الجرائم التي ترتكبها المخابرات السورية مع العراقيين ماكانت لتحدث اذا كانت هناك جهات تحاسبها
الحديث عن ممارسات و أساليب أجهزة المخابرات السورية في التعامل مع المواطنين العرب والعراقيين منهم خصوصا يحمل نكهات خاصة لكونه قد تجاوز حدود المعقول و دخل في مرحلة السوريالية المفرطة لكون المهازل التي يسطرها زبانية تلك الأجهزة من "الفئران" الذين يتصورون أنفسهم أبطالاً لا تحمل من صفات المهنية الحقة أو الدفاع عن الأمن القومي أو الوطني أي شيء بقدر ما تحمل الصفات الكاملة للصفاقة و الغباء فضلا عن البلطجة الواضحة لمنتسبي جهاز إرهابي رسمي هدفه الحقيقي إرهاب الناس و تركيعهم و كسر إرادتهم و ليس حمايتهم أو الدفاع عنهم فتلك مهمة ليست واردة أبدا في أجندة عمل جهاز المخابرات السوري المتخصص في تطفيش المواطنين و إزعاج حياتهم و الذي يتحمل مهمة عمل قومية مقدسة أيضا وهي إتهام الجماهير العربية بالجملة و المفرد بالعمل لمصلحة جهاز "الموساد" الإسرائيلي! رغم أن أهل "الموساد" يضحكون ملأ أشداقهم على طبيعة الغباء المتميز لعناصر تلك المخابرات , و سأروي جانبا من موقف تعرض له أحد الأصدقاء من العراقيين في مكتب مخابرات فرع (فلسطين) للمخابرات السورية إذ أستدعي الشخص المذكور بعد أن منع من السفر للعراق و أعيد من الحدود من أجل التحقيق على خلفية "تقرير أمني" ملفق كتبه أحدهم و لأغراض كيدية و بإتهامات مضحكة! المهم أن صاحبنا أول ما دخل على الرفاق في الفرع جوبه بعاصفة من الشتائم المقذعة و الكلام الساقط من طراز "عر..." و "أخو شر..."! و بقية المصطلحات المعروفة وغير الصالحة للنشر! كما نصحه أحدهم و كانوا أربعة عناصر واحد يسأل و آخر يكتب! و عنصران يقفان في الخلف لأداء الواجب عند الضرورة من رفس و تشليح و بقية المهمات المعروفة , ولما إستنكر صاحبنا هذا الأسلوب قائلا لهم أنه يستغرب من موقفهم العصبي و العدواني و الذي يختلف عن موقف الرئيس حافظ الأسد! تقدم أحدهم بعنف و ضربه بقبضة يده و بقوة على بطنه قائلا له بالنص : "ولك عر... كان يجب أن تقول الرئيس الخالد للأبد"! بعد هذا الموقف العجيب و المثير للسخرية و الغثيان , طرحت على صاحبنا سلسلة من الإتهامات المفبركة كالعمالة ل¯ "الموساد" و للمخابرات الأميركية وحتى النرويجية! ثم سألوه عن شخصين مقيمين في أوسلو لا أعرفهما وأحدهما يدعى إبراهيم العوادي! و أخرى إسمها إبتسام! و لما أجابهما بأنه لا يعرف جميع الناس و ليس مطلوبا منه ذلك لأنه ببساطة ليس مختار أوسلو و لا عمدتها! هجم عليه الجلاوزة و أوسعوه ضربا بقبضات الأيدي مع توزيعات متناغمة من وصلات الشتم المعروفة و السابق ذكرها طالبين منه التعاون و العمل معهم و تزويدهم بالمعلومات وإلا..! و أعتقد أن هذه المهزلة ما كانت لتحدث أصلا لو أن هناك جهات عراقية مسؤولة أو حتى جهات دولية تحاسب المخابرات السورية على أفعالها المشينة و المخزية خصوصا و أن أجندة جهاز المخابرات السورية مرتبطة أساسا بتصعيد و دعم الإرهاب في العراق من خلال دعم الجماعات المسلحة و توفير الدعم اللوجستي لها ولا سيما بعد إنكشاف الوثيقة الأخيرة لفرع حزب "البعث" السوري في مدينة الحسكة السورية و الموقعة بقلم الرفيق محمد سطام! و التي تعتبر الرئيس الكردي السيد مسعود بارزاني "عميلاً صهيونياً"! بل و تمعن الوثيقة الحزبية في إظهار العداء لحالة السلم في العراق! أي أن النوايا العدوانية المبيتة واضحة وهو ما يفسر تكالب أجهزة المخابرات السورية في إيقاع الأذى النفسي و المادي بالعراقيين و إستغلال كل الفرص الممكنة للتنكيل و إظهار الأحقاد و الضغائن و اللجوء إلى الاساليب التافهة في إيذاء الأبرياء , فمهازل مخابرات نظام دمشق قد تجاوزت كل الحدود فهل يرعوي الجلادون و أساطين الغباء الثوري المزيف?
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق