صحيح أنني حزين على بلدتي ورفاقي ولكن حزني الأشد على قطتي التي تركتها في منزل جدي .. مَن يطعمها ..مَن يلاعبها.. مَن يعتني بها ..
أجبته لأخفف عنه جدتك لا شك أنها تعتني بها , قال : جدتي ( الله يساعدها ) هي دائماً على خناقات مع جدي .. من أجل الخبز والمازوت والمياه والكهرباء المقطوعة وغيرها .. بتكون نسيت القطة وأولادها .. هي وعدتني أن تعتني بها لكن لو أتت القطة معي كان أفضل ..أتمنى ان أعود يوما وأراها .. مسكينة قطتي كانت تنتظرني عند الباب حين مجيئي من المدرسه تأكل معي وتجلس جانبي وانا أكتب الوظائف ولا تنام إلا في حضني .. ولكن ماذا لو أخذوها الى السجن ؟؟
ولماذا يأخذونها الى السجن يا ولدي .. ربما يقولون أنها /معارضة / مثلك يا أبي .. في الحقيقة يا ولدي أنه ضمن قانون الطوارئ السوري والأحكام العرفية حسب معلوماتي لا يوجد مادة لإعتقال قطط وكلاب وعصافير المعارضة السورية أو تهم مثل ( إثارة النعرات العنصريه والطائفية .. أو وهن عزيمة الأمة أو إضعاف الشعور القومي أو اقتطاع جزء الأراضي السوريه وضمه لدولة أجنبيه ) تطلق عليهم .. وفي حال أخبرتنا جدتك أنهم اعتقلوا القطة بإمكاننا ان نتقدم بشكوى الى مجلس الأمن الدولي أو الأمم المتحدة عن طريق قسم البوليس في المقاطعه وتأكد أن الجهات المعنيه ستبذل قصارى جهدها للإفراج عن قطتك فكما رأينا انه في الدول الأوروبية حقوق الحيوانات الأليفه ُمصانة أكثر من حقوق الانسان في سوريا
والدول التي على شاكلتها .. إطمئن يا ولدي , هذه هي حكاية ولدي وقطته
بينما حكومتنا الجليله لو اعتبرتنا قططاً لما كان الشعب السوري على ما هو عليه الآن , ولدي يفكر ويحزن على قطته وحكومتنا لا يهمها عشرين مليون من البشر بإستثناء مليونين او اكثر لا أدري هم من الفاسدين والسارقين والناهبين للأموال العامة واعوانهم من المرتزقة وبائعي الشرف والضمير .. في وصف موجز لحالة ولدي للمرشدة الاجتماعية قالت: (إن شعوراً طيباً لهذا الولد على قطته فكي ينمو في الطفل شعور حب الوطن مستقبلاً من الطبيعي أن يحب أسرته أولا وتحبه ثم ألعابه ورفاقه وحيواناته وحييه ومدرسته وعلينا أن نساعده ونعوضه عما فقده في وطنه الأم كي ينمو لديه هذا الشعور ) وهذا يذكرني بقول للرئيس المرحوم حافظ الأسد ( كي أقدم كل ما أملك في سبيل وطني .. على وطني ان يُحبني أولاً ) وبالتالي فإن الوطن الذي يحرم الطفل من أعز ما لديه .. أبويه – رفاقه – ذكرياته – أحلامه – من الطبيعي أن يتحول هذا الشعور الى / لا / شعور بالوطن فكيف يوما ما سنتحدث لأولادنا عن وطنٍ كان .. أو نقول لهم أحبوا وطنكم الذي لم يحبكم ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق