29‏/03‏/2009

و شهد شاهد من أهل النظام : قراءة في كتاب طلاس : " ثلاثة أشهر هزّت سورية "


و يتابع طلاس سلسلة فضائحه قائلاً :
}} *خطة العميد رفعت للسيطرة على دمشق :
كان العميد رفعت الأسد يستغل فترات ضغط الإخوان المسلمين على مرافق الدولة المختلفة ويطلب في ذروة الأزمة ضباطاً ومجندين إلى الوحدة، وكانت إدارة شؤون الضباط تستجيب له وكذلك شعبة التنظيم والإدارة الأمر الذي رفع تعداد الوحدة من ستة عشر ألفاً إلى أربعين ألفاً من مختلف الرتب. وقد ساعده في ذلك أن التطوع كان مفتوحاً لديه ولهذا فإن كل مجند يأتي إلى الوحدة يكون زيادة على الملاك. وحتى تستوعب سرايا الدفاع التي هي في الأساس (فرقة مدرعة) +لواء مشاة جبلي + ثلاثة أفواج إنزال + كتيبة "مغاوير خاصة" + كتيبة دبابات مستقلة، هذه الأعداد الكبيرة من الجنود، شكل العميد رفعت بصورة غير نظامية أربعة ألوية مشاة أطلق عليها "الألوية المحيطة" وأعطاها أرقاماً من عنده وكلف كل لواء منها بمهمة السيطرة على المحاور المؤدية إلى دمشق وفقاً لما يلي:
- اللواء الأول: محور حمص – دمشق.
- اللواء الثاني: محور بيروت – دمشق.
- اللواء الثالث: محور القنيطرة – دمشق.
- اللواء الرابع: محور درعا والسويداء – دمشق.
كانت الفكرة الأساسية للسيطرة على دمشق تقضي بإغلاق المحاور الأساسية في وجه الوحدات والتشكيلات الضاربة المتمركزة خارج دمشق والتي ولاءها معقود للقائد الأسد.. وفي نفس اللحظة تتحرك ثلاث مفارز قوامها سرية دبابات + سرية مشاة ميكانيكية + فصيلة هندسة عسكرية بمهمة السيطرة على منزل رئيس الجمهورية من قبل المفرزة الأولى، بينما تقوم المفرزة الثانية بالسيطرة على مقر القيادة العامة، والمفرزة الثالثة تقوم باحتلال مقر الإذاعة والتلفزيون وتعلن مباشرة على العالم نبأ استلام "رفعت الأسد" مقاليد السلطة في البلاد. ولإشعار سكان العاصمة دمشق بأن القبضة التي استلمت الحكم هي قبضة فولاذية، تقوم كتائب المدفعية /ب م 21/ بقصف دمشق عشوائياً لإرهاب السكان وقطع أنفاس الناس حتى يصبح أهل الشام مثل أهل بغداد أيام "الحجاج" سابقاً وأيام "صدام" لاحقاً.
بعد ذلك تقوم مفارز المشاة من سرايا الدفاع بعملية نهب وسلب للمدينة المنكوبة وقد أبلغ العميد رفعت ضباطه وجنوده أن المدينة ستكون لهم حلالاً زلالاً مدة ثلاثة أيام بلياليها، وبعدها لا يجوز أبداً أن يظل فقير واحد في سرايا الدفاع. وإذا طلب أي جندي بعدها مساعدة أو إكرامية ستقطع يده. ولذلك على من يكتبوا تاريخ سورية الحديثة أن يقدروا مدى وأهمية الحكمة البالغة التي استخدمها الرئيس حافظ الأسد بنزع فتيل الأزمة على نار هادئة0{{ 0 انتهى كلام طلاس 0
هذه هي دولة العصابات المافاوية و البعيدة كل البعد عن مفهوم الدولة المؤسساتية و دولة النظام و القانون ؛ فرفعت الأسد الذي أسس سراياه و عصابته منذ استولى شقيقه الأسد على السلطة على أساس طائفي بحت ؛ و بأسلوب لا يختلف عن أسلوب تشكيل العصابات الإجرامية ، أصبح بعد أن قويت شوكته يطمع بالوصول إلى السلطة و يريد تخليصها من عصابة أخيه الذي كان قد دعمه و أطلق يده في كل مفاصل و دهاليز الجيش و الدولة ، أما عن نشأة سرايا الدفاع المشبوهة فأكثر من يعرف بها هم أهلنا في جبال الساحل ؛ حيث كان رفعت يرسل عصاباته إلى قرى جبال الساحل الوادعة فيخطفون من أزقتها و ملاعب طفولتها كل من تقع أيديهم النجسة عليه من أطفال و يافعين بعمر الورود ( من عمر عشر إلى عمر عشرين عاماً ) ، يخطفونهم من ملاعبهم و مرابع طفولتهم البريئة دون علم أهليهم ، و يذهبون بهم إلى معسكرات السرايا في القابون و حول دمشق ، و هناك يفصلونهم و يعزلونهم عن أهلهم و مجتمعهم و مدارسهم ، و يقومون بعملية غسل دماغ لهم ، و يعلمونهم إلى جانب العسكر و القوة البدنية الطاعة العمياء لرفعت قائدهم و مطعمهم و كاسيهم و رمزهم و مخلصهم من حياة الريف الصعبة و الذي نقلهم نقلة نوعية لم يكونوا يحلمون بها إلى دمشق العاصمة حيث سيفعلون هناك كما يحلو لهم ؛ فالشعب يخاف منهم و يرهبهم ، فهم رجال القائد رفعت ، الذي يتزوج من يشاء من النساء ؛ و يخطف من يشاء منهن ، و يشارك كبار تجار دمشق المشهورين ، و يهابه كبار الضباط و المسؤولين ، و بعد فترة تدريبية قاسية ، يتعلمون فيها طاعة قائدهم رفعت و الحقد على أبناء وطنهم و جلدتهم ، و بعد أن يرتبط مصيرهم برفعت و سرايا الدفاع الذي أغدق عليهم من الأموال و الهدايا ما لم يكونوا يحلمون بها و هم الأطفال اليافعين الذين خطفوا من قراهم الفقيرة المحدودة الموارد و الشديدة البرودة و الصعبة المعيشة ؛ و بعد أن تركوا مدارسهم و ارتبط مصيرهم و مستقبلهم بسرايا الدفاع و بالقائد رفعت ؛ يسمح لهم بزيارة أهلهم في قراهم بعد أن يُهدّدوا بجلبهم بالقوة إذا لم يرجعوا إلى معسكراتهم من أنفسهم ، فهذه الدولة دولتهم و عليهم أن يحموها هم فقط شاءوا أم أبوا 0
هكذا كانت نشأة النويات الأولى لسرايا الحقد و الكراهية ، و كل ذلك بتشجيع من الأسد و تنسيق كامل بينه و بين شقيقه رفعت ، ثم أطلق الأسد يد شقيقه الطويلة رفعت في خزينة الدولة ؛ و فتح له المجال على مصراعيه في تجنيد و تطويع من شاء من الأفراد و الضباط حتى اتسعت سرايا الدفاع و أصبحت قوة قاهرة كبيرة تجاوز عديد أفرادها الأربعين ألفاً من مختلف الرتب ، و كانت إدارة شؤون الضباط و شعبة التنظيم و الإدارة ( التابعتين في الأصل لوزارة الدفاع التي يرأسها طلاس ) لا تستطيعان إن تعارضا طلبات رفعت المتكررة في توسيع عديد سرايا الدفاع و تميزها في السلاح الحديث المتطور و اللباس المميز و الرواتب العالية ( نسبة لسلاح و لباس و رواتب الجيش النظامي أو ما يسمى بجيش أبو شحاطة الذي ليس له مهمات سرايا الدفاع القذرة و مهمته لا تتعدى الدفاع عن الوطن ضد أعدائه الطامعين بينما مهمة سرايا الدفاع العظيمة هي الدفاع عن سلطة الأسد التي ليس بعدها مهمة ) ، بل و تساعداه على تحقيق أطماعه ؛ و خصوصاً في فترة صراع السلطة الأسدية مع الأخوان المسلمين نهاية السبعينات و بداية الثمانينات ؛ حيث كان لرفعت دور بارز في الدفاع عن سلطة الأسد ، و رغم أن وظيفة سرايا الدفاع الأساسية و التي أنشئت من أجلها هي الدفاع عن العاصمة من أي انقلاب أو هجوم يستهدف الأسد و سلطته ، لكنها أصبح بإمكانها بعد أن تضخمت و تغولت و غدت قوة هائلة إرسال قواتها للمدن الأخرى للمشاركة في إرهاب المواطنين و قمع المظاهرات الشعبية و تمشيط المدن و مهاجمة المعارضين هناك ، فكان لقوات رفعت شرف الهجوم البطولي الباسل على سجن تدمر السياسي في شهر حزيران من عام 1980 بعد محاولة اغتيال فاشلة تعرض لها الرئيس الأسد ؛ حيث هُوجم السجناء العزل داخل زنازينهم و مهاجعهم ، و قتلوا و بدم بارد و خلال أقل من ساعة و تحت جنح ظلام الليل و السجن ، و كان عديدهم حوالي ألف من خيرة خريجي و طلبة الجامعات الذين كانوا يقبعون بلا محاكمات و لا تهم داخل سجن تدمر الصحراوي المخيف 0 كما كان له شرف المشاركة في مجازر حماة و حلب و إدلب و باقي المدن السورية و خاصة دوره البارز في مجزرة حماة الكبرى في شباط 1982 0
كل هذه الخدمات الإجرامية الجليلة أصبحت تؤهل رفعت الذي دافع عن سلطة شقيقه الأسد بكل ما أوتي من قوة و ما يحمل من طبائع إجراميه و غرائز سادية و موروثات حقد و مخزونات طائفية أصبحت تؤهله أن ينقلب على شقيقه ؛ و يستلم بنفسه قيادة مسيرة التصحيح و التحرير و التحديث و التطوير ، و يقود الدولة و الحزب و المجتمع في حركة تصحيحية جديدة و ثورة مظفرة مجيدة نحو أفق جديد واسع للأمة العربية الواحدة ذات الرسالة الخالدة0
أما خطته في تحقيق حركته التصحيحية المجيدة الواعدة ؛ فهي بمحاصرة ألويته الأربعة المحيطة بدمشق للعاصمة من كل محاورها و قطع طرق الإمدادات عن الرئيس الأسد و عصابته ، ثم تقوم ثلاثة مفارز ( مؤلفة من سرية دبابات و سرية مشاة ميكانيكية و فصيلة هندسة عسكرية ) بمهمة السيطرة على منزل الرئيس و مقر القيادة العامة و احتلال مقر الإذاعة و التلفزيون لتزف البشرى على العالم بنجاح الحركة التصحيحية المجيدة الجديدة ؛ و لإشعار سكان العاصمة بأن القبضة التي استلمت الحكم هي قبضة فولاذية لا ترحم تقوم كتائب المدفعية ب م 21 ( التي تطلق 720 طلقة خلال دقيقة و ثلث ) بقصف دمشق عشوائياً ، لإرهاب السكان و قطع أنفاس الناس حتى يصبح أهل الشام مثل أهل العراق أيام الحجاج و صدام 0 ففي حديث هامس لرفعت مع مستشاره السياسي ( محمد حيدر ) و هما يمشيان تحت ضوء القمر في معسكرات القابون قال رفعت لحيدر و هو ينظر إلى أنوار دمشق الممتدة : مو حرام و أسافه أن تهدم هذه المدينة الجميلة 00 فأجاب محمد حيدر : و الله صحيح حرام و أسافه و لكن شو طالع بأيدينا غير هيك 0
و بعد ذلك تقوم مفارز المشاة من سرايا الدفاع بعملية نهب و سلب للمدينة المنكوبة و جمع الغنائم من المواطنين المرهوبين و المغلوب على أمرهم ، و خاصة أن عناصر سرايا الدفاع قد اكتسبوا خبرات سابقة عندما نهبوا مدينة حماة بعد مجزرتها الكبرى في شباط 1982 ، و كانوا بعد أن فرغوا من نهب و سرقة سوق الصاغة و المحلات التجارية و البنوك و المستودعات و المخازن ، كانوا يقطعون أيدي و أذان النساء الأحياء منهن و الأموات للحصول على مصاغهن 0 و قد أبلغ رفعت ضباطه و جنوده البواسل أن دمشق ستكون لهم حلالاً زلالاً مدة ثلاثة أيام بلياليها و بعدها لا يجوز أبداً أن يظل فقير واحد في سرايا الدفاع 0 و إذا طلب أي جندي بعدها مساعدة أو إكرامية سيقطع رفعت يده 0
أما عقوبة اللص و القاتل رئيس العصابة رفعت و عناصر عصابته على هذه الجرائم الجبانة ؛ فسترد معنا لاحقاً في سياق كتاب طلاس الفضيحة ؛ لنقارن كيف عُوقب هذا المجرم سفاك الدماء و الحاقد مع عناصره الموتورين على جرائمهم هذه ؛ و كيف كان يتم قتل المواطنين الأبرياء العزل على الهوية في حلب و حماة و إدلب و تدمر و باقي المدن السورية ؟0
يقول باتريك سيل في كتابه الصراع على الشرق الأوسط في الصفحة 701 :
}} و في الثلاثين من آذار – مارس لم يعد رفعت يستطيع أن يتحمل التوتر 0 فمع استمرار انشداد الأنشوطة على عنقه ، و ربما بتحريض من أتباعه المتملقين الأذلاء و أصدقائه الأجانب ، أمر رفعت سرايا دفاعه بالتحرك بقوة إلى دمشق و الإستيلاء على السلطة 0 فتحركت دباباته إلى داخل العاصمة تماماً و تفوقت مدافعها على وحدات منافسيه 0 و اتخذت سرية دبابات ت 72 مواقعها عند دوار كفرسوسة خارج مبنى قيادة المخابرات العامة على طريق المطار حيث كان باستطاعتها أن تقصف المدينة 0 و احتلت دروع أخرى الحدائق الكائنة بين فندق الشيراتون ، و قصر الضيافة الجديد ، حيث تم زرع الألغام أيضاً 0 و طوقت فرقة مشاة محمولة مؤللة فندق المريديان و المجمع الذي يحتوي على مكاتب القيادة القطرية 0 و في مواجهة استعراض القوة هذا حشدت بسرعة دبابات شفيق فياض ، و انتشرت على طول النهر في معرض دمشق الدولي قوات المغاوير الخاصة التابعة لعلي حيدر 0 و أخرج المدنيون من بيوتهم الواقعة في مناطق الاقتتال المحتملة 0 و بدا الأمر و كأنه إيذان بحرب أهلية 0 و تجرأ الملحقون العسكريون الأجانب على الصعود إلى سطوح المباني بحذر و معهم المناظير المقربة ، ثم بعثوا بتقارير تقول إن إطلاق النار قد يبدأ في أية لحظة0
و راقب الديبلوماسييون هذه الدراما و هي تتوالى فصولاً ، و قد حيرهم بطْ الأسد الظاهر في الردّ 0 فقد بدا سلبياً يكاد يكون جامداً في مواجهة تحدي مع أخيه 0 فلو تضارب الجانبان في العاصمة لكان الدمار عظيماً جداً ، و لتشوهت صورة النظام إلى حدّ لا يمكن إصلاحه ، هذا إن بقي النظام أصلاً 0 و بدت كل منجزات الأسد في ثلاثة عشر عاماً من الجهود ، في الميزان معرضة للخطر ، و بدت معركة لبنان و قد خُسرت بعد الاقتراب الشديد من كسبها 0 و مع ذلك فإن الأسد لم يتحرك 0
كان الأسد يراهن على قدرته في السيطرة على أخيه حتى في النزاع الأخير ، و قد اختار ألا يكشف أوراقه 0 و مثلما كان الحال عندما بدأ الأسد يتهيأ للهجوم المعاكس في لبنان ، ربما أراد الأسد أن يستخرج أعداءه إلى أن يشعروا بالثقة في أنفسهم 0 لأن هذه لم تكن مشكلة تعثر بها و هو غافل 0 و قد أظهرت النتيجة أن قدرته على التحكم بالأحداث لم تضعف و لم تتضرر 0 فخلال أسابيع من مناورات القط و الفار ، مدّ لرفعت عمداً حبلاً يكفيه لشنق نفسه قبل أن يضطره إلى الخروج للتحريض و الفتنة و العصيان علناً 0 و لا شك في أنه قد فعل ذلك ليعطي نفسه مبرراً كافياً وافياً لإزاحة رفعت بشكل كلّي 0 و لم ينس الأسد أن يتخذ إجراءات وقائية عائلية 0 ففي اليوم الذي سبق زحف رفعت إلى دمشق ، رتب الأسد عملية جلب أمه ( التي كانت في الثمانينات من عمرها ) بالطائرة من القرداحة لتبقى في منزل رفعت0 كان يعرف أنها ما تزال تمارس تأثيراً قاهراً على طفلها الأصغر 0 و بالمقارنة مع لاعب في مثل ذكاء الأسد ، كان رفعت ساذجاً في ميدان السياسة 0 و هكذا أصبح المسرح جاهزاً لصدام الإرادات 0 {{0 انتهى كلام سيل 0

21‏/03‏/2009

..."على الحاكم ان يستنفذ كافة قوى الشعب وخيراتهم، كي لا يترك ما يؤسف على تركه



بشاعة الصراعات الدموية ومخلفاتها نخرت ابصارنا
الأبرياء يتساقطون في الأزقة والطرقات
ورغم ان المناضلين يعدمون ويسحلون تحت الشمس
ما زالوا يظنون انهم سيفزعوننا بمشاهدة إعدام دكتاتور!
اولئك الأبالسة المنافقون المقرقعون..
متى يكفوا عن رقتهم!!

...

قيل..تحول وجه صدام الى وجه خنزير قبل دفنه ..
اقول.. لطفا بالحقيقة...وهل كان لصدام وجها آدميا ذات يوم!!

...

سألني احدهم مداعبا: اذا كان الانسان اللامسؤول منتجا للفوضى فماذا ينتج الانسان المسؤول
قلت له جادة: الفوضى الخلاقة بلاشك!

...

لست متأكدة ايهما يسبق الآخر.. حرق الأوطان ام إعدام الطغاة!
إلا أني متأكدة تماما بأن ثمة شيء هناك لا جدوى منه في الحالتين!!

...

قال لهم..قطعا أنا مع إعدامه،ولكن.. الأبرياء يعدمون يوميا..وقد نفذ ما دخرتموه لغبطتنا!

...

ليس صدفة أن تبقى الأكياس الفارغة فارغة..تلك التي يُعبّأ بها الأبرياء الى الآخرة....لكنها تمتليء بجيفة طاغوت!

...

سألها على النت..وما معالم الرجولة في الطرف الذي تقفين عليه؟
ردت:... نظريا.. الرجل هو ذاك الذي يموت واقفا...
...تطبيقيا..الرجل هو ذاك الذي يتبول واقفا...
عاد ليسأل..وما بين النظرية والتطبيق؟
بلا تردد أجابت: فحولة واسترجال مع النصف الأخر...

...

قال له متسائلا: انظر الى تلك الأقوام المستعبدة تحتنا ما اكثرها.... ترى من يقف وراء استعبادهم وما سر خنوعهم.. ؟
اجابه حيث رسخت قدمه على القمة: لا احد اطلاقا .. بل ما علق بأذهانهم .. العبودية والخنوع من ضرورات إنتظار المخلص..
تلك الأقوام لم تبلغ سن الرشد بعد يا بني..

...

لنفتح كل النوافذ على غاياتها...
الدعوة لاصلاح الفاسد محاولة غير موفقة لستره وتجميله.. قطعا اتفق معك.. يمكننا اصلاح مالم يفسد بعد...
ولكننا نتحدث عن الأنظمة العربية!

...

قالت له:ياعزيزي نحن نقاطع الحاكم ونستوقفه بقوة الدستور
رد بهدوء:هذا ما نفعله تماما ولكن بقوة التصفيق..

...

الأول:..بنوك الفقراء خطوة جيدة على درب
لوى الثاني عنقه وسأل رفيقه المتحمس..هل تقصد درب إبقاء الفقراء فقراء!!
الأول:.. بل درب العدالة..
الثاني..العدالة إلا يبقى فقراء في العالم لنفتح لهم بنوكا...

...

على باب الله يقف البؤساء
وأذ يمر بهم الأثرياء ملوحين بالفتات
يظنون أن ذلك الباب الموصد قد فتح...

...

سأتفق معك برهة..اذا كان الوجود الأجتماعي لا يشكل الوعي الأجتماعي كما تدعي .. لماذا نحن اسياد في الصعود الى الهاوية!!

...

همست بأذنه بدلال..الله جميل يحب الجمال
سأل واثقا..لماذا لا ينسف الكرة الأرضية اذن
اجابت..التمهيد اولا.. وقد أمر مترفيها ليفسدوا بها..
رد بتواضع.. لماذا نحن ضجرون وقد حقت عليهم الطاعة والتنفيذ!!

...

حسنا.. التطور التكنولوجي يساوي قوة العقل..
وقوة العقل تساوي قوة الانتاج..
هل لك ان تقول لي الى اين يتجه العقل بالطبقة العاملة!!

...

قال الأبن لوالده..أبتي أرى أن طمعك ليس بمحله،اذا كانت القناعة كنز لا يفنى،لا يصرف ولا يستثمر، فلم تدخر منها الكثير!!
اجابه الوالد..يا بني ..حشر مع الناس عيد ..آوليس هذا ما يفعله جياع العالم وهم يتزايدون بمعدل اربعة ملايين بالسنة!!

...

قالت له..يا سيدي ما تدعيه لا رصيد له غير احصائيات هلامية مشفرة
اجاب بوقار: انت مخطئة تماما فرغم انفتاح العالم الغربي إلا انه يتفوق على عالمنا بجرائم الإغتصاب
ردت بصلابة..بلا جدل كثير.. اخبرني كم ليلة دخلة سيشهد عالمنا هذا اليوم ..اقول لك كم جريمة اغتصاب على الطريق

...

قال احد العظماء.. "على الانسان أن يستنفذ كافة اجهزته كي لا يبقى ما يؤسف على قبره"
استعار أمبراطور تلك المقولة وبعد التعديل والأصلاح صارت.. ..."على الحاكم ان يستنفذ كافة قوى الشعب وخيراتهم، كي لا يترك ما يؤسف على تركه"

...

قال لها..على الضفة الأخرى ما زالوا يطلقون الألعاب النارية ابتهاجا بالعام الجديد..هل ستذهبين معي لمشاهدتها
فلقت البصلة الى نصفين وقالت... يارجل ...هذا ما فعلناه طيلة العام المنصرم
رد عليها ساخرا..لكننا لم نر الوان قوس قزح تنير ركام المدن!..

...

وهكذا نمضي
سابلة من نور
مستضاءة تحت اقدامنا الطرقات..
بفوانيس الضجر

15‏/03‏/2009

جئناك أيها الفساد اللعين.. فانتظر السحق والمحق..



لعل موضة الحديث عن مكافحة الفساد هي من أقدم الموضات انتشاراً في بلادنا، فقد سبقت بالظهور موضة الخنافس والشارلستون والجنز والمكسي والميني والسنتكور والبنتكور وسواها، وإذا كان بعض هذه الموضات قد اندثر مثل موضة الخنافس والشارلستون، فان موضة الحديث عن مكافحة الفساد ما زالت صامدة مثلها مثل الجنز.. لقد شكلوا قبل نحو ثلاثة عقود ونيف لجنة أطلقوا عليها لجنة مكافحة الكسب غير المشروع، اشتغلت لفترة قصيرة، ثم ذهبت في حال سبيلها، لأنها لم تستطع أن تفتح فجوة بحجم رأس إبرة في الجدار الذي يتمترس وراءه كبار الفاسدين.. ومنذ ذلك اليوم والحملات الكلامية على الفساد تشتد، والفساد يتغول، ويبتلع في طريقه كل شيء.. والمشكلة أن أولي الأمر أوجدوا من الهيئات لمكافحته لاحقاً ما يعجز المواطن عن تعداد أسمائها.. فحين تطور الفساد لدينا من ظاهرة مرضية طارئة إلى مرض مستوطن كانت لدينا رقابة مالية وجهة أمنية واحدة فحسب.. وحين تحول من مرض مستوطن إلى سرطان، كان لدينا رقابة مالية وهيئة مركزية للرقابة والتفتيش وعدد كبير من الجهات الأمنية.. ويوم انتشر أفقياً وشاقولياً، ووصل إلى كل مكان وبقعة في البلد أضيفت إلى الجهات المذكورة سابقاً الرقابات الداخلية في المؤسسات الحكومية.. وهكذا إلى أن وصل الأمر بالمواطن إلى الاعتقاد الجازم بأن أصحاب الأصوات العليا في مكافحة الفساد هم الأكثر فساداً، وأن جزءاً لا يستهان فيه من الجهات المخولة بمكافحة الفساد هي فاسدة بالأصل.
طيب إذا كان حزب البعث، الذي يقود الدولة والمجتمع، ابتداء من أنصاره وأعضائه العاملين الذين يتجاوزن المليون ونصف المليون، مروراً بفرقه وشعبه وفروعه، وانتهاء بمؤتمراته القطرية، يقف ضد الفساد، ويطلب مكافحته بقوة..
وإذا كانت أحزاب الجبهة المتحالفة معه ابتداء من ( قواعدها ) وانتهاء بقياداتها، تقف ضد الفساد، وتطلب مكافحته بقوة..
واذا كانت المعارضة ـ على دروشتها ـ واحزابها تقف ضدّ الفساد وتدعو لمكافحته بقوة..
وإذا كان الموظفون، ورؤساء الدوائر، والمديرون، والوزراء، ورؤساء الوزارات يقفون ضد الفساد، ويطلبون مكافحته بقوة..
وإذا كان رؤساء البلديات، ورؤساء مجالس القرى، والبلدات، والمدن، وأعضاء المكاتب التنفيذية، والمحافظون يقفون ضد الفساد، ويطلبون مكافحته بقوة..
وإذا كان اتحاد العمال، ابتداء من أعضاء لجانه النقابية، مروراً برؤساء هذه اللجان، وأعضاء مكاتب النقابات، ورؤسائها، وأعضاء المكاتب التنفيذية، ورؤساء الاتحادات، وانتهاء بالإتحادات المهنية، والاتحاد العام، يقفون ضد الفساد، ويطلبون مكافحته بقوة..
وإذا كانت المنظمات (الشعبية) والنقابات المهنية، ابتداء من الطلائع والشبيبة مروراً بالفلاحين والخياطين واللحامين والنجارين ومكنسي البلدية، وانتهاء بالأطباء والمحامين والمهندسين والمعلمين والكتاب يقفون ضد الفساد، ويدعون لمكافحته بقوة..
وإذا كان القضاء، والجهاز المركزي للرقابة المالية، والهيئة المركزية للرقابة والتفتيش، والرقابات الداخلية، والجهات الأمنية، وكتّاب التقارير يقفون ضد الفساد، ويدعون لمكافحته بقوة..
وهكذا بعد أن نجمع ونطرح ونضرب ونقسم، لن نجد بين أيدينا سوى الشعب الحارس الأمين للفساد، فلتقف هذه الجهات مجتمعة بوجه الشعب، وتعلن الحرب الضروس عليه، كمقدمة لا يستغنى عنها للقضاء على الفساد.

09‏/03‏/2009

الفساد يضرب مفاصل الحياة السورية


مسلسل الفساد السوري، حكايات تطول، حيث السرقات بالمليارات، والفاعلون موظفون في الدوائر الحكومية، يستغلون فساد الجهات االعليا، ويحتمون بغطائها. ففي سلسلة من التحقيقات، كشف النقاب عن سرقات في مختلف أجهزة الحكومة السورية، التي أثبتت تورط العديد من المسؤولين والموظفين المرموقين. فقد طالت السرقات مبالغ ضخمة، ذهبت لجيوب هؤلاء. بعض الصحف الرسمية في سورية، تناولت التفاصيل، في محاولة منها لكشف ملابسات السرقات، التي لايزال التحقيق فيها مستمراً.

ومن أبرزها، إحالة أمين السر العام وهو الرجل الثاني في محافظة مدينة دمشق إلى القضاء بتهمة التزوير والفساد، في حين كانت أثيرت ضده اتهامات من قبل هيئة التفتيش، وذلك على خلفية ارتكابات قام بها في قسم الجباية. ووفق مصدر مطلع، فإن حملة التوقيفات هذه طالت أربعة مهندسين من مديرية المعلوماتية في المحافظة. إضافة إلى عدد من أعضاء مجلس المحافظة، على خلفية التورط بقضايا الفساد، ويتابع المصدر، أنه جرى إحالة كل هؤلاء إلى القضاء. وكانت حملة محاربة الفساد، طالت مديرية دوائر الخدمات في دمشق، ابتداء من مديرها، وصولا لعدد من رؤساء الخدمات، من مهندسي المنطقة وورش الهدم، محدثة تغييرات واسعة في معظم مديريات المحافظة. وتشير التحقيقات إلى احتمال الكشف عن متورطين وفاسدين جدد في دوائر محافظة مدينة دمشق.

وفي نفس السياق، أثيرت قضية فقدان القسائم في محروقات فرع دمشق، التي أوضحت ضياع 37 مليون ليرة سورية. وفي محافظة حلب، وضعت إحدى الجهات الوصائية الرسمية يدها، على قضية فساد كبرى، في مديرية المواصلات، حيث تمكنت التحقيقات من كشف تزويد وتزوير في مئات الإيصالات والقسائم.

وتجدر الإشارة، إلى أن الأشهر الثمانية المنصرمة من العام الجاري، شهدت سلسلة إعفاءات لعدد من المسؤولين الحكوميين من مناصبهم الرسمية، إضافة إلى إعفاء مسؤولين آخرين في قطاعات إدارية وشعبية من مسؤولياتهم. كما طالت الإعفاءات الكثير من العاملين في مؤسسات الدولة في دمشق، وأغلب المحافظات السورية، لكن معظمها لم يبين أسباب الإعفاء أو العزل، وما هي الظروف التي دفعت إلى محاسبتهم، والإعلان عما إذا كانت تلك الشخصيات قد شاركت في قضايا الفساد، أو كانت في الموقع الآخر، وهو وضع تحيط بعض تفاصيله الشبهات بفعل ما رافق تلك الإجراءات من أخبار، ملخصها أن بعضا ممن أعفوا قدم استقالته طواعية، والبعض الأخر طلب إعفاءه من مهمته، واحدهم طلب التحقيق بملفه ومحاسبته! إن كان فاسداً أو تبرئته.

وطبقا لإحصاء أجرته "ثروة"، فإن 32 مديراً، أعفوا من مناصبهم منذ بداية العام الجاري 2007 ، حتى أواخر تشرين الأول، إضافة إلى أحد معاوني الوزراء، ونحو ثلاثين رئيس بلدية، وأكثر من عشرين رئيس جمعية فلاحية في مختلف المحافظات.

تجدر الإشارة، أن موضوع الإعفاءات أثار تباينا واسعا في الأوساط السورية بين مؤيد وعارض. فمنهم من رأى أن الإعفاء بحد ذاته إنجاز وخطوة نحو محاربة الفساد، فيما رأى آخرون أن ذلك ليس إلا تشجيعا للفاسدين بحسب قول أحدهم"إن الإعفاء فقط سيشجع الفاسدين، بأنه أقصى عقوبة يمكن أن ينالها الفاسدون، مما سيدفعهم نحو مزيد من الفساد، مستغلين غياب المحاسبة الحقيقية".

03‏/03‏/2009

99في المئة من السوريين يعتبر ون ان الفساد ينتشر في مؤسسات الدولة


&nbsp46% اعتبروا أن "الموظفين الكبار" هم في مقدمة الفاسدين

اظهر استطلاع للرأي نشرته صحيفة "الثورة" الرسمية الاربعاء ان الغالبية الساحقة من السوريين يعتبرون ان الفساد ينتشر في مؤسسات الدولة، وفي مقدمها النظام القضائي.

فردا على سؤال "هل تعتقد بوجود الفساد في الدوائر الرسمية والحكومية؟"، اجاب 450 شخصا بنعم من اصل 452 شملهم الاستطلاع.

وبحسب الاستطلاع فان 54 في المئة من السوريين يعتبرون ان "حجم الفساد كبير" فيما يرى 32 في المئة منهم انه بات "غير قابل للسيطرة". وفي نظر 46 في المئة منهم ان "الموظفين الكبار" في الدولة هم في مقدم الفاسدين.

ويعتقد معظم المستطلعين ان القضاء هو المؤسسة الرسمية "الاكثر فسادا"، تليه البلديات ثم الشرطة. لكن الصحيفة لم تدل بارقام محددة في هذا الصدد.

وشمل هذا الاستطلاع الذي اجرته الصحيفة السورية 452 شخصا في مناطق سورية مختلفة، ردوا على استمارة ارسلت اليهم.

واجاب 403 اشخاص بنعم على سؤال ما اذا كانت "ثقافة الفساد" منتشرة بحيث "لا تمشي المعاملات من دون دفع رشوة". ويرى 246 شخصا ان الرواتب المتدنية هي السبب الرئيسي لانتشار ظاهرة الفساد. واوردت الصحيفة انها ارادت "القاء الضوء على ظاهرة الفساد" لاظهار "تأثيراته السلبية على نواحي الحياة".

وشهدت سوريا العام 2000 حملة لمكافحة الفساد انتهت بانتحار رئيس الوزراء السابق محمود الزعبي والحكم على كل من نائب رئيس الوزراء السابق سليم ياسين ووزير النقل السابق مفيد عبد الكريم بالسجن عشرة اعوام.