنانية السورية الخط العسكري آنذاك, وقف النقيب علي فاضل الكنج بوجه عاطف نجيب من اجل ان يبعد ظلم عاطف نجيب عن عائلة دمشقية قام باعتقال ابنها الذي يملك متجرا بسوق الحميدية حيث أراد أن يستولي على محله التجاري ويقاسمه المحل !!

ابلغ عاطف نجيب الراحل باسل الأسد بان النقيب علي فاضل الكنج يقوم بضرب أخته يوميا وأنها غادرت المنزل ليلا هربا منه. وبدون استفسار أرسل باسل الأسد مجموعة من عناصر الأمن في الحرس الجمهوري بقيادة العقيد عبد الفتاح قدسية والملازم الأول سليمان سليمان آنذاك وقاموا باعتقاله من مفرزة الشرطة العسكرية ووضعه في سجن القصر الجمهوري "الطاحونة" خلف هيئة الإذاعة والتلفزيون وهو نفس السجن الذي اعتقل فيه آصف شوكت من قبل باسل الأسد.

ولم يكتف بفساده على بعض الضباط بل أصبح شريك كل رئيس قسم شرطة محسوب عليه.

وكان يقوم بتزوير ضبوط التحقيقات في مخافر وأقسام الشرطة بدمشق حيث أصبح ضبط الشرطة للظالم على المظلوم له تسعيرة من قبل عاطف نجيب.

ويوجد حادثة مشهورة هي امرأة من "بنات الليل" استغلت علاقاتها مع رجل أعمال معروف باتفاق مع عاطف نجيب حيث استطاعت أن تبيّعه كل مايملك بعد أن احضر رجل الأعمال إلى قسم شرطة القصاع بجرم آداب ومجامعة امرأة خلاف الطبيعة واثبات حالة الزواج منها بصك مزور ومع عقد بيع مزور !!!
وفي محضر ضبط قسم شرطة القصاع ثبتت بهذه الوثائق المزورة بأنها زوجة هذا الرجل ويمارس معها "علاقة جنسية خلاف للطبيعة". وكان ضبط التحقيق مكتوباً ومجهزاً قبل أن يعتقل هذا التاجر السيد ....

ولم يكتف العقيد عاطف نجيب ولم تكفه الأموال التي كان يسرقها, بل أراد أن يجني أموالاً أكثر وأكثر حيث استطاع أبو جليل صاحب فندق في حي المرجة بالتقرب من عاطف نجيب وإقناعه بان الدعارة بسوريا تدر الأموال الكثيرة ولكن بدها تغطية أمنية قوية وإبعاد بعض الشخصيات التي تدير هذه الشبكة عن الساحة.

وفعلاً تم إبعاد هذه الشخصيات عبر حملة شاملة للفنادق وبيوت الدعارة بدمشق في حي التجارة سنة 1996 وأسس عاطف نجيب شبكة دعارة اكبر من الشبكة التي كانت محصورة فقط في فنادق المرجة وبعض المنازل في حي التجارة حيث امتدت شبكة الدعارة التابعة حتى تطال حي التجارة والمزرعة وركن الدين وحي برزة المشهور عالمياً في الشقق المفروشة للدعارة التي تنتشر بكثافة بهذا الحي والذي يقطن به العقيد عاطف نجيب ( بعد زواجه من ليلى العلي ابنة الفنان السيد علي أستاذ الموسيقى بجبلة والذي تزوجها عنوة من أهلها وبضغط عليها وممارسة الإرهاب والتهديد على عائلتها ) و تمكن من بناء فيلا ضخمة في "برزة " على أنقاض الفيلا الخاصة في "برزة " لفنانة العرب وضباط الأمن "يسرا البدوية" و التي كانت تقام بها حفلات الليالي الحمراء والقمار للسادة ضباط الأمن حيث قدمتها يسرا البدوية هدية محبة للسيد عاطف نجيب !!

وازداد نشاطه في الفساد الاقتصادي حيث أسس شركة استيراد وتصدير
تقوم باستيراد آلاف السيارات من الميكرو باص "السرفيس" وبيعها بدمشق مع رخص سير على خطوط الداخلية في دمشق.

وكانت هذه السرافيس التي تباع من قبل شركة عاطف نجيب تعمل على خط المزه وخط برزة وكان يفرض على فرع المرور بان يوزعوا رخص خط سير أكثر من المسموح لها على هذا الخط !

وكان لهذه الشركة نشاط في استيراد قطع تبديل سيارات مستعملة وأجهزة كهربائية مهربة من لبنان عن طريق الدبوسية كون شقيقه "النقيب عمار نجيب" الذي كان يشغل في حينها رئيس مفرزة الدبوسية للأمن العسكري ... !!

وأما فساده في محافظة اللاذقية فقد كان في مناطق جبلية ممنوع فيها إنشاء الكسارات حيث أشاد عدد من الكسارات مع شقيقه "عرفان" ومعمل رخام ايضاً وهذه الكسارات ممنوع ترخيصها صناعياً كون جميع مواقع الكسارات كانت تابعة إلى أملاك الدولة.

ووصل فساده ايضا إلى مديرة الخدمات الفنية باللاذقية عن طريق زوج أخته الثانية المهندس "علاء إبراهيم" حيث أصبحت مدارس ريف اللاذقية تبنى بمناقصة خاصة عن طريق عاطف نجيب, تم نقل علاء إبراهيم بعد فضيحة استملاك أراضي بعض القرويين الفقراء على أساس إنشاء اوتوستراد اللاذقية - جسر الشغور - حلب, وتم بيع هذه الأراضي لبعض الفاسدين وإنشاء استراحات عليها للمسافرين.

وليس حباً من محمد مخلوف (أبو رامي) للعوائل الفقيرة المصادرة أراضيهم وإنما لإضعاف مركز أخته فاطمة مخلوف التي لم يكن يحبها فقد قام بمساعدتهم لدى الرئيس الراحل حافظ الأسد وابلغه بأن بأن الفاسدين يحاولون شراء أراضي الفقراء منهم بأسعار بخسة.

وفساده لم يقف عند هذا الحد, بل بدأ بتعين مهندسين رؤساء بلديات في محافظة دمشق لقاء مبلغ 5 مليون سورية إضافة الى راتب شهري له يقدر بحوالي مليون ليرة شهرية من كل رئيس بلدية معين من قبله حيث يقوم كل رئيس بلدية بمنح رخص بناء مخالفة وغض النظر على أبنية وهدم أبنية أخرى وعلى إقامة محلات تجارية مخالفة وكله بموافقة السيد عاطف نجيب.

وكل رئيس بلدية يقصر بدفع المعلوم الشهري يقوم بعزله حتى أن بعض رؤساء البلديات المعينين بقرار المحافظ يعزلون امنياً من فرع دمشق للأمن السياسي لأنهم لم يرضخوا إلى مطالبه في الأعمال الغير مشروعة من إشادة أبنية مخالفة ودفع مبلغ شهري له..

وكان يتم عزلهم أمنياً باقتراح من عاطف الى اللواء عدنان بدر حسن آنذاك وفي الحاضر يتم تسريحهم بموافقة اللواء محمد منصورة !!

وبعد تولي اللواء غازي كنعان شعبة الأمن السياسي قام مباشرة بنقل عاطف نجيب إلى وزارة الداخلية ولكن بشار الأسد ووالدته في المرصاد تم توقيف النقل ونقل من قبل الرئيس بشار الأسد شخصياً إلى فرع الأمن السياسي بطرطوس.

لم يعجبه كثيرا هذا الفرع وأسس مجموعة له داخل الفرع تواجه رئيس الفرع واللواء غازي كنعان حيث بداء يشهر بابن اللواء غازي كنعان الضابط المعين لدى شعبة الأمن السياسي فرع دمشق حيث حاول كثيرا اختلاق قصص مع مجموعة من الفاسدين ضد اللواء غازي وابنه .

بعد إسناد مهام وزارة الداخلية إلى اللواء غازي كنعان بأسبوع اصدر قراراً رئاسياً بنقل عاطف نجيب إلى فرع الأمن السياسي بدمشق ليتولى عدة مناصب منها نائب رئيس الفرع ورئيس الفرع عملياً باعتبار أن رئيس شعبة الأمن السياسي شخصيته ضعيفة وله علاقة مميزة مع آل مخلوف كونه من قرى حمام القراحلة وله ارتباطات خاصة مع عاطف نجيب أثناء وجوده في منصب رئيس فرع الحسكة للأمن العسكري آنذاك لأسباب شخصية.

القرار الرئاسي بنقل عاطف نجيب إلى فرع دمشق هي عبارة عن تكريمه على انجازاته التي قدمها للوطن وعبارة عن إضعاف قرارات وزير الداخلية اللواء غازي كنعان والذي كان مسروراً بها جدا اللواء آصف شوكت كونه رفض مرات عديدة أن يكون اللواء غازي كنعان تحت أوامر آصف شوكت ....!

وهذه هي الآن حادثة انهيار الأبنية في حي "دف الشوك" التي ظلم الكثير من أبناء وطننا الكادحين وشبابنا الحالمين لتأسيس منزل الزوجية وبيت أحلامهم .. إنهار كل شي مع انهيار أبنية وشقق "دف الشوك" ذهبت الأحلام والأمنيات مع نثرات غبار الأبنية المنهارة ... ومصالح عاطف نجيب ابن خالة الرئيس بشار الأسد تطغو فوق كل المصالح.

هذه هي سورية الحديثة التي وعدنا بها بشار الأسد .. باتت مستنقعاً لفساد آل الحاكم...!

سوريا الله حاميها ... وبشار حراميها !!

الصدق الله يحمي سوريا من سياسة حاكمنا
الله يحمي سوريا من فساد الحاكم وعائلته
الله يحمي سوريا من الاستبداد والقتل والقمع
محاربة الفساد والإصلاح الاقتصادي فقط على الشعب الفقير ومحاربة فساد الحاكم وعائلته والكف عن سرقة الموارد الاقتصادية وثروات سوريا خط احمر ممنوع التحدث عنها !!!

مجزرة صيدنايا ... والحقيقة المخيفة


قال الناطق الرسمي للجنة السورية لحقوق الإنسان " كانت مجزرة صيدنايا حقيقة واقعة لم تستطع السلطات السورية إنكارها، لذلك لجأت في بيانها الصادر اليوم والذي لم يتعد ثلاثة سطور إلى الالتفاف على الحقيقة بدعاوى باطلة، ولم تجرؤ الكشف عن حصيلة ما حدث حتى لا تكشف عن طبيعة تعاملها المتوحش مع المعتقلين السياسيين. لجأت السلطات السورية إلى ربط ما حدث حسب زعمها (بمساجين محكومين بجرائم التطرف والإرهاب) للهروب إلى الأمام والتملص من مسؤولياتها من جرائم إساءة المعاملة والتعذيب المهين التي ترتكبها بحق المعتقلين السياسيين، وكأنها بذلك تبيح لنفسها – من خلال عبارات مسبقة الصنع – تستخدم عادة لاستباحة أرواح المعتقلين السياسيين العزل حتى تحصل على شهادة حسن سلوك من بعض الجهات الخارجية.

وأردف الناطق مؤكداً "أن نظام الرئيس بشار الأسد يريد التخلص من المعتقلين الإسلاميين الذين يشكلون نسبة 90% من مجموع المعتقلين السياسيين كما تخلص والده منهم عبر مجازر سجن تدمر وسواه في ظروف مشابهة خيم عليها صمت دولي مريب أنجب توافقات ومقايضات جديدة مع النظام. ولذلك فكل التحليلات تشير إلى أن هذه بداية لمجازر مدبرة ضد المعتقلين السياسيين الإسلاميين العزل وتشديد القبضة على بقية المعتقلين وتوتير الوضع الداخلي لإحداث مقايضات خارجية".

وأكد الناطق الرسمي أن المجزرة قد أوقعت عشرات القتلى والجرحى حسبما أفاد بذلك شهود أحياء من داخل سجن صيدنايا تأكدت بما لا يدع مجالاً للشك للجنة السورية لحقوق الإنسان وللناشط الحقوقي الزميل محمد العبد الله وللمرصد السوري لحقوق الإنسان ولإذاعة بي بي سي العربي ولموقع إيلاف الإلكتروني وللعديد من الحقوقيين في سورية وخارجها وأهالي المعتقلين.. وكل الشهود أوردوا أسماء الدفعة الأولى من الضحايا الذين سقطوا صرعى برصاص عناصر الشرطة العسكرية السورية".

وأضاف الناطق " أن سيارات الإسعاف شوهدت حتى وقت متأخر ليل أمس تنقل الضحايا والجرحى من المعتقلين إلى مستشفى تشرين العسكري بحرستا، وأن المستشفى قد أغلق أبوابه في وجه الزائرين والمرضى والمراجعين. وقد أكد بعض أهالي المعتقلين في صيدنايا أنهم توجهوا فعلاً إلى المستشفى للاستفسار عن أحبائهم المعتقلين لكن لم يسمح لهم بدخوله".

وأكد الناطق أيضاً " أن أكثر من خمسين رجلاً وامرأة مسنة توجهوا يوم أمس إلى سجن صيدنايا للاستفسار عن أبنائهم لكن لم يسمح لهم بالاقتراب منه من على بعد بضعة كيلو مترات. وفي اتصال هاتفي مع والد أحد المعتقلين الإسلاميين في صيدنايا، قال أنه لدى وصوله بالسيارة على بعد كيلومترات من سجن صيدنايا أوقفته دورية أمنية ووجهت إليه كيلاً من الإهانات والشتائم له ولابنه المعتقل ، وقال أحد أفراد الدورية له: لو كنت شابا لألحقناك بابنك المجرم، ولكن لا نريد أن تحسب علينا رجل. أنت فراطة"

وأدان الناطق تصريحات بعض أذناب النظام الذين حاولوا لبس الحقائق الدامغة للمجزرة من تعذيب وإهانات للمعتقلين ومن فظاعات وتدنيس للمقدسات، وقال : شعبنا في سورية يعرف سلوك أفراد الأجهزة الأمنية وافتقارهم لأدنى أساليب اللياقة ومراعاة حقوق الآخرين – طلقاء ومعتقلين – ونعرف أيضاً مدى استهانتهم بالمقدسات على الملأ بدون أدنى حياء ... وبالتالي فهو نفسه الذي حكم على أجهزة نظامه ونعتهم بما قال.

وحذر الناطق من الحقيقة المخيفة التي تنتظر المعتقلين في سجن صيدنايا: " إذا كانت آثار مجزرة تدمر قد أخفيت وغطيت قانونياً بالقانون 49 لعام 1980 الذي حكم على الانتساب لجماعة الإخوان المسلمين بالموت فإن آثار مجزرة صيدنايا قد يمحوها النظام السوري ويفطيها حسب بيانه المقتضب اليوم (بقيام السلطات بتنظيم ضبوط بحالات الاعتداء على الغير وإلحاق الضرر بالممتلكات العامة لاتخاذ الإجراءات القانونية بحق المخالفين). وبالتالي يختفي المئات من معتقلي سجن صيدنايا إلى الأبد كما فعل بغيرهم من قبل في ظل استبداد داخلي وغض طرف خارجي.

وتوجه الناطق الرسمي للجنة السورية لحقوق الإنسان في ختام تصريحه بالنداء لكل من يستطيع المساعدة بالكشف عن تفاصيل المجزرة وعرضها على أهلنا في سورية والعالم وتوجه بالنداء إلى أهالي المعتقلين ليظهروا شجاعة ووحدة وتلاحماً وينتدبوا لجنة منهم لمتابعة مصير أبنائهم المعتقلين في سجن صيدنايا والوقوف على أوضاعهم الإنسانية.

18‏/07‏/2008

فساد آل الحاكم "مافيا سوريا الحديثة" - الحلقة 8: نمير الأسد


Numeir Assad

كليب نمير الأسد: السطو المسلح على مكتب الأهرام للحوالات المصرفية

*** نمير الأسد ***

بطل الحلقة الثامنة من مسلسل فساد آل الحاكم .. مافيا سورية الحديثة.

هو ابن بديع الأسد أحد ابناء عموم الرئيس السوري بشار الأسد.

من مواليد القرداحة ويعد من الجيل الثالث من أسر عصابات مافيا الأسد المالكة لسوريا.

موبقات هذا الغلام هي توجيه رسالة مفادها أنه أكبر من أي قانون، وأنه قادر على الوصول إلى مايريد دون عوائق ... تحت حماية عناصر الأمن وتسهيلات من الحاكم نفسه !!

استطاع نمير الأسد منذ ان ورث ابن عمه بشار الأسد رئاسة الجمهورية أن يتزعم عصابة للسطو المسلح كان نشاطها يتركز في الساحل السوري ولبنان وهو الرجل الثاني في عصابة "الشبيحة" بعد قريبه صاحب اللقب "شيخ الجبل" !!!

شهد السوريون في آخر سنتين اقتراب نشاطات هذه العصابة من العاصمة دمشق. ويقول البعض أن أحد أسباب الاقتراب من دمشق هو عدم وجود التسهيلات لعصابة نمير الأسد على الأراضي اللبنانية كما كانت في السابق قبل انسحاب الجيش السوري.

يُشار إلى أن الرئيس بشار الأسد شنّ منذ ما قبل توليه رئاسة الجمهورية حملة على بعض أبناء العمومة المتهمين بتشكيل عصابات "مافيا" في الساحل السوري بالذات خوفاً من استيلائهم على الحكم (الورثة)، بتكليف من الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، الذي رآى في نشاطهم تشويهاً لسمعة الأسرة. ويخشى المواطنون سطوة هؤلاء المتنفذين، الذين يُلقبون ألقاباً مختلفة، وأحدهم معروف بلقب "شيخ الجبل" في جبال سورية الغربية.


منجزات نمير الأسد:

لم يسمع السوريون بهذا الاسم إلا منذ سنوات قليلة نظراً لسنه الذي لايتجاوز الثلاثينات من عمره.
في أيار (مايو) 2005 هاجمت عصابة نمير الأسد سيارة شرطة عسكرية و"حررت" سجيناً هو من أفراد العصابة.

وعلى طريقة أفلام "الأكشن" الأمريكية اعترضت ثلاث سيارات مرسيدس (شبح) تعود أرقام السيارت إلى القصر الجمهوري ولكنها في الواقع تحت تصرف عصابات يُعرفون بـ "الشبيحة" القادمين من محافظة اللاذقية سيارة سجن تابعة للشرطة العسكرية عند جسر حرستا على طريق دمشق - حلب، وقامت "بتحرير" مطلوب كانت سيارة الشرطة العسكرية تنقله إلى المحكمة للاستماع على أقواله.

والسيارات الثلاثة تعود لعصابة نُمير الأسد التي علمت بموضوع نقل أحد أعضائها المعتقلين إلى المحكمة العسكرية فقامت بمتابعة السيارة العسكرية وأوقفتها عند جسر حرستا وأحاط المسلحون بها من كل جانب ثم أطلقوا سراح زميلهم الذي انضم إليهم.

وعمدت السلطات السورية فوراً إلى معاقبة قائد موقع دمشق في الشرطة العسكرية العميد ناظم درويش وحولته إلى المقر العام دون مهمة بانتظار قرار تسريحه الذي سيصدر في شهر تموز/ يوليو، كما هو متوقع. لكن السلطات الأمنية استطاعت لاحقا القبض على السجين الهارب.

وكان المدعو نمير الأسد هرب من السجن وعاد لممارسة نشاطه بالسطو المسلح على الأماكن العامة وممتلكات المواطنين. وكان قد استخدم اسم عائلته لإطلاق سراحه مدعمة بمبلغ نصف مليون دولار رشوة لضباط الأمن مقابل تركه "يهرب" من السجن علماً بأن الرئيس بشار على علم بهذا الأمر ولم يمانع هرب نمير كونه من أولاد العم!!

يجدر القول أن نمير الاسد هو رئيس العصابة التي سطت على المال في فندق السمير اميس في صيف عام 2004 بدمشق..

وفي شباط (فبراير) 2005 وفي حادثة هي الأولى من نوعها في مدينة دمشق استغل أربعة لصوص حالة الأمن والاستقرار التي تعيشها سورية وقاموا باقتحام شركة الهرم للحوالات قرب مؤسسة البريد بدمشق, وسرقوا نحو 43 مليون ليرة سورية تحت التهديد بالسلاح الذي كان اللصوص يحملونه.‏‏ وحرصت سوريا الحرة على تقديم عرض كامل للفيديو كليب لعملية السطو والذي تم تسجيله من قبل كاميرة المصرف في وضح النهار.

وأكد السيد وزير الداخلية غازي كنعان آنذاك على الحرص الكامل لدى الوزارة لمعرفة أولئك المجرمين, فكانت الاجتماعات المكثفة في مكتب الأمن القومي لما لهذا الموضوع من تأثير على أمن واستقرار البلد والاستثمار أيضاً وقد تمكنت من التوصل إلى معرفة الأشخاص الذين قاموا بتلك العملية وإلقاء القبض عليهم بعد عملية اشتباك مع العصابة في الجرجانية منطقة الزبداني المكان الذي استقرت فيه العصابة.‏ ‏‏

وعندما علم ان عملية السطو كانت تابعة لعصابة الأسد, أبلغ وزير الداخلية غازي كنعان الرئيس بشار الأسد بتطورات ونتائج التحقيق والذي كان في زيارة رسمية للأردن في ذلك الوقت.

وأخبر الرئيس بشار الوزير بأنه لابد من اتخاذ الإجراءات اللازمة تجاه أي كان بغض النظر. كلام مشجع وجميل من رئيسنا المفدى لوكان صحيحاً وصادقاً. نقول هذا الكلام لأنه بعد القبض على نمير الأسد تم تهريبه من السجن بمعرفة بشار الأسد شخصياً ... وهو اليوم طليق يرزق ومايزال يمارس هواية السطو المسلح مابين الساحل السوري والعاصمة دمشق.

الجريمة التي حصلت أخذت اهتماماً كبيراً من وزارة الداخلية وبدأت متابعتها من كافة الوحدات الشرطية حتى وصلت معلومة مفادها أن هذه المجموعة تتواجد في الجرجانية بمنطقة الزبداني وفي مكان غير معروف تمت متابعة هذه المعلومة إلى أن تم الامكان من التأكد من معلومة موثقة أن هذه المجموعة سترسل أحد الأشخاص إلى مدينة حمص لإحضار بعض الحاجيات,‏ ‏‏وستلتقي بشخص على مفرق القصير في الساعة السابعة والنصف صباحا.ً

اتصلت عناصر وزارة الداخلية برئيس فرع الأمن الجنائي بحمص وطلبت منه التواجد في المكان المذكور وبشكل غير معروف ومعرفة هذا الشخص أو على الأقل معرفة نوع السيارة التي سوف تحضر من حيث اللون والرقم والنوع ومتابعتها من القصير إلى دمشق أثناء العودة دون التعرض لسائقها.‏ ‏‏

وفي الساعة الثامنة صباحاً علم العميد محمد علي الصالح مدير إدارة الأمن الجنائي رئيس فرع الأمن الجنائي بحمص أن السيارة قد وصلت والتقت بشخص لمدة حوالي نصف ساعة ثم توجهت إلى مدينة دمشق, وتم إعطائه نوع السيارة ورقمها ولونها وهي تكسي لون ذهبي أوعز بعد ذلك بتحريك الدوريات بسيارات مختلفة على طريق حمص - دمشق وعلى كافة المفارق المؤدية إلى الجرجانية بمنطقة الزبداني, وبقيت السيارة تحت أبصار رئيس فرع الأمن الجنائي بحمص وكان برفقته ضابط آخر بسيارة أخرى حتى وصلت السيارة المذكورة إلى منطقة عدرا حينها تولت الدوريات من إدارة الأمن الجنائي متابعة هذه السيارة ومن ثم فرع الأمن الجنائي بدمشق وبشكل منسق جداً, اجتازت السيارة مدينة دمشق متوجهة نحو الزبداني إلى ان وصلت إلى بلدة الجرجانية, وكان العميد على اتصال دائم مع كافة هذه الدوريات.

وطلب العميد منه عدم التعرض إلى هذا الشخص على الإطلاق ولا يجوز بأي شكل من الأشكال أن يلاحظ أن أحداً يلاحقه ويراقبه, توقفت السيارة بعد ذلك أمام أحد الأبنية ونزل منها السائق إلى إحدى الشقق ثم خرج بعد عشر دقائق وتوجه إلى مكان آخر وأحضر معه أحد العمال لاصلاح شوفاج في الشقة وقبل أن ينتهي من إصلاح الشوفاج ذهب بمفرده إلى مطعم وأحضر مواد غذائية تقدر لستة أشخاص, ثم دخل نفس الشقة وخرج برفقة العاملين اللذين كانا بالشقة وبقي الطعام بنفس الشقة, طلبت من الدورية مراقبة هذه السيارة دون التعرض لسائقها على الإطلاق لعل هناك مكان آخر يمكن أن يتوجه إليه, توجهت السيارة إلى مدينة دمشق وتوقفت عند عدة محلات ثم استقرت في ركن الدين.

وطلب العميد بعد ذلك إحضار تلك السيارة والسائق إلى إدارة الأمن الجنائي لتدقيق وضع هذا الشخص وعلاقته بهذه العصابة وعلى الفور تبين أن هذه العصابة تقيم في نفس الشقة التي ذهب إليها هذا السائق وأنه كان بمدينة حمص بتكليف منهم.‏ ‏‏

أعلم العميد وزارة الداخلية بهذا الموضوع ونسق مع كافة الوحدات الشرطية المعنية منها وحدة المهام الخاصة, قيادة شرطة دمشق وريفها وفرع الأمن الجنائي بدمشق وريفها ومنطقة الزبداني.‏ ‏‏

وبعد ان تم إجراء دراسة كاملة عن البناء والشقة والشارع توجهت عناصر الأمن الجنائي جميعاً إلى البلدة المذكورة مساءً وانتظرت وبعد أن وضعت خطة محكمة للتعامل مع هذه العصابة الخطرة, بدأت عملية اقتحام الشقة بعد أن تم تطويق المنطقة بشكل دقيق وكامل بحيث لا يمكن أن يفر أي فرد من أفراد العصابة ولا بأي شكل من الأشكال وقد تولى قائد وحدة المهام الخاصة وعناصره عملية الاقتحام وبدأت عملية الاقتحام والاشتباك مع أفراد العصابة بعد أن طلب منهم تسليم أنفسهم وحين رفضوا وباشروا بإطلاق النار ورمي القنابل على أفراد عناصر الأمن الجنائي, قامت بتوجيه النار واستمرت العملية ساعة ونصف متصلة وبعد الانتهاء من العملية تبين مقتل اثنين من أفراد العصابة هما باسل محمد زاهد من دمشق وعمار صبرا أيضاً.‏ ‏‏

وتم القاء القبض على سائر سليمان وحسان الآغا ونمير بديع لأسد. وجميعهم لهم سوابق, وكان من نتيجة العملية جرح سبعة من عناصر الأمن واستشهاد الشرطي وسيم وردة .‏ ‏‏

بتوجيه من السيد وزير الداخلية تم تكليف وحدة المهام الخاصة لمتابعة هؤلاء المجرمين المطلوبين للعدالة وقاموا بالتنسيق مع إدارة الأمن الجنائي بوضع خطة ودراسة للمكان المتواجدين فيه وقسموا العمل إلى مجموعات اقتحام ومداهمة ومجموعة تغطية وعزل وتطويق.‏ ‏‏

وفي مساء يوم الثلاثاء وحتى صباح اليوم التالي قاموا بمراقبة مكثفة واستطلاع مستمر لتنفيذ المهمة على احسن وجه وتم تحديد الساعة السادسة صباحا من يوم الأربعاء للمواجهة وبإشرافهم مباشرة, ومن خلال مكبرات الصوت طلبوا من أفراد العصابة تسليم أنفسهم حتى يتم الابتعاد عن عمليات إطلاق النار وإزهاق بعض الأرواح الموجودة هناك, فرفضوا الانصياع لهذا الأمر, فقامت حينها مجموعة الاقتحام باقتحام الشقة حتى وصلت إلى الغرفة الموجودة فيها عناصر العصابة وتم إطلاق النار المتبادل وكانت العصابة قد ألقت بعدد من القنابل اليدوية الموجودة بين أيديهم, وأصبت ببعض الجروح بعدها تم الاشتباك المباشر وقتل اثنين من عناصر العصابة وجرح سبعة من عناصرنا واستشهد الشرطي وسيم وردة الذي أبلى بلاء حسنا مع رفاقه.‏ ‏‏

وقامت عناصر الداخلية بعدها بإلقاء القبض على الباقين وصادرت الأسلحة الموجودة لديهم, كانت عبارة عن ثلاث بنادق روسية و ورشاشين وأحزمة ناسفة عدد اثنين وجهاز مراقبة لاسلكي وعصا كهربائية وصناديق فيها قنابل يدوية وأجهزة خلوية متعددة, بالإضافة إلى مبلغ يقدر ب¯ 32 مليون و 135 ألف و 425 ليرة سورية ونجري حالياً التحقيقات مع باقي أفراد العصابة.‏ ‏‏

لم يتم الاكتفاء بتلك المعلومات بل تابعت ذلك من خلال لقاء أفراد العصابة الموقوفين لدى إدارة الأمن الجنائي وبرفقة العميد محمد علي صالح مدير الإدارة واللواء عبد الكريم صالح مدير إدارة التوجيه المعنوي في وزارة الداخلية وبموافقة شخصية من السيد وزير الداخلية تم القيام بإجراء اللقاءات التالية مع كل من:‏ ‏‏

1 - نمير بديع الأسد: قال لقد خطط لنا من قبل أشخاص في موقع المسؤولية بوزارة الداخلية, وقمنا بالتحضير قبل أيام لتلك العملية.‏ ‏‏

2 - محمد حسان الآغا: نفى معرفته بتلك العملية وقال انه لم يكن له أي دور في تلك العملية ومهمتي الوحيدة هي جلب أغراض خاصة لهم من طعام وسواه وقد تعرفت عليهم من قبل باسل محمد زاهد.‏ ‏‏

3 - سائر سليمان قال:خططنا لتلك العملية كأي عمل يخطط له بهدف الحصول على مكاسب مادية.‏ ‏‏

وقد ساعد تتبع مكالمات هاتفية لنمير في القبض عليه وعلى أفراد عصابته قرب الزبداني. ووالد نمير هو ابن عم الرئيس بشار الأسد، وتقول المصادر إنه توفي قبل عامين.

من جانب آخر ذكرت مصادر في وزارة الداخلية أن وزير الداخلية اللواء غازي كنعان تلقى تهديدات جدية تتعلق بأولاده بعد اعتقال مجموعة نمير؛ وأن وزير الداخلية أخذ هذه التهديدات على محمل من الجد.

ولكن...بعد كل الجهود والتضحيات من عناصر وزارة الداخلية والأمن الجنائي في القبض على أفراد عصابة نمير الأسد تم إطلاق سراح نمير "الأسد" فقط بعد سجنه لمدة أقل من شهر واحد وذلك بعلم وموافقة الرئيس السوري بشار الأسد !!!

ما يصوره الشريط المرفق هو عملية من عمليات المافيا في الاستيلاء على أحد مكاتب تحويل الأموال، في بلد عربي يتمتع بالأمن والأمان، كما يصر مسؤولوه على تأكيد ذلك لشعبهم ولشعوب الأرض صباح مساء، وفيه أكثر من ستة عشر فرعاً أمنياً تحصي على المواطن أنفاسه، وتسمع دبيب النملة. ففي سورية الشقيقة، العام الماضي، جرت حادثة سرقة "مكتب الهرم" لتحويل الأموال الذي يقع في سنتر العاصمة دمشق. والشريط المرفق صّور أوتوماتيكياً بكاميرا المكتب، ويظهر فيه "نمير الأسد" (بـ"الكاسكيت") الذي يقود عناصر المافيا التي سرقت مكتب الهرم لتحويل الأموال.

بقي أن نذكر مشاهدي الشريط بأن السيد نمير (الأسد) حر طليق اليوم بعد أن قبض عليه وجرى تهريبه من السجن".

هذه هي سوريا بشار الأسد ، امتداداً لعائلة الأسد، أولاد العم وأولاد الخال...عصابات المافيا تنتهك ممتلكات الشعب السوري وتجني من المال الحرام مليارات الدولارات وأموالاً لاتأكلها النيران من سرقات غير شرعية كما هو حال بطل قصتنا هذا الأسبوع نمير الأسد الذي بلغت فيه الوقاحة للسطو على حرمات أهل الشام في وضح النهار على طريقة "التشليح" ومعه رشاش اوتوماتيك مستعد لتفريغه في جسد من يقف في وجهه..
والحكومة والأمن السوري يحميهم ويساعدهم ...

هذا النظام ( نظام المافيا ) ... لايصلح له إلا التغيير الجذري، ومن ثم، مصادرة الأموال الغير شرعية التي نهبوها من الشعبين السوري واللبناني ...وإعادتها إلى خزينة الدولة، ليستفيد منها الشعب المنهوب والمغلوب على أمر

07‏/07‏/2008

فساد آل الحاكم "مافيا سوريا الحديثة" - الحلقة 7: رفعت الأسد






Rifaat Assad

*** رفعت الأسد ***

الشقيق الأصغر للرئيس الراحل حافظ الأسد وعم الرئيس السوري بشار الأسد.

يتميز رفعت الأسد ببعض الصفات منها كونـه من أوائل الذين سلكوا طريق النهب والسلب من ثروة الشعب السوري ، بعد شقيقه حافظ، ومنها وصوله إلى أرقام قياسية في هذا السلب والنهب ، لم يسبقه سوى أخيه حافظ أيضاً.


رفعـت قبل الثامن من آذار 1963م :

أبوه علي سيلمان الوحش ، وقد حصل جده على هذا اللقب من حلبة المصارعة ، عندما صرع المصارع التركي الذي كان لايقهر ، ولم يكن أهل القرداحة يعرفون له لقباً ، كانوا يعرفونه سليمان ( فقط) ، ثم حصل على لقب الوحش ، أما علي سليمان الوحش ، فقد تعلم وكان مشتركاً في جريدة تصله بالبريد إلى القرداحة ([1])، خلال الحرب العالمية الثانية ، وكانت في بيته خريطة للعالم ، يتابع عليها أنباء الحرب العالمية الثانية ، ولم نتمكن معرفة المكان الذي تعلم فيه علي سليمان الوحش ، وقد ورث علي عن أبيه سليمان القوة الجسدية ، وهذه القوة مع التعلم ساعداه على رفع مكانته الاجتماعية في القرداحة ، ليلتحق بقبيلة الكلبية ، إحدى قبائل العلويين الأربع [2]، كما أنه صار من وجهاء القرداحة ، وممن يسعى إليه الناس في حل الخصومات ، وعندها اجتمع وجهاء القرداحة وقالوا له أنت : علي سليمان الأســد ، وليس الوحش .

ولد رفعت علي سليمان الأسد عام (1937) ، وهو آخر أولاد أبيه ، وأمـه ([3]). ويكبره جميل بأربع سنوات ، فهو مواليد( 1933) ، أما حافظ فهو مواليد (1930م) . وكان له عشرة من الأخوة والأخوات ، حُرم الثمانية الأول منهم من التعليم ، لعدم وجود مدرسة في القرداحة يومها ، ثم أصّر أبوه على أن يتعلم الثلاثة الباقون ، وفي الثلاثينات أدخل الفرنسيون التعليم ، وفتحت في القرداحة مدرسة ابتدائية ، وتمكن علي سليمان من إدخال أولاده فيها .

في عام (1949م) انتقلت عائلة علي سليمان الأسد كلها من القرداحة إلى اللاذقية لمدة سنة من أجل الإشراف على أصغر أبنائها رفعت ، الذي كان سيبدأ دراسته الثانوية ( يعني الإعدادية والثانوية ) في ذلك العام ، فاستأجروا غرفةً في أحـد المساكن حيث راحوا يراقبون النشاط السياسي الذي راح ولدهم (حافظ ) يمارسه بهمة وإقبال شديدين ، والذي لم يكونوا موافقين عليه تماماً .

ثم تابع رفعت حتى حصل على الثانوية ، ثم صار موظفاً بسيطاً في الجمارك ، يتقاضى راتباً لايزيد عن (200) ليرة سـورية تعادل يومها (55) دولاراً ، وخلال خدمته العسكرية التي قضاها برتبة (عريف ) وهي أدنى الرتب العسكرية ، تعرف على الملازم المجند محمد الخطيب ، الذي عامله يومها معاملة حسنة ، فكافأه رفعت فيما بعد وجعله وزيراً للتربية في السبعينات .


في عام 1963م :

عندما قامت ثورة الثامن من آذار (1963م) سرحت دفعة كانت في الكلية العسكرية ، التحقت بها خلال آخر عهد ديموقراطي عاشته سوريا وكان ذلك من سبتمبر 1961 م ، وحتى الثامن من آذار 1963م ، وكانت هذه الدفعة منتقاة من الشعب السوري كافة ، حسب الكفاءة واللياقة البدنية ، ودون اعتبار للتقرير السياسي . سـرحت هذه الدفعـة ، وجلبت دفعة بديلة على عجل معظمها من المعلمين من طوائف معينة ، وكان منهم ( رفعت أسـد ) ، و ( عبد الله طلاس ) ، وغيرهم .
وتخرجت هذه الدفعـة بعد سنة ونصف فقط وسميت بدورة البعث الأولى .


من 1965 وحتى 1970 م :

بعد تخرجه بسنة ونيف شارك في انقلاب (23 شباط 1966) في المجموعة التي قادها سليم حاطوم واعتقلت الفريق محمد أمين الحافظ رئيس مجلس الرئاسة يومذاك بعد معركة راح ضحيتها (200) عسـكري وهو ضعف ماخسره الجيش السوري في حرب ( 5) حزيران (1967م ) .

وفي عام (1969م ) ساهم ( رفعت ) في القوة التي حاصرت العقيد (عبدالكريم الجندي ) من بلدة السلمية ، قائد المخـابرات العامة يومذاك في عهد صلاح جديد ، وقتلته أو دفعتـه إلى الانتحـار عند بوابـة اللـواء السبعين .
يقول باترك سيل : كان العقيد عبد الكريم الجندي من أنصار جديد ، وهو قائد المخابرات , ومن أعضاء اللجنة العسكرية ، وكان رفعت ([4]) قد اكتشف أن جديد يخطط لاغتيال شقيقه حافظ ، وفي الأيام (25 ـ28 شباط 1969 ) وقع شبه انقلاب قام به حافظ ورفعت ، حركت الدبابات إلى مفاصل العاصمة ، وتمكن رفعت من اعتقال سـائقي الجندي .

وأدرك الجندي عندما فقد أسطول سياراته أنه انتهى ، وبعد مشادة كلامية مع علي ظاظا مدير المخابرات العسكرية قتل الجندي نفسه بإطلاق النار على رأسه . وبعد أسبوعين انتحرت زوجته أيضاً . وتعززت مكانة رفعت ، كذراع الأسد اليمنى ، وجزع أتباع جديد ، وكسب الأسد جولة هامة .

وهكذا من بين الأعضاء الخمسة المؤسـسين للجنة العسكرية : كان عمران منفياً في لبنان ( ثم أغتيل من قبل الأسد ) ، وكان أحمد المير قد طرد إلى إسبانيا ، والجندي قد مات ، وبقي الأسد وجديد يتصارعان من أجل الوصول إلى قمة السلطة ([5]).

وخلالها كان رفعت قد التحق بالدورات التالية في مدرسة المدرعات بالقابون ، وهي دورة قائد سـرية ، ثم دورة قائد كتيبة ، ثم أعطيت له رتبـة ( نقيب ) وألحق بدورة ( أركان حرب) وكان أول نقيب في الجيش السوري يلتحق بدورة الأركان ، وفي عام (1970م ) التقيت بزميله وابن دورته ( النقيب عبدالله طلاس ) ، وما أدري كيف حصل رفعـت على رتب ( رائد ، مقدم ، عقيد ) وكل ماعرف عنه بعد قيام أخوه بالحركة التصحيحية أنه قائد سرايا الدفاع ووصل تعدادها يومذاك إلى ( 55) ألف عسكري ، فيها أحدث دبابات الجيش السوري وكانت يومذاك (ت 62 ) ، وفيها طائراتها العمودية الخاصة بها . ويشير العماد مصطفى طلاس في كتابه ( ثلاثة شهور هزت سوريا ) إلى أن الرئيس حافظ الأسد كان الشخص الوحيد الذي يتابع "عبر قنوات سرية للغاية" الشؤون الأمنية لسرايا الدفاع التي يقودها شقيقه. والقنوات سرية لأن العميد رفعت كان يسجن أي ضابط في السرايا له علاقة مع المخابرات العسكرية، الأمر الذي جعل السرايا بمثابة "غيتو خاص يصعب انتهاكه". وكانت سـرايا الدفـاع تحيط بدمشـق ، وتحمي كرسي الحكم ، ولم تشارك في حرب (5) حزيران (1967م ) .


رفعت أسـد طالب في جامعة دمشق :

حصل رفعت على ليسانس في التاريخ ثم ليسانس في الحقوق من جامعة دمشق ، مما دفع بعض الأساتذة الشرفاء إلى الهجرة من سوريا كلها ، كي لايروا بأعينهم هذه المهازل ومن لطائف ما يرويه العماد مصطفى طلاس في كتابه ( ثلاثة شهور هزت سوريا ) عن العميد رفعت حين كان طالباً في قسم التاريخ بجامعة دمشق أن رئيس القسم الدكتور محمد خير فارس شكا له ( لوزير الدفاع ) : أن رفعت يأتي مع مفرزة من الحرس إلى الجامعة أيام الامتحان، ولا أحد يجرؤ من المراقبين أن يقول له شيئاً، فماذا أفعل؟، وكان رد العماد: [لا تفعل شيئاً لأنه لن يعمل لديكم أستاذ تاريخ!]. على أن أجمل ما يرويه العماد عن علاقة العلم بالسلطة في تلك الأيام الأمثولة التالية: [ما كاد رفعت ينهي الإجازة في التاريخ حتى تسجل في كلية الحقوق هو وزوجته لين وابنه دريد، وكانوا يقدمون الامتحان معاً في غرفة رئيس الجامعة الدكتور زياد شويكي حرصا على أمن الطلاب وأمن المعلومات، وعندما جاءتهم الأسئلة مع فناجين القهوة وكتب السنة الأولى قال لهم رفعت : العمى في قلبكم... ابعثوا لنا أستاذاً يدلنا أين توجد الأجوبة لهذه الأسئلة!!! ].

ومن المعروف أنـه بعد حصوله على الليسانس من جامعة دمشق ، حصل على الدكتوراة من موسـكو في التاريخ أيضاً ، على أطروحة عن الصراع الطبقي في سوريا ، ويعتقد أنها من تأليف أحمد داود العلوي الذي يجيد اللغة الروسية !!! .


رفعت أسـد يهرب ذهب سوريا إلى الغرب :

وبدأ يلمع اسـمه كثيراً بعد انتخاب حافظ أسد رئيساً لسوريا ، ورأينا الورقـة المالية ذات (500) ليرة سورية التي وقعها ( رفعت ) باسمه الصريح بعد أن رفض مدير البنك المركزي توقيعها ، هذه الورقة التي كان (رفعت ) يطلب منها الكمية التي يريدها ، وكان مدير المصرف المركزي ينفذ طلباته مجبراً ، وقام أزلام رفعت بشراء الذهب من سوريا خلال عقد السبعينات بهذه الأوراق وأخرجـه إلى حساباته في أوربا وأمريكا ، وهذا أول اسفين دق في الاقتصاد السوري ، مما أدى بعده إلى انهيار الليرة السورية .


رفعت أسـد تاجـر المخدرات الدولي :

الريشـة بلدة في أطراف سـوريا ، محاذية للمثلث الأردني السعودي السوري ، زعيمها ( لورنس ) الشعلان ، وهذه البلدة لاتخضع لنفوذ أي من الدول المجاورة ، حتى لاتخضع لنفوذ سوريا ، وبعض الهاربين جنائياً يصلون إليها ويحتمون بزعيمها ( لورنس ) فلا تستطيع الحكومة السورية القبض عليهم ، وهذه معلومات بديهية عند أبناء البادية السورية ، وسـر قـوة ( لورنس ) هي أنـه شريك لكبار الضباط في الحكومة السورية ، شريكهم في تجارة المخدرات الدولية ، وعرفت مرة أحد أفراد القبيلة اشتبك مع الشرطة وأطلق عليهم النار حتى نفذت ذخيرته ، وعندئذ استطاعت الشرطة القبض عليه ، ثم ... من يصدق أنه خرج من السجن بسند كفالة ( 5000) ليرة سورية فقط !!؟؟ وعندما تعجبت من ذلك بحثت وعرفت أنه من أزلام ( رفعت أسـد ) في تهريب المخدرات ، وبعد خروجه بساعات كان قد وصل ( الريشـة ) حيث زعيمها ( لورنس ) يحميه من جميع دول المنطقة ، لأنه زعيم أكبر عصابـة لتهريب المخدرات في العالم.

عرف رفعت أسـد الريشـة ولورنس مبكراً ، وجعل نفسـه شريكاً رئيسياً لـه في تجارة المخدرات ، حتى ذاق طعم الملايين ، استقل رفعت في سـهل البقـاع اللبناني ، وسبق لورنس الشعلان في هذه التجارة ، بل صار لورنس من تلامذتـه ، لأن رفعت سـخر سيارات الجيش وطائراته العمودية في زراعة وصناعة وتصدير المخدرات في سهل البقاع ، بل بنى ميناء قرب اللاذقية لاتعرف الجمارك السورية شيئاً عنه ولا عن البضائع التي تصدر منه أو تستورد عن طريقه ، واستمر هذا الميناء حتى أواخر التسعينات حيث قاد بشار الأسد قبل وفاة والده لواء مدرعاً استطاع أن يحتل هذا الميناء ويدمره في معركة قتل فيها من الجانبين قرابة (500) من الجنود .

وكانت زراعة وصناعة وتصدير المخدرات في سهل البقاع تحت عيون المخابرات الصهيونية والأمريكية [ انظر مجلة الإكسبرس الفرنسية التي ادعت (في عددها الصادر في شهر مايو 1987، ص 34 - 41) بأن هناك صلة للسلطات السورية في تجارة المخدرات اللبنانية وأن نائب الرئيس السوري رفعت أسد ضالع في تسويقها لدى شبكات التجارة العالمية. وفي شهر مايو 1985 قامت السلطات الإسبانية بطرد القنصل العام والمسؤول الأمني في السفارة السورية بسبب انكشاف دورهم في شحنة هيروين تم مصادرتـها، وادعت الصحافة يومها بأن للسفير السوري في إسبانيا (وهو شخص مقرب من رفعت أسد) دور في هذه الصفقة كذلك.

وقد نشرت مجلة الإكسبرس الفرنسية في عددها رقم (1869) تحقيقاً مطولاً حول تورط رفعت أسد في تجارة المخدرات والأسلحة وضلوعه في عصابات سرقة السيارات من ألمانيا وإيطاليا وبلجيكا عن طريق شبكة يديرها ابنه فراس. ثم نشرت مجلة إنتربيو الإسبانية تحقيقاً آخر حول صلة رفعت بالاستخبارات الفرنسية والإسبانية وعن أنشطته غير المشروعة بالتعاون مع التاجر السوري منذر الكسار في تجارة الأسلحة والمخدرات.

وبالرغم من الاحتجاج المتكرر من قبل السلطات السورية ومحامي رفعت أسد على هذه الحملة الصحفية فإن الحقيقة ظهرت في شهر أكتوبر 1999 عندما اشتبكت القوات السورية مع حراس رفعت في ميناء يسيطر عليه باللاذقية، وكانت الأسباب الظاهرية هي أنشطة رفعت المحظورة في مجالات التهريب عبر هذا الميناء .


مينـاء رفعـت :

وقد مـر ذكـره آنفاً ، يقع قرب مدينة اللاذقية ، لايخضع للحكومـة السوريـة ، واستمر رفعت يهرب منه البضائع من وإلى سـوريا قرابة عشرين سنة ، دون أن يتمكن أحد من ضباط الجمارك أو الأمن بشتى فروعـه من دخول هذا المينـاء الذي سكنت فيه عدة عوائـل من أنصار رفعت الأسـد .

وترسخت ظاهرة الفساد وما تفرزه من نهب وسلب ورشـوة واختلاس مذ وقعت سورية الغاليـة بين براثن حكم قمعي وحشي منذ أكثر من ثلث قـرن ، ومن الجدير ذكره أن السلطة السوريـة عندما حاصرت موقعاً مطـلاً على البحـر قريباً من اللاذقية تعـود ملكيته لرفعت الأسـد قائلة : إنه مينـاء غير مشروع يستخدمه رفعت للتهريب ، وقاد بشار الأسـد لواءً مدرعاً في حياة والده حافظ ، واقتحم هذا الميناء ودمره ، ووصلت الخسائر من الطرفين قرابة (400) جندي .

ولما سئل رفعت عن هذا الميناء أجاب عبر المحطـة الفضائيـة (a.n.n. ) التي يملكها ولـده سومر : وهل أبقت السلطات – الجنـاح الحاكم على حـد تعبيـره - شيئاً يمكن تهريبـه بعد أن سلبت ونهبت كل شـيء ؟ ، لقد استعصت ظاهـرة الفساد في سوريـة على الحـل ، وكيف لا تستعصي وأقطاب النظام وسدنتـه هـم الذيـن يقودون حملـة الفساد ؟!! ويتسابقـون على نهب الثروات العامـة ويبتزون المواطنين وحتى الفقراء منهم في نهب أرزاقهـم وأقواتهم وما يملكون . لقد أكد الباحث السوري سميـر سعيفان أن مشكلة التهرب والتهريب في سوريـة من الحجم الكبير جداً ، وأنها تؤثر بقـوة في موارد الدولة والأداء الاقتصادي والبنيـة الأخلاقيـة للمجتمع ، وقد قـدر الباحث سعيفان حجم التهرب الضريبي في سورية بنحو خمسين مليـار ليـرة سورية.


الزوجـة الـرابعــة :

وفي بداية عقد السبعينات تزوج رفعت الرابعـة وقيل الخامسـة ، وهي ابنة ضابط كبير شركسي من جيل أخيه حافظ ، رأى رفعت هذه الفتاة في الشارع ، وعرف بيتها واسم أبـيها ، ولما عرف أن والدها زميل أخيه ، طلب من أخيه أن يخطبها لـه ، فطلب حافظ من زميله الشركسي مقابلته ، ولما حضر أعلمه أن شقيقه رفعت قرر أن يتزوج ابنتـه ، وأنـه إن لم يوافق ، فسوف يخطفها !!! ، والأفضل أن يوافق ليتم الزواج بأمن وسلام ، وخاف الضابط الشركسي على شـرفه وابنتـه فوافق ، وكان ذلك .


التطهير الوطني وتخضير الصحراء :

يقول رفعت أسـد في المؤتمر القطري لحزب البعث : أيها الرفاق إن ستالين قضى على عشرة ملايين في سبيل الثورة الشيوعيـة ، واضعاً في حسابه أمراً واحداً فقط ، هو التعصب للحزب ولنظرية الحزب ، ولو أن لينين كان في ظرف ستالين لفعل مثله ، أيها الرفاق تحتاج الأمم التي تريد أن تعيش أو تبقى إلى رجل متعصب ، وإلى حزب ونظرية متعصبة ..

وفي هذا المؤتمر طرح رفعت أسـد مشروعه للتطهير الوطني وتخضير الصحراء وخلاصته : اعتقال كل معارض لسياسات الحزب ووضعـه في سـجن تدمـر ، وتعذيبـه ، مع إلقاء المحاضرات عليه ، ومطالبته بحفظها ومذاكرتها ، كي يغسل عقلـه ممـا فيـع من أفكار تعادي مسيرة الحزب ، والاستفادة منـه في الأشغال الشاقة وزراعة الأشجار في الصحراء . ويخضع هؤلاء ( المعذبون ) إلى امتحانات يتأكد فيها من تطهير عقولهم من كل مايعادي مسيرة الحزب .


مذبـحـة تـدمـر الأولى :

وفي حزيران (1980م ) قام أفراد من الحرس الجمهوري بمحاولة لاغتيال حافظ أسد ، وجرح في سـاقه ، فأرعـد رفعت وأزبـد وكلف رفعت صهره محمد ناصيف ( زوج ابنته تماضر ) بتكليف مجموعتين من سرايا الدفاع ، تم نقلهم بالطائرات العمودية إلى سـجن تدمر الصحراوي ، وتـم إطلاق النـار على السجناء داخل الزنازين ، فقتلوا قرابة ألف مواطن معظمهم من الإخوان المسلمين ، من الأطباء والمهندسين والمدرسين وطلاب الجامعات ، وتم دفنـهم جماعياً بالجرافات وبعضهم مازال حياً ، كما نشـر ذلك الصحفي نزار نيـوف لاحقـاً . وكما أفاد عناصر من سرايا الدفاع أرسـلوا للأردن لاغتيال رئيس الوزراء مضر بدران ، وتم اعتقالهم واستجوابهم على التلفزيون الأردني .


دوره في مجزرة حمـاة الكبـرى :

رفعـت الأسـد قائد ميداني في مأساة حماة :

عين المجلس الأمني الأعلى للنظام في أيلول (1981م) اللواء رفعت الأسد أمراً عرفياً لمناطق حماة وحلب ودمشق ، وتسمية حماة منطقة عمليات أولى ، خاضعة للحاكم العرفي ( رفعت أسد ) ، وأرسل (12000) جندي من سرايا الدفاع فوراً إلى حماة . وكان المقدم علي ديـب [ قائد القوات السورية التي قاتلت العراقيين جنباً إلى جنب مع الأميركيين في عام 1991 ] ، كان نائباً لرفعت في حماة ، يطلعه على سير العمل في حماة أولاً بأول ، حتى انفجر الوضـع ، وصل رفعت إلى حماة ليدير عمليات القتل الجماعي وتدمير المدينة بنفسه ، والتقطت بعض مكالماته اللاسلكية وهو في حمص .

أما في اليوم الثالث للأحداث فقد ذكر شاهد عيان أن رأى رفعت في ثكنـة مدينة حماة المطلة على نهر العاصي ، وانتقل إلى جنوب الملعب البلدي ليشرف بنفسه يوم الخميس الأول من المأساة على أول مجزرة مدبرة في حماة ذهب ضحيتها (1500) من الأبرياء [ اقرأ مجزرة جنوب الملعب البلدي في موقع الشرق العربي ـ باب مشاركات ] .

وكانت قوات سرايا الدفاع المقاتل الرئيسي إلى جانب الوحدات الخاصة بقيادة ( علي حيدر ) التي قتلت عشرات الألوف من المواطنين الأبرياء معظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ .

وقد سبق لرفعت أسـد أن صرح مرات عديدة أنه سيمحو مدينة حماة من الخريطـة ، وسيبني بدلاً منها حدائق وحانـات للخمر ، ونـوادي للرقص . وسيجعل المؤرخين يقولون : كانت هنا مدينة تسمى ( حماة ) .


محاولـة انقلابـه على حافظ ( شباط : 1984م ) :

يظهر مما سبق ، كما سبق أن عرفناه من الواقع السوري في عقد السبعينات ، أن رفعت أسـد كان الساعد الأيمن لشقيقه حافظ وكان عونه في ذبـح الشعب ، ونهب خيراته وثرواته ، وكان ينتظر موت أخيه ليتسلم الرئاسة بدلاً منه ، لأنه كما قيل [طالبان لايشبعان طالب علم وطالب مال ] ، ورفعت طالب مال ، والجاه وسيلة للمال أيضاً ، لذلك لم يكتف أن يكون نائباً لرئيس الجمهورية لشئون الأمن ، ولم يقبل أن يتسلم الحكم ابن أخيه باسل حافظ الأسد بعد موت أبيه ، وقد شاهد أخاه حافظاً يهيئ ولـده البكـر ( باسـل ) ليخلفـه في الرئاسـة ، وبنـاء عليـه قـرر رفعت أن ينقلب على أخيه ويتسلم الحكم بالقـوة ، فحرك الدبابات وهمّ بذلك لولا أن أخاه عرف بنوايا شقيقه مسبقاُ من جواسيسه في سرايا الدفاع ، فأحبط الانقلاب بمساعدة مصطفى طلاس وعلي دوبا وعلي حيدر الذين يكرهون رفعت كثيراً لتجبره وتكبره عليهم . كما يتضح من كتاب مصطفى طلاس [ ثلاثة شهور هزت سوريا ] . وانتهت هذه المحاولة بنفـي رفعـت خارج سوريا بعد أن دفـع لـه أخوه عشـرات الملايين من الدولارات استدانها من القذافي .


يقول العماد طلاس في كتابه :

رفعـت يعـد أتبـاعـه بالدولة العلويـة :

يكشف طلاس أن رفعت كان "يدغدغ أحلام المتعصبين طائفياً بأن وعدهم أنه سيقيم الدولة العلوية هناك كما أقام اليهود الدولة العبرية في فلسطين، وكما كان غلاة المتعصبين من الموارنة يحلمون بإقامة الدويلات الطائفية التي ستدور في فلك إسرائيل قولا ًواحداً ". ويبدو أن رفعت تشجع في مشروعه لعلمه أن "اميركا سوف ترحب بالفكرة لأنها مع أي تفكك للأمة العربية".

وبدأت تظهر على جدران اللاذقية عبارات تمجد شخص رفعت مثل "رفعت الأسد الشمس التي لا تغيب". وبدأ أنصاره ينصبون "الحواجز الطيارة لإشعار المواطنين أنهم موجودون بقوة على الساحة". ويبدو أن قصد رفعت من السيطرة على مسقط رأس الرئيس، بحسب العماد طلاس، أن يقول للعالم: "إذا كان أخي لا يستطيع السيطرة على المحافظة التي ولد فيها فهو بالأحرى غير قادر على السيطرة على باقي المحافظات .


حافـظ ينفي أخـاه رفعت :

في أواخر نيسان (1984م) تيقن العميد رفعت أن ميزان القوى قد مال لصالح شقيقه ( حافظ) فاتصل بشقيقه جميل الأسد ليمهد له المصالحة مع أخيه الرئيس. ومع أن الرئيس الأسد معروف عربياً ودولياً بأنه سيد من أتقن فن لعبة عض الأصابع فقد كان ينتظر بفارغ الصبر انهيار رفعت، وهذا لأن الأخير سيد من ابتز أخاه وغير أخيه. إذ ما إن وافق على الخروج من سوريا حتى بدأ يساوم على المبلغ الذي يحتاج إليه للإقامة شهوراً عدة خارج البلاد حتى تهدأ العاصفة. هذا مع أن الأمير( ..... ) كان يدفع له شهريا (5 ) ملايين دولار، كما لم يقصّر معه الشيخ خليفة آل ثاني ومثله ياسر عرفات والشيخ سحيم آل ثاني...إلخ.

طلب رفعت مبلغاً كبيراً بالقطع النادر لم يكن متوافراً في المصرف المركزي، فخطر للرئيس الأسد أن العقيد القذافي يمكن أن يكون الشخص الذي يحل المشكلة ويؤمّن المال اللازم لإشباع فم أخيه وحين التقاه موفد الرئيس كان القذافي والحمد لله بمزاج حسن، وتذكر مواقف الأسد القومية في دعم الثورة الليبية ومؤازرتها، ورد على رسالة الأسد رد اًجميلاً، وتم تحويل المبلغ بكامله إلى المصرف المركزي، وأعطى الرئيس شقيقه جزءاً منه وبقي الجزء الآخر احتياطا للطوارئ الاقتصادية التي كانت تعصف بنا.

وتم تحجيم سرايا الدفاع وعُُيِّن رفعت نائباً لرئيس الجمهورية مسؤولاً عن شؤون الأمن. واستمر في هذا المنصب حتى عام (1998م) . غير أن تعيينه كان نظرياً لأن الرئيس الأسد أحرص من أن يسلّم أمنه الشخصي وأمن البلاد لرجل لا يتقي الله بوطنه ولا بأهله.

وتضمن الاتفاق أن يسافر رفعت إلى موسكو ومعه اللواءان شفيق فياض وعلي حيدر، وليطمئن رفعت أن الطائرة لن تنفجر في الجو طلب أن يسافر معهم رئيس إدارة المخابرات الجوية اللواء محمد الخولي .

ووافق رفعت الذي اختار أن يقبل تعهد حافظ بأن مصالحه وأرصدته سوف تحترم في حالة سحب قواته من العاصمة ومغادرة البلاد عام 1984م ( انتهى كلام طلاس ) .

يقول باترك سيل : أمضى رفعت ثلاثة أيام في المشفى مع أخيه بلا نـوم ، وقد صعق لمرض أخيـه ، ومن سريره أرسل حافظ الأسد أمرأً بتشكيل لجنة سداسية من : مشارقة ، خدام ، الأحمر ، الشهابي ، الكسم ، وطلاس . لتدير البلد في غيابه ، والغريب أنه لم يجعل أخاه رفعت واحداً منهم .
واتجه قادة البلد العسكريين إلى رفعت بحثاً عن قيادة ، لأنهم رأوا أنه أفضل من يحمي النظام ، باعتباره شقيق الأسد ، وقد انتصر على الإخوان المسلمين ، أكبر خطر داخلي ، ورأوا فيه أنه سوف يخلف أخاه ، ويبقى كل منهم في مكانه .

ولم يوافق كبار الضباط على هؤلاء الستة ، الذين لم يروا فيهم سوى موظفين تنفيذيين موهوبين ،وليسوا دعائم للنظام . وبناء على تحريضهم قام الشهابي وخدام بزيارة رفعت ، ليخبروه أن رجلاً مثله لايمكن إبعاده في مثل تلك اللحظات عن المجالس الحاكمة في البلد ، أما رفعت فقال إنه يمتثل لرغبات الرئيس الذي لم يجعله أحد الستة .

ولكن سرعان مااقتنع رفعت معهم ثم عقد اجتماعاً كاملاً للقيادة القطرية لم يغب عنه سوى حافظ الأسد ووزير إعلامه أحمد اسكندر الذي كان على فراش الموت . وقررت القيادة القطرية أن تجعل من نفسها بديلاً عن اللجنة السداسية ، وكانت هذه طريقة أنيقة متقنة لجلب رفعت .

ولما علم الأسد وهو في النقاهة سخط سخطاً شديداً لأن أي انحراف عن الطاعة الكاملة الخالية من أي تساؤل كان يثير شكوكه ([6]) . فاستدعى كبار ضباطه ووبخهم على الابتعاد عن تنفيذ رغباته الصريحة ، وبذلك فتحوا الباب لأخطار غير متوقعة : أولم يروا أن دفع رفعت إلى المقدمة كان خطة أميركية ـ سعودية لإزاحته عن الحكم ([7]) ؟

ولما مرض حافظ في نوفمبر (1983) ، وتجمع الضباط حول رفعت ، فجأة ظهرت في كل مكان في العاصمة دمشق ، صورة لرفعت تظهره في أوضاع قيادية آمرة وقد ارتدى زي المظليين .

يكبر حافظ رفعت بسبع سنين ، وكان يرغم أخاه المتمرد الأصغر على احترامه ، وكان رفعت يشبه حافظ في البنية الجسدية القوية ، والذكاء اللامع ، ولكنه يختلف في أنه أكثر ضحكاً من حافظ ، وميال للمتع ومندفع ، وكريم إلى حد الإفراط ، وبينما انهمك حافظ بكرسيه مشغولاً في شؤون الدولة كلياً ، انهمك رفعت في بناء سرايا الدفاع ، كجنود مخلصين له ، وكان رفعت يمار س سلطات مطلقة ، وقد أثرى هو وأصدقاؤه الحميمون ، كما كان يذهب في مهمات سرية إلى الأصدقاء والأعداء على السواء ، ويشترك في مشاريع أخرى يحيط بها الظلام والضباب في عالم السياسة والتجارة في البلاد العربية ([8]).


بعض أملاك رفعت أسـد عام (1994م) :

1ـ كازينـو ضخـم في إيطاليـا .
2ـ فنـدق خمسـة نجـوم في مرسـيليا .
3 ـ مصــنع إسـمنت في بيـروت .
4 ـ دار نشـر في باريـز .
5 ـ امبراطورية إعلاميـة في لندن ، منها قناة ( a.n.n) ، وغيرها محطات راديـو متعددة .
6 ـ اســهم في شـركة نفـق بحر المانـش بين فرنسـا وبريطانيا ، وهو من أوائل أغنياء العالم المساهمين في هذه الشركة .
7 ـ عـقارات سـكنية في سـويسرا وفرنـسا .
8 ـ مجمع سـكني في إسـبانيا كلف بناؤه ( 60 ) مليون دولار .
9ـ كان يملك ميناء خاصاً في اللاذقيـة قبل أن دمـره بشار الأسد في عهد أبيه حافظ.
10 ـ طائرة خاصة أو أكثر من طائرة ، تنقله مع أفراد حاشيته في قارات العالم .
11ـ وصلت فاتورة إقامته الشهرية مع حاشيته (100 ـ 150 ) شخصاً ؛ وصلت إلى خمسة مليار فرنك فرنسي ، دفعتها الخزينة السورية عدة سنوات .
12 ـ خسـر رفعت أسـد في ليلة واحدة على موائد القمار ( 8) مليون دولار . في الوقت الذي وصل فيه التضخم في سوريا إلى مائة في المائة ، وعجز المواطن الشريف عن تأمين خبز أولاده وطعامهم .


رفعـت أسـد في نظـر بعض أنصاره الآن :

يقول الدكتور خليل أحمد الحسن أحد أعضاء رابطة الخريجين التي شكلها رفعت الأسد وأراد منها حزباً خاصاً بـه في داخل حزب البعث ، يقول :
لم تظهر خلافات رفعت مع النظام السوري في عام (1984م) ، وإنما وصلت إلى القشة التي قصمت ظهر البعير في ذلك العام ، فمنذ سنوات ورفعت يختلف مع النظام السوري بما يلي :

1 ـ لم يكن واثقاً من إخلاص الحزب للعملية الثورية التي يريدها ، لذلك شكل ( رابطة الخريجين الجامعيين ) من البعثيين أنصاره الذين وصل عددهم إلى (22) ألفاً ، صاروا منافسين لحزب البعث ، واستمرت هذه الرابطة حتى نفي رفعت من سوريا عام (1984م) فحلت يومذاك . يقول طلاس : أسس العميد رفعت الرابطة بعد نيله الإجازة في التاريخ عام 1974، وذلك كي تكون "مظلة قانونية لعمله". وقد برر تشكيلها أمام أخيه الرئيس بجعل "متخرجي الدرسات العليا موالين للنظام". لكن "لم يبق انتهازي أو متسلق أو متطلع إلى السلطة أو التقرب من وهجها إلا وانخرط فيها"، بحسب الكاتب
2 ـ قام رفعت بعدة رحلات للاتحاد السوفياتي ، وكان يزداد كرهاً للاشتراكية في كل مرة يرى فيها الفقـر والتشرد والقهـر والظلم ، وصار يصرح بذلك حتى اعتبره الاتحاد السوفياتي عميلاً للغرب ، وطلب من الحزب الشيوعي السوري مهاجمة رفعت إعلامياً .
3 ـ ويقول ( حارث الخيـّر ) وهو من أنصار رفعت بل من أزلامه : إن رفعت أسـد سيقوم بحركة تصحيحية ضـد الحركة التصحيحية التي قام بها حافظ الأسـد عام (1971م ) .
4 ـ ثم يقول الدكتور خليل : جعل حافظ الأسـد وأزلامـه رفعت الأسـد مسؤولاً عن الفسـاد في سوريا ، وحذروا البعثيين منـه ومن جماعة رفعت وجعلوها مساوية لجماعة الإخوان المسلمين في الخطر على النظام السوري .
وكان رفعت يعارض سياسات أخيه حافظ في عدة أمور منها :
1ـ اعتماد سوريا أكثر من اللازم على السوفيات ، وبُعدها عن أمريكا .
2 ـ تورط سوريا في لبنان .
3 ـ يعارض دعم المنشقين عن فتح مثل أبي موسى وأبي نضال .
4 ـ ويعارض التحالف مع إيران ويقول ماذا يختلف هؤلاء عن الإخوان الذين قاتلناهم في سوريا ، كيف يمكن للنظام أن يتبع سياسة في حماة وأخرى مختلفة عنها في طهران !!؟هل كان الصراع ضد الإخوان المسلمين صورياً أم عقائدياً !!!؟
ويقول رفعت : إننا نتحدث عن الحريـة ، ولسنا أحراراً إلا في أن نأكل ونتزوج فقط .

وفي (28 /5/1984) أرسلت طائرة محملة بسبعين من كبار الضباط (!!!!!) إلى موسكو لفترة تهدأ فيها النفوس ، وكان من بينهم رفعت الأسـد ، ولما أعلن بعضهم خوفـه على النظام قال له حافظ : لاتخافوا على النظام بل خافوا على أنفسكم .

ثم تم استدعاؤهم جميعاً ماعدا رفعت ،وفي (5/6) وصل رفعت إلى جنيـف ، وكان يرافقه أكثر من مائة ، وقيل مائتين من حراسه ومساعديه ، وهده حاشية باهظة التكاليف تكفل القذافي بتمويلها كي يبقى رفعت في الخارج .

وفي أيلول (1984) انتقل رفعت مع بقية طاقمه ـ بعد أن عاد الكثير منهم إلى سوريا ، انتق رفعت إلى فرنسا . وظل رفعت محتفظاً بلقب (نائب رئيس الجمهورية ) ، وفي (26/11) زار رفعت دمشق ، وزار القصر الجمهوري ، وركـع وقبل يـد أخيـه ـ ولكن أخـاه لم يسامحه ([9]) .ومنع من زيارة سرايا الدفاع ، وفي المؤتمر القطري (يناير 1985 ) وحضره رفعت لأنه عضو قيادة قطرية، تعرض رفعت لكثير من النقد والهجوم ، وكان بمثابة من يقف في قفص الاتهام ز وفي هذا المؤتمر منحت الصلاحية لحافظ الأسد كي يعين اللجنة المركزية كيفما يريد ، التي تنتخب القيادة القطرية .
وبعد ثلاثة أسابيع انتخب حافظ رئيساً للجمهورية للمرة الثالثة بنسبة (97ر 99) .

وفي مايو (1986 ) قام رفعت بزيارة غير معلنة لبريطانيا ، وقد سبقه أربعة من حراسـه الشخصيين مسلحين يحملون جوازات سفر مغربية ، وهبطت بعدهم طائرتان خاصتان تحملان رفعت وأفراد عائلتـه ( زوجاته وأولاده الصغار ) والخدم والحشم ورجال الأمن وكان مجموعهم أربعين شخصاً معظمهم يحمل جوازات سفر مغربية .

وصار حافظ الأسد وأزلامه يرمون كل فساد حصل في سوريا على رفعت الأسد ، وقد تبين أن هذا غير صحيح ، لأن الفساد استمر بل ازداد بعد خروج رفعت من سوريا عام (1984م) .


وأخيــــراً :

والآن يحاول رفعت استلام حكم سوريا بشتى السبل ، حتى أنه عرض على الصهاينة أن يساعدوه مقابل أن يقيم معهم علاقات تطبيع كاملة ، من سفارات وتبادل تجاري وثقافي ، كما عرض نفسـه على أمريكا وتعهد أن يقدم لها كل ماتريده ، كما حاول أن يكذب على المعارضة السورية في الخارج ، ومنها جماعة الإخوان المسلمين مدعياً أنه ليس مسؤولاً عن مذبحـة حماة ، وأن شقيقه حافظ هو المسؤول الأول والأخير عنها .
ومن نعم الله أن القاسم المشترك الوحيد ( كما يبدو لي ) بين المعارضة والنظام حالياً هو رفـض رفعـت أسـد المجرم الذي عـرف القاصي والدانـي جرائمـه في سوريا ولبنان وغيرهما .

وأسـأل الله عزوجل أن يمكن الشعب العربي السوري من هذا اللص المجرم الذي قتل عشرات الألوف ، والذي نهب مليارات الدولارات من الشعب السوري ، وأن يحجز الشعب على ثروتـه ويردها إلى خزيـنة الشعب السوري ، والله على كل شيء قدير.