من أخوكم المعارض للظلم في سوريا
عذراً لمن لم أستطع له جواباً ، عذراً لمن أسأت له ولو بكلمة ، عذراً فلا زلت مؤمناً بأننا لا بد أن نسلك طريقاً أصعب بكثير من طريق تونس ومصر، لكنني للأسف لا أرى أي ملامح تقودنا لهذا الطريق غير ومضات بعض الشباب الذين أناروا لنا كثيراً من الطريق القاتم الذي أقسمنا بأن نسلكه ولا رجعة فيه.
إن النظام السوري يمتلك من الدهاء ما ستشيب له رؤؤسنا فإن لم ندرس كل خطوة عشرات المرات قبل أن نتخذها فإنني أعتقد بأننا سنخسر الرهان مبكراً ، كلي ثقة بأن النظام يسبقنا بخطوات فمن تابع تحركاته في الأسابيع الماضية يعلم مدى حنكته وقدرته على المناورة حتى في أحلك الظروف كي يبقى صامداً.
وسيقوم الكتاب والمثقفون التابعون للنظام بغزو الشاشات العربية للإشادة بطول صبر وحنكة قيادة سوريا ودعمها المتواصل للمقاومة، وبعد أيام وربما أسابيع سيتم الإفراج عن بعض المعتقلين على مراحل وتخفيف بعض القيود الصورية لحرية التعبير والتخفيف عن بعض معاملات المبعدين قسراً ، كما سيتم السماح جزئياً للمعارضين بأرض الوطن بتركهم يتحدثون بحدود لا تسئ لهرم السلطة بل توجه سهام النقد لبعض الفاسدين الذين سيكونون كبش فداء للنظام وهم ممن لا يقدمون ولا يؤخرون شيئاً ولا يمثلون أي أهمية تذكر بالنسبة لرؤوس النظام، كما سيقوم النظام كالعادة بافتتاح مشاريع اقتصادية وأغلبها كالعادة مشاريع ورقية.
هذه الخطوات ستتخذ في غضون أسابيع وربما أشهر قليلة ، وسيقوم المعارضون بالخارج باعتبارها نصراً وسنرجع للوعيد والتهديد والانتقام ، ولكنها في الواقع ليست إلا خطوات سيتم التراجع عنها بأقرب وقت ، مشكلتنا أننا ننسى كثيراً فمن يذكر خطابات الرئيس بشار حين توليه الحكم وبعض الانفتاح الذي رافق ذلك سيذكر ما تراجع عنه النظام بعد عامين باعتقال المعارضين وكبت الحريات وغيرها، أقول بأنه سيتم اللعب بنفس الطريقة ولكن بأسلحة مختلفة أهمها "تقسيم المعارضة -المقسمة أصلاً- إلى أشلاءً".
أخوكم أبو الحسن ....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق