29‏/10‏/2009

تعالوا نتحاور أم تعالوا لنتناحر...رسالة إلى المؤتمر ألتشاوري القادم للمعارضة السورية


جولات وصولات، حوارات ومؤتمرات، تناحرات و مؤامرات، وعود وطموحات، إخفاقات ونجاحات، انسحابات واتهامات، اعتقالات ومحاكمات،.......
هذه هي حال المعارضة السورية
بمكوناتها و أحزابها، بمنشقيها ومستقليها، بمثقفيها وسياسيها، بمناصريها ومعارضيها، بمناضليها ومتسلقيها، بمرتديها وتائيبيها .
وقائع مستمرة وتجارب محزنة لا يستطيع أحد إنكارها أو إخفاء أثارها السلبية التراكمية على أداء المعارضة وشرعيتها وقدرتها على طرح البديل المنشود، هذه الانتكاسات المستمرة ترمي في أحضان النظام نتائج ايجابية يحلم بها وبالمجان من ترسيخ الاستبداد كحال لا يمكن تغيره وكسلطة الأمر الواقع ؟؟؟ وترك النظام طليق اليد في النهب والسلب والقمع وفي تمزيق الإنسان السوري ورميه بين مخالب الأصولية الدينية والعطالة الفكرية والتعصب القومي والتشدد الاجتماعي والانهيار الأخلاقي لجميع مكونات الشعب السوري بلا استثناء .
فما هو السبيل للخروج من سراديب هذا العجز وهذا التمزق،..... سؤال طرحته على نفسي بعد أن تلقيت اتصال من احد الأصدقاء يعلمني بدعوة تلقاها كما تلقيتها من بعض نشطاء المعارضة السورية العازمة على جمع الشمل في لقاء موسع لكل أطراف المعارضة السورية في إحدى أهم عواصم القرار العالمي .... تحت شعار تعالوا لنتشاور ..... الداعين للمؤتمر لم يوضحوا بعد الأوراق التي ستوضع أمام المتشاورين، وكما لم يترشح حتى اللحظة من هي الجهة التي تقف وراء هذه الدعوة، وعن وجهة ولائها وانتمائها، ولا حجم وجهة وماهية الأطراف التي ستحضرها، و ماهية بنود التشاور والمشاورات التي ستعقد بين أطرافها .

التشاور حالة صحية بين أطراف متجانسة في الطرح والمبادرة والفعل وصاحبة عمل وتاريخ مشترك من النشاط الميداني هو شيء مفهوم، ولكن أن تجتمع جهات متوافقة شكلاً و متخاصمة ومتناقضة في المضامين والرؤى بلا وضع النقاط على الحروف مقدماً، قد ينتهي بها إلى فاجعة سياسية ومجزرة فكرية وعقائدية ونفسية، لنشهد بعدها جولة جديدة من التناحر والاتهامات فيما بينها، ونعود بالمعارضة السورية إلى نقطة الصفر من جديد .
الموضوع الأهم برأي والذي أضعه أمام الداعيين للقاء ألتشاوري، هو أهمية أتفاق الجهات المدعوة على جميع الأوراق مسبقاً وتوثيق ذلك بعهود ومواثيق وطرحها بشفافية على الجميع وحتى على الرأي العام لأغنائها وحشد الدعم لها قبل أن تتكبد الوفود عناء السفر والحجز وخسارة مئات الجنيهات والدولارات التي لا يقوى عليها الكثير من المدعوين من أحزاب أو مستقلين حبا أو كرها على سحبها من أرصدتهم البنكية المصفرة، وخاصة من أطراف تحسب على المعارضة أعتادت على الحضور وطيب الإقامة في فنادق الخمس نجوم على حساب من بيده الأمر والنهي منها، واكتفاء هذه الأطراف التي لا تشبع ولا تغني عن أي جوع " معارض" بحضورها كموديل معارض أو ربما لأسباب أخرى الزمن هو الكفيل بفضح أدوارها ؟؟؟؟, بعض القوى لن تقدم ولن تأخر ولن تقوم بما هو مطلوب منها، غير تعارضها مع نفسها ومع من حولها وبقائها أسيرة الحديث والتشاور وخلق المحاور مع من يمكن أن يحضر أو لم يحضر.

بوصلة المعارضة السورية تشير إلى ضرورة عقد اتفاق فيما بينها، أولاً : طرح بدائلها ونقاط أفكارها بكل صراحة ووضوح، ثانياً : حسم نقاط الخلاف والتردد في مفاصل مسيرتها المتعثرة، التي ما زالت المعارضة السورية تسعى إلى تأجيلها والمناورة حولها، بعض نقاط الخلاف التي قد تنفجر في أي مؤتمر " حل القضية الكوردية في سورية "، .... ثالثاً : في المؤتمرات السابقة ثمة حجج قديمة وجديدة وثمة خلافات أخرى على طريقة التغير ومفهوم البديل ومصطلح الديمقراطية الشعبية والديمقراطية الانتخابية والأكثرية والأقلية والعلاقة بين الدستور وعلمنة الدولة والحكومة، لم تحسم بعد ولم يفتح لها باب المداولة فيها لرأب الصدع فيها يجب تجاوزها .

البعض من معارضي المعارضة يقفون بحذر أمام دعوة الأطراف أو المكون الكوردي، أو قد يحدث العكس و تتخوف بعض الأحزاب الكوردية من جرها إلى فخ التواطؤ والتباحث مع الخارج و حشرها في خانة العمالة مع أعداء الوطن؟؟؟؟ .... في كثير من المرات بعض الأحزاب الكوردية وحتى العربية تهرول بداية لأخذ كرسي لها في أي جلسة معارضة ، حالمة في قضم أي كعكة قد تصل الى اياديها وحين تطل برأسها علانية في أي مؤتمر يقام في الخارج، تقوم الدنيا ولا تقعد على رأسها وتتراكض بالنفي والإنكار لأي تورط لجماعتها أو لأعضائها وقد تضحي بأحدهم ككبش فداء لرد الأذى عنها من زوار الأفرع الأمنية الخمس والعشرون والمنتشرة في كل المدن السورية وخاصة في المدن ذات الأكثرية الكوردية ، تحرير العراق وتجربته الديمقراطية المعمدة بالدم وقيام إقليم كوردستان والفوضى والدمار والمحاصصة في الحكم والفساد المستشري في أركان الدولة، كرت أحمر يحلو للبعض رفعه كل مرة فوق رؤوس المكون الكوردي ، .... إثارة الخوف من تكريس الانقسام في العراق العربي، و الانفصال الكوردي، يتم تكراره كبعبع أمام أي صوت كوردي سوري قد يلمح أو يطالب بتحديد المصطلحات والفقرات العمومية المعنية بحل حقوقه، الكثير من النقاط يمكن حلها والاجماع عليها بساعة واحدة، النقاط المتعلقة بحقوق الشعب الكوردي تصبح قضايا خلاف مستديمة وينتهي المؤتمر ولا تنتهي حلولها، اليوم هناك حلول تطرح لحل القضية الكوردية من الشيخ رجب طيب اردوغان، الكثير من المعارضين السورين المصدومين من التجربة العراقية والكوردستانية هم أول المهللين والمطبلين للديمقراطية الناشئة في تركيا العسكر وتركيا الحزب الإسلامي التركي الحاكم، وهم أول من كتب وسجل إعجابها الشديد بخطوات حزب العدالة والتنمية في قيادة المجتمع والدولة، لذا على الكورد مطالبة هذه الأصوات أن أرتفع فحيحها، للأستفادة من تجربة شيخهم العلماني اردوغان لحل القضية الكوردية في سورية وبعدها سنرى ؟؟؟؟؟ .

التجارب السابقة للمعارضة السورية ولمؤتمراتها ومشاريع أنظمتها وبيانات ختامها، سرعان ما يجف حبره و تطاير كلماته شررا ونفوراً مع افتراق الإخوة المعارضين الأعداء بلا موعد للقاء آخر، .... كثيراً منها يرمي يمين الطلاق خلفه، قبل إشهار عقد شراكة أو الزواج بينها وبين أي طرف آخر، مشهد حال اليوم – ألمعارضي للنظام السوري – أقرب على وصفه وكما يحلو لأعلام النظام قوله " بالمعارضة المشلولة والغير قادرة على إدارة مدرسة ابتدائية ".... وإذا استمرت بهذه الحال فقد يتحقق كلام النظام وأعوانه وتصبح المعارضة معلولة وغير قادرة على الاستفادة من التاريخ والحاضر، .... وإذا استمرت الأمور على هذا المنوال وعلى هذا المقام من سلم صعود ونزول الموسيقى والغناء والنشاز الذي لا يطرب أحد، من قبل البعض قد يصيبنا ويهلكنا جميعاً، ..... المعارضة السورية هي جزء مصغر من ليالي النظام الطويلة والمحيطة بنا والمحبكة علينا، الناهضة بحجرها والمنهارة ببشرها، وعلى المعارضة استنباط أفكار متجددة، وخلق قدرات بديلة وشخصيات يجتمع عليها الرأي والبنان للخروج من أزمة الجماد المستشرية في عمل المعارضة السورية .

الحديث عن المعارضة السورية كالحديث عن ألف حكاية وحكاية لو كتبت وعرضت على إحدى دور النشر لأنجز منها مؤلف يزيد على ما هو مكتوب في قصص " ألف ليلة وليلة " ، بنوادر وغرائب المعارضة السورية من ناشطيها ومناضليها إلى منتحليها و وغاصبيها .
ما شدني إلى كتابة هذا النداء أو الرسالة :
اللافت في قصص " ألف مؤتمر ومؤتمر" للمعارضة السورية سيطرة المشهد الاستعراضي والانتكاسي على الدوام كلما بزغ بصيص نور من أحد بواباتها ونوافذها، ومحاولة النظام وإتباعه بكل ما أمكن من إجهاض أي دور فاعل للمعارضة السورية عبر خلاياه النائمة داخل جسم المعارضة ومن حولها في الداخل والخارج، وعبر بناء وتكريس جدران الخوف والفصل بين المجتمع، والضرب بيد من حديد على كل تحرك جدي أو كل رأي حر في داخل مملكة النظام الأبدي، الذي يمتلك من القوة والتجربة في إطفاء معارضات الشرق وحتى ولو كانت في الصين .

طبعا النظام لن يروقه ولن يهدأ له بال عن أي عمل منظم يقوده رجال أكفاء لهم من السمعة الوطنية و الهدف الصادق والمثابرة الدائمة، من دون أن يسعى إلى حرق أي طبخة للمعارضة قبل أن نتذوق طعمها، وتعطيل أي تواصل لسواعد النجاة بين الخارج والداخل، بين منفي الوطن وبين الشعب السوري الغارق في الفوضى والاستبداد، بدون أن يحاول ويناور لضرب قدرتها على تحريض الشارع الغاضب والمقهور من أي تمرد أو عصيان، ومنع إيصال صوت ومعاناة الشعب السوري إلى الخارج .
ثمة سواعد لا تمل ولا تكل تعمل ليلا ونهار على دفع قارب المعارضة و إبحارها من جديد، المعارضة السورية دخلت في مراهقات عديدة على مدى عدة سنوات من حراكها داخل الوطن وخارجه وخاصة بعد عام 2003، لكن عربة المعارضة لم ولن تقف عند حدود تلك التجارب من واشنطن وبروكسل وبرلين ولندن ودمشق ، ثمة ماضي مشرف للبعض وثمة نهضة جديدة تقوم من رماد المصافحات وأنصاف الرجال وبسمات ساركوزي ونوبل اوباما والنصر الإلهي وغزوة الأنفاق وهيجان الشعارات ونفاق وتفاهة بعض المعارضين الموسمين، هؤلاء الشرفاء لا يظهرون على الصورة في كثير الأحيان هم أملنا وهم سندنا .

وإذا كانت حال المعارضة السورية فيها الكثير من المآسي فعلى الجميع الحديث عنها علانية واثارةعن مصدر العلة و أسبابه، من هنا يأتي حقنا في طرح مخاوفنا في أي دعوة أو مؤتمر أو أي تحرك لا يساهم في إيقاظ المعارضة السورية من سباتها ولا يعمل على إنهاض قامتها بعزيمة الرجال و وإصرار الإبطال وروح المثابرة و دافع الانتصار .

ماذا بعد، الى أين يمكن أن تقودنا الأيام القادمة، هل ستكون دعوة المعارضة السورية هذه لأجل ردم الهوة فيما بينها والمصارحة لنقاط خلافاتها، وإنهاء التناحر و المناورة و الأنطلاق الى العمل و المبادرة، أم أنها سترمينا الى المجهول مرة أخرى وتعيدنا إلى مربع التراشق والتناحر .

للوصول إلى نهاية الحكاية للمعارضة السورية، ليس عليها إلا الخروج من عوالم السحر والخيال، فشهرزاد المعارضة لن تقوى عن سرد حكاية إلف ليلة وليلة،... ألف مرة ومرة أخرى على مسامع الشعب السوري الذي طفح به كيل الفقر والبطالة والخوف على لقمة عيشه وعلى كرامته المهدورة ومستقبله الغامض ، المطلوب من علي بابا المعارضة، العمل على امتلاك الإرادة الحقيقية والعزم على تغيير أدائها وحكاياتها، قبل أن تطالب بتغير نظام " أسد البابا والابن والأربعين حرامي " المتحكمين في مصير و أبواب ومداخل ومخارج وكنوز سورية شعبا وأرضاً سماءاً وماءأ .

وحتى نسمع جديد الشاطر حسن من المعارضة السورية، هل يستجيب الداعين لمؤتمر التشاور إلى هواجسنا و صوتنا لكي لا نقع مجدداً في باب التناحر.

27‏/10‏/2009

قناة الجزيرة بقالب جديد من اليوم


كنا مند انطلقت الجزيرةقبل عقد من زمن متفائلين بأنها ستكون حكما عادلا ومدافعا شجاعا عن أمور الشعوب ، لكننا يوما بعد يوم نراها قد انحازت للحكومات وللقوى الفاعلة في المنطقة ومثالي على دلك كي لا يكون اتهاما هو موقفها مع إيران ، وموقفها مع الحكم السوري ومعاداتها لمصر والسعودية وهناك أمثلة كثيرة لا تحصى
إن الرأي الآخر الدي تدعيه الجزيرة هو كلام منمق ليس إلا ، يعوزه التطبيق ، فكم مرة نشرت للمعارضة السورية آراءها ومتطلباتها ؟ كم مرة ناقشت أمور الشعب السوري الدي أصبح ينافس الشعب الفلسطيني في الهجرة والشتات ؟ كم مرة اتصلت أركان المعارضة السورية بالجزيرة لتشاهد مسيرات ومظاهرات المعارضة السورية ؟ وحضر مندوبوها وصوروا وأخدوا تعليقات على الأحداث ولم يداع منها أو عنها أي شيء، كم راسلت أنا شخصيا الجزيرة ( بالفاكس والهاتف ) ولم يكلف أحد منهم حتى بالرد ، كم علقنا على برامجها بما يخص ( شاهد على العصر ) لسوريين كملاحظات وتعليقات دون استجابة أو رد فأين هدا السلوك من الإدعاءات المعسولة ؟
إن سياسة التخفي حول كلمات رنانة وشعارات براقة هو عين ما تدلي به الحكومات العربية لتضليل شعوبها فأين الجزيرة من دلك ؟؟

21‏/10‏/2009

نداء استغاثة عاجلة


يستغرب المواطنون السوريون هذا الصمت واللامبالاة من رؤساء دول العالم الحر ومنظمات حقوق الإنسان الفاعلة على مساحة الكرة الأرضية تجاه أنات المغيبين في زنزانات الحكم السوري الدموي ، وآهات الأمهات ودموع الأطفال الذين فقدوا أولياء أمورهم دون ذنب أو جريمة ، وتحت ذرائع واهية يقاد فيها المواطنون إلى محاكمات صورية أمام قضاة ظالمين تحقيقا لرغبة سيدهم فيقذفوا الأبرياء في غياهب السجون إرضاء لمولاهم حتى ينعموا برضاه ويستمروا في مراكزهم ، غير عابئين بما يقدمون عليه من جرائم بحق الوطن ولبنته الأساسية في أسرة مطمئنة .

لقد غصت السجون ، وتعالت الآهات ، وترملت النساء ، وتيتم الأطفال وشحن المجتمع السوري بجيش كبير من المظلومين دون أن يروا يد مساعدة من إنسان نبيل يقف معهم يردع مصاصي الدماء من الإستفراد بالمواطن الأعزل يجرونه أمام أولاده وعائلته في إذلال لاتقره شرائع ولا تقبله إنسانية .

نناشد كل إنسان يستطيع أن يتلمس جراح الشعب السوري الذي بات نموذجا فريدا في العالم يعذب ويضطهد دون أن يرى مساعدة تجبر كسره وتداوي جراحه وتنصره على من ظلمه

نناشد أحرار العالم ، نناشد أصحاب الضمائر الحية ، نناشد كل من يؤمن أن الإنسانية مميزة عن أفعال الوحوش في الغابات أن يرفعوا أصواتهم لنصرة أخوة لهم في الإنسانية يذوقوا مرارة حياة , الموت أفضل منها وأسهل .

إن مساءلة الحاكم الدموي في سوريا الذي يرى أن المواطن هناك سلعة رخيصة لا قيمة لها ولا أحد يسأل عنها كأنها ميراث لا قيمة له ولا دخل لغيره فيه.

19‏/10‏/2009

هيومن رايتس ووتش :يجب الكشف عن مصير الناشط الحقوقي البارز هيثم المالح


قالت هيومن رايتس ووتش اليوم إن على الحكومة السورية أن تكشف عن مصير المحامي والناشط الحقوقي المعروف هيثم المالح، 78 عاماً، الذي اختفى في 14 أكتوبر/تشرين الأول 2009، وعليها أن تطلق سراحه بلا شروط وعلى الفور إذا كانت تحتجزه.

وقال ثلاثة نشطاء حقوق إنسان بارزين لـ هيومن رايتس ووتش إنهم يعتقدون أن الأمن السياسي يحتجزه. قال اثنان منهم إن السبب وراء القبض عليه هو مقابلة على الهاتف تم بثها في 12 أكتوبر/تشرين الأول على قناة المعارضة الفضائية بردى، وفي المقابلة انتقد السلطات السورية على قمعها لحرية التعبير.

وقالت سارة ليا ويتسن، المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش: "نظراً لرد سوريا المألوف على الانتقادات الموجهة إليها، فليس من المدهش أنهم "أخفوا" هذا الناشط الحقوقي البالغ من العمر 78 عاماً بسبب مقابلة تلفزيونية لا أكثر". وتابعت: "إذا كانت الحكومة تحتجزه، فعليها أن تعلن عن هذا وأن تفرج عنه".

وفي 13 أكتوبر/تشرين الأول، استدعى الأمن السياسي – وهو واحد من أجهزة أمنية كثيرة في سوريا – المالح للاستجواب، لكنه رفض الذهاب حسب الاستدعاء. وغادر منزله في الصباح التالي فلم يعد إليه. وحين حاول الأصدقاء الاتصال به على هاتفه النقال حوالي الساعة 12:30 ظهراً، تبين أن هاتفه مغلق. ولم يتمكن أقاربه وأصدقاؤه من التوصل لأي معلومات عن مكانه.

المالح هو أحد أهم المحامين والناشطين الحقوقيين في سوريا. وسبق حبسه في الفترة من 1980 إلى 1987 جراء أنشطته في لجنة الحرية وحقوق الإنسان بنقابة المحامين السورية. وفي عام 2001 شارك في إنشاء جمعية حقوق الإنسان في سوريا، وهي منظمة حقوقية غير مرخص لها. وفي عام 2006 منحته الحكومة الهولندية ميدالية جيزين على "قتاله بشجاعة لأجل حقوق الإنسان"، لكن الحكومة السورية لم تسمح له بالسفر إلى هولندا لتسلم الجائزة بنفسه.

لسوريا تاريخ طويل وحافل في حبس الأفراد الذين يبدون آراء تنتقد الحكومة، بناء على قوانين تقيد كثيراً من حرية التعبير. ومؤخراً، في 28 يوليو/تموز، احتجز جهاز أمن الدولة، وهو جهاز أمني آخر، مهند الحسني، 42 عاماً، وهو رئيس المنظمة السورية لحقوق الإنسان (سواسية). وبعد يومين، نسب قاضي التحقيق الاتهام للحسني بـ "إضعاف الشعور القومي" و"نشر أبناء كاذبة أو مبالغ فيها". وهو رهن الاحتجاز في انتظار بدء محاكمته.

وقالت سارة ليا ويتسن: "إن سوريا مشغولة في الترحيب بالدبلوماسيين الأجانب والتحدث عن السلام والتنمية، ولكن الترحيب الوحيد لمن ينتقدها من الداخل فهو السجن".

16‏/10‏/2009

استيقظوا


الصديق الصدوق

كنت قد وعدتكم بأنني سأسرد عليكم سرعلى بالغ من الأهمية، لولا أن الأجواء التي قد ضبضبت من حولي في المقهى والتي منعتني من سردها لكم حينها، أنا الآن في مكان آمن ولا خوف على حياتي بالرغم من إن الكوابيس ما زالت تلاحقني وتدك مضجعي كلما غزا النوم أجفاني، بالرغم من كل ذلك، إليكم الحكاية منذ البداية .

قادتني خطاي العاثرة والمغامرة إلى التشبث والإيمان بفكرة مجنونة، بعد إعلاني للشهادة ثلاث مرات، وباللغة الكوردية والعربية والألمانية، وعليه نويت وتوكلت، وشدت العزم باتجاه موطن أجدادي وأسلافي وديار أهلي وخلاني، فكرتي المجنونة تتلخص في اقتحام الحدود خلسة بين دولتين يذكر فيها اسم العسكر والمخابرات فيقف في بدنك كل شيء يمكن أن ينتصب، وحتى الدم يمكن أن يتخثر في العروق هلعا وخوفا، فأن وقعت بين أيديهم وأصبحت ضيفا على جحورهم فعلم أنك حتماً مفقود، وإن كتب لك النجاة والخروج فأنت من جديد من بطن أمك مولود .

اجتياز الحدود مغامرة لا تحمد عقباها، و تحتاج إلى أعصاب جامدة ودم بارد للوصول إلى الطرف الآخر، بدون أن يهز الجبن جفنك أو أطرافك، و يلامس الخوف قلبك أو عظام ركبتيك، وأنت في طريقك لاقتحام الأسوار الشائك وحقول الألغام، وأن تكون على قدر من الحذر والحيطة للإفلات من أبراج المراقبة، والإضاءة الليلية، والأسلاك المكهربة،وحتى أولاد الحرام المتعاونين مع السلطات المحلية، ومخبري السلطات عن كل غريب يشاهد في المنطقة، مع أن البعض منهم قد يساعدك ويقبض على رأسك مرتين، مرة منك ومرة أخرى كجائزة عن رأسك من مخفر الشرطة الحدودي ...

عندما رغبت في اجتياز الحدود السورية التركية، كان هناك سبب آخر شجعني ورمى بي في أتون تلك المغامرة، وهي البركة التي منحها الخليفة المؤمن " رجب طيب اردوغان " لوالي دمشق، والتي سبقها أكثر من زيارة ووليمة عشاء بين شاهبندرا التجار في كلا الطرفين، بعد إعلان والي متصرفية الشام التوبة عن أي تمرد أو عصيان، وبقاء ولاية اسكندرون/هتاي/ في أحضان الخليفة،المسلوخة عن قميص بني عثمان من ذاكرة اللسان والعقل والكتب المدرسية .

بركة الباب العالي سهلت حركة المرور وحركة التجارة، وخفضت التشدد على التأشيرة والفيزا، طبعاً والي دمشق بادر وبحسن نية إلى إجراءات مماثلة، وتبيض كل صفحات الماضي، والتخلي عن لواء العروبة؟؟؟؟ اسكندرون وعن مئات الآلاف من العرب ذو الغالبية العلوية هبة للخليفة، وقبلها إبعاد الزعيم الكوردي عبد الله أوجلان من سورية، ليتم اختطافه وأسرة فيما بعد في إحدى المحميات الإفريقية

الفكرة أتت من صديقي الصدوق، الذي لا يعلى عليه من عيون الحاسدين والحاقدين، فعندما روى لي طريقة نزوله إلى سورية ورجوعه كمواطن من الدرجة الأولى، وهو الموضوع على القائمة الحمراء وقائمة الزفت الأسود بهذا اليسر، قلت في نفسي أنا لها إن غاب زوجها، فصديقي لا يزيد عني شبرا من الشجاعة والرجولة، والحياة وقفة عز ورؤية عائلتي قبل أن يفلت العمر من يدي لا تقدر بثمن، ولعنت أبو الدنيا وأبو بوش حج أزاد، لعدم ركب رأسه الأحمق ومروره بدمشق قبل بغداد وتمنيت لو أن تيمورلنك يقوم من قبره ليرى حالتنا من بعده وحالة النسل الحرام الذي تركه لنا .

الموبايل هذا الاختراع الكافر، أطال الله في عمر صانعيه وأمد في عمر وارثيه قدم خدمة كبيرة لي في رحلة عبوري من تأمين خط الدخول والخروج بسلامة وهذا ما حصل مع صديقي أيضا وهذا ما جعل صديقي يرجع لعائلته في أوروبا سالما متعنتراً بهذا الانجاز البطولي، قلت أن صديقي الصدوق بين كل جملة كان يصف ملحمته بالمعجزة التي لا يصنعها إلا من أمثاله، في عصر أصبح الرجال على عدد أصابع اليد، مؤكداً من إن على شاكلته حين سيودع الدنيا إلى عالم السموات سينصب له تمثال للتذكير في نهاية عصر الرجال على وجه الأرض ؟؟؟؟ صديقي لم ينقطع عن وصفي بأخ الرجال وأنني من هؤلاء الزمرة الخارقة في الإقدام والشجاعة، وأنني من المرشحين لوراثة منصبه في الرجولة بعد أن يأخذ أبو خيمة زرقة أمانته، وقد اكتشفت متأخرا إن سيل المديح هذا لم يجلب لي غير البلاء والثبور، وجعلني على مقربة من أن أصبح مخصي وملغى من دفاتر الرجال الخارقين، عندها تذكرت نصيحة قديمة تقول: " إن أردت الخلاص من بعضهم، فما عليك غير النفش في ريشه وتعليق النياشين في عقله...... بعدها سيأتيك خبر نحبه أو شنقه على احد الطرق أو الحدود أو الجبال " ؟؟؟؟؟ .

صديقي بقدرته التعبيرية والحماسية جعلني أسرع في لملمة حقيبتي والحجز على أول طائرة متوجها إلى ديار بني عثمان، واضعا ما سرده لي كحجاب في صدري، وعناوين
وهواتف أصحابه المهربين كنقش في عقلي، في اليوم الثاني من وصولي اتصلت بالرقم الذي كان بالحجاب سرعان ما التقيت مع صاحب صاحبي وبعد قبضه المعلوم لم أحتاج إلى الكثير من الشرح والطرح، فقد سارت الأمور كالعسل وتم الاتفاق على الخطة وعلى تحديد الساعة صفر لانطلاق موكبي في اتجاه الحدود، فعبور الحدود بالنسبة له كشرب فنجان قهوة، وهكذا وجدت نفسي في خلال ساعات عدة في الجانب الآخر، وكانت الرحلة أشبه بمشاوري الأسبوعي للتسوق من هولندا والرجوع إلى منزلي الواقع على الطرف الآخر من الحدود الضوئية من ألمانيا، فقلت في نفسي يا للعجب هل أصبح الاتحاد اليوري متأخراً عن اتفاق الاتحاد العوري/الأرغواني والأسدواني/لتصبح الحدود بهذه السهولة ... سبحان من يتغير ولا يُغير ....

للوهلة الأولى كنت بغير مصدق بأنني أصبحت على مقربة مرمى حجر من إخوتي ووالدتي وقبر والدي واني واقفاً على ارض يحرقني الشوق والحنين لتقبيل ترابها ومعانقة أشجار زيتونها كما تعانقها العذارى وقت المواسم لتحقيق حلم حياتها ولقائها بفارس أحلامها، بعد اقل من ساعة كنت في كنف عائلتي غير مصدقين بأنني موجود بينهم وأنني إنا أبنهم صلاح بلحمي وشحمي ولست بجان أو عفريت، أحد أخوتي وبعد أن ذهبت السكرة وأتت الفكرة، رأى في زيارتي مساً من الجنون الرسمي ورأي آخر بأن زيارتي ستنكشف لا محال فلا أسرار في بلادي، ووجودي بينهم كوجود قنبلة موقوتة يمكن إن تنفجر في وجه جميع من يقترب مني أو يلامسني، وستفضي إلى دفنهم أحياء في سجن الوالي، وستكون العائلة من كبيرها إلى آخر مولود لها ثمناً لمغامرتي الطائشة، تلك الليلة تكورت كطفل صغير ونمت في أحضان أمي وقبلت جبين أخوتي وأوسعت أولاد إخوتي وأخواتي بالقبل وضمهم لصدري لأحمل ما استطيع بعض من روحهم وعبقهم لأبنائي المحرومون من اللقاء بهم واللعب معهم .

في اليوم الثاني ذهبت إلى لقاء أعمامي وأخوالي، الفرحة كانت أكبر مما كنت أتصور بالرغم من صور الحزن في عيونهم وقسوة العمر والسنين المرة على أكتافهم التي لم تعد تتحمل فوضى المدينة وفقر الحال،بعد أن أصابهم العجز في الكلام وحتى التفكير والتصريح .

في اليوم الثالث ذهبت أتجول مع بعض الحذر في الحارات والأسواق التي خبزتها وعجنتها بداخل ذكرياتي،...... هنا انقلبت الأمور وبدا لي أن ثمة كارثة تقترب مني، فأنا مراقب وملاحق بكل خطواتي، أجريت بعض المناورات الخلبية كالتي كنا نتعلمها أيام حياتنا الحزبية والنشاطات السرية في عبور بعض الأزقة الضيقة والنفاذ إلى أخرى بشكل سريع والالتفاف على بعض المحاور وأجراء أكثر من حركة أمان للتأكد بأنني في وضع سليم ....لكن لا نتيجة هم كالظل حولي وبجانبي، من بائع الجوارب، إلى سائق التاكسي، إلى الزبال، إلى شاب بهيئة طالب إلى سيد بطقم وكرفات،هل وقعت في المطب، هل انتهيت ؟؟؟ هل قضيت على عائلتي التي وقفت ضد لعبتي القاتلة هذه ؟؟ هل كنت ضحية صديقي الصدوق؟؟؟ صحيح من قال أنفشو و شوف ما اشحجشو؟؟

يا لا للمصيبة ويا للحونه ؟؟؟ هل أصبح قرار الهرب والعودة باتجاه الحدود متأخراً ؟؟؟هل يعقل إن العالم الذي يسير بقربي ومن إمامي وورائي وربما فوقي وتحتي كلهم من عسس وعسكر الوالي، ضربت أرجلي في الهواء وقلت مقتول مقتول،ومن حلاوة الروح رحت اركض كالمجنون، لحظات وانقلبت الدنيا كخيمة غائمة نصبت فوق رأسي وما تشوفو بعيد عنكم غير سيلاً من الأيادي والأرجل والبنادق والعصي من كل حدب وصوب، ولم أشاهد نفسي إلا وانأ محشور في داخل سيارة بيجو 505 وهي تشق الريح لكي لا تفسد أجواء آب اللاهبة على لحمي الطري المدمي، في الفرع كنت على موعد استقبال من ثلة من الضباط المزينين بالرتب ومن بعض المدنين والمكسبين بطقم ألسموكن ونظارات سوداء على عيونهم وأجهزة اتصال معلقة على أذانهم وبين أيديهم، خاطبني احدهم قائلا : شرفت أستاذ أهلا وسهلا معقول حضرتك تشرف ديارنا بدون حس أو خبر ، على الأقل خبرنا حضرتك انو راح تشرفنا بزيارة مفاجئة، على الأقل كنا نصبنا لك خوازيق في استقبال يليق بك وبأمثالك من الحثالة والعملاء والخونة ولا شايفنا جايين من وراء البقر وما نعرف قيمة الضيوف وما عنا كرم الضيافة .. و... و ... وانهي معلقته قائلا خذوه إلى صاحبه أبو فراس / بالمناسبة أبو فراس محقق في أمن الدولة سبق أن كنت بضيافته معتقلا ومارس جميع حقوق التعذيب والضيافة معي وكرمه دين في رقبتي لن أنساه ما حييت / خذوه لرؤيته فهو بأحر الشوق له، وحتى يلين الضيف قليلا سنشرب نخب هذا اليوم.... وسنعود لك ولكن حتى ينسلخ عظمك عن لحمك.

الكلمات الأخيرة جعلتني اتغوض في سروالي، تذكرت صديقي الصدوق، وحديثه عن الرجولة وخلق المعجزات، حينها شاهدت عيس مصلوبا، لكن سرعان ما غفوت من تلك الثواني، على ركلة وقبضات كالاسمنت، تشحطني كضحية العيد بغية ذبحها وسلخها بعد أن وضعوا" طماشة " كالتي توضع حول عيون البغال أو الأبقار للحراثة عليها وحتى لا تخرج من خط الفلاحة، وهم مستمرون في ركلي ودفشي وإنزالي عبر درجات لا تنتهي، إلى أن وصلت إلى غرفة رموني بها كالجيفة المتورمة لأخلد إلى أوجاعي وفزعي، أصبح صدري شبه ملتصق بظهري، قلبي ينبض بسرعة أكاد اختنق وفجأة ....... أحسست بضوء قوي ينير غرفتي ويعمي عيوني، وانفجار المكان بصياح يشبه صياح زوجتي، يمطر كالصاعقة وهي تنادي: „ نومه أهل الكهف والله.. لك يا زلمة قوم كفاك نوم ... من الأكيد انك تحلم كعادتك .. لك قوم وصل ابنك إلى المدرسة هو جاهز من ساعة وأنت تغط في الشخير......

.ت يدي الأولى على صدري لأتحسس نزفي ووجعي فلم أجد لا أثار لدم أو لورم، ....وضعت إصبع الوسطى" البعاصة" لثانية في إذني لأتأكد من صوت زوجتي فهل هو صوت المحقق أم انه فعلا صوت زوجتي... كم كنت سعيدا لأنني تأكدت من بعض المصطلحات التي أمطرتها زوجتي في إذاني ولا وقت لذكرها وهي موشحات صباحية لا يمكن إلا لزوجتي إن تسمعني إياها ؟؟؟

شكرت الله والرسل والأنبياء وعزرائيل وملائكة الرحمن و الأرض التي تمشي عليها إنجيلا ميركل المستشارة الألمانية،لأنني ما زلت حياً أكل وأشرب من مالها ومن مال أهلها واقتصادها وعلى خروجي سالما من سورية، وحمدت الله على مشيئته وحكمته في
أن أكون رهن التوبيخ والتنكيل بين يدي زوجتي،على أن أكون يوما ضيفا عند أبو فراس،
و ان كل ما جرى لي لم يكن إلا حلما وكابوس أسود، وخرجت بنتيجة أقولها لكم وبكل صراحة ........
نصيحتي لكم جميعا كي لا تقعوا بنفس المطب ومن صديق صدوق ...
استيقظوا ...

04‏/10‏/2009

الله أعلم!




وصلت الأزمة العاصفة بين العـراق وسورية إلى حد الحشد العسكري المتبادل على الحدود، ومع ذلك فإن السبب الرئيسي والأساسي لهذا التطور الذي يشكل خطراً على المنطقة كلها والذي يرى البعض أنه جاء مفاجئاً، وهو ليس كذلك، لايزال موضع تخمين واجتهادات حتى إن الجانب السوري الذي هو في موقع الدفاع لم يخرج برواية متماسكة مقنعة حول أسباب حصول ما حصل.

الجانب العراقي على لسان رئيس الوزراء نوري المالكي ومعه بعض مساعديه يؤكد أن لدى العراق مستمسكات وأدلة على تورط سوري في الانفجار الأخير المدمِّر، الذي استهدف أساساً وزارة الخارجية ووزارة المالية، وهو طالب ولايزال يطالب بضرورة تسليم اثنين من أحد انشقاقات البعث العراقي لبغداد على غرار تسليم زعيم حزب العمال الكردستاني التركي عبدالله أوجلان شبه تسليم للسلطات التركية لنـزع فتيل الانفجار بين الدولتين الجارتين، وإيقاف حرب كانت في انتظار البيان العسكري رقم واحد.

وعلى طريقة تبادل رميات كرة الطاولة الـ'بينغ بونغ' فإن بغداد ودمشق تواصلان تبادل القصف الإعلامي المتبادل، بينما يجري تعزيز الحدود على الجانبين بقوات عسكرية يصفها العراقيون على جانبهم بأنها قوات شرطة، وأن مهمتها تقتصر على رفع مستوى المراقبة ومنع تسرب 'الإرهابيين' من الأراضي السورية إلى الأراضي العراقية.

وإزاء هذا كله فإن غير المقتنعين بالرواية العراقية ولا بالرواية السورية يتساءلون عن الحقيقة، وعن الأسباب التي دفعت جهتين تلتقيان عند نقطة التحالف مع إيران والصداقة معها إلى الوصول بالتعادي حتى حدود المواجهة واستنفار القوات العسكرية على الحدود. وهنا يقال إن السوريين طلبوا من رئيس الوزراء العراقي في آخر زيارة له إلى دمشق أمرين رفض تلبيتهما هما: أولاً، تشغيل الأنبوب الناقل للنفط من كركوك إلى بانياس السورية على البحر المتوسط الذي طاقته ستمئة ألف برميل يومياً وبيعه إلى سورية بأسعار تفضيلية، وثانياً، السماح للبعث السوري (العراقي) بالمشاركة في الحكم في بغداد على اعتبار أنه كان في طليعة القوى المناهضة لصدام حسين ونظامه.

ويقال أيضاً، وهذا أقرب إلى وجهة النظر السورية، أن نوري المالكي قد بادر إلى افتعال هذه الأزمة بإيحاء أميركي من قبيل الضغط على نظام بشار الأسد لفك عرى علاقاته الإستراتيجية مع إيران... والله أعلم... ويبقى أن مطالبة بغداد بتحقيق دولي ومحكمة دولية سيزيد صعوبات دمشق على هذا الجانب، حيث هناك استحقاق محكمة دولية أخرى هي المحكمة الخاصة باغتيال رفيق الحريري