لم أعتد الرد على سفسطائية النظام السوري أو نقد عقليته الرعاعية ، وما يشيعه من أنباء مشكوك في صحتها ، لا توفر في نقدها وتجريحها أحداً من المثقفين العرب ، لكن عندما يبلغ السيل الزبى ، لا يستطيع أحد أن يقف في وجه الطوفان ، ومع ذلك يستمر النظام السوري في اتهام مثقفيه بنشر أنباء كاذبة ، ويحاكمهم بجناية هز عرش الأمة وإضعاف الشعور القومي ، ولا أدري ما إذا كان الشعور القومي لأمة بعينها ، كأمة العرب يهتز بمقال أو بيان أو مقابلة تلفزيونية ، أم أنه يقصد شعوره الطائفي بين طوائف سورية والمحيط العربي والاسلامي ، فلم يكن أحداً من زعماء المنطقة ، أحرص من الرئيس جمال عبد الناصر في الحفاظ والدفاع عن نفسية الأمة وصون شعورها القومي ، ومع ذلك كان عبد الناصر متسامحاً مع معارضيه الى الحد الذي لم يصله النظام السوري بعد .
سأبدأ هذه السطور في دحض حجج النظام ، بحجج أقوى وأعتى ، وقد يفهمها البعض على أنها رسالة شخصية من خلال سياقها العام ، والمتعة في أن لا يتحول المقال إلى رد ، لكن عندما يتعدى الأمر حدود المنطق والمعقول ، ويتجاوز الشأن السوري إلى الشأن الدولي ، فلا بد من إظهاره على الرأي العام ، ليحكم بنفسه على جدواه .
بعث الصحافي باسل ديوب ، مراسل موقع سيريا نيوز الى بريدي الالكتروني جملة من البذاءات التي اعتاد النظام السوري تعليمها وتلقينها لمثقفيه وصحافييه في مدارس الصمود والتصدي ، حتى باتت هذه اللغة الرعاعية الريفية الديوثية ، لغة النظام ذاته ، وما تصريحات وزير دفاعه مصطفى طلاس وتحقيره وتسفيهه لشخص الشهيد ياسر عرفات على شاشات التلفزة ، إلا دليلاً حياً على رعاعية وسوقية تلك اللغة اللا أخلاقية التي اتهمت العراقيين بالأمس القريب باللا أخلاقية عندما طالبوا بالحقيقة والعدالة ، وقد بعث السيد ديوب بردوده وذلك رداً على مقال " هل وفاء سلطان علمانية ؟ " والذي حاولت فيه تشريح شخصية وفاء سلطان و الوقوف خلف جذورها الطائفية ، وكذلك في مقال بعنوان " العراق الجاني والمجني عليه " يتهمني بالعمالة الصافية لأميركا - لا أدري ما إذا كلامه الرخيص موجهاً من قبل جهاز المعلومات في فرع المخابرات - حيث يقول ما معناه : مين اللي سماك ثائر حتى طلعت (...) عميل أمريكي مصفى.
وباعتبار أن هذا النقد في طريقه أولاً إلى الأجهزة الأمنية في سورية ، فإننا كعرب وسوريين لا نملك إلا أن نرسل بتعازينا الحارة بعد أن تمكنت البحرية الإسرائيلية من قهر سفن الفرس وحزب خدا ( الله) ومصادرة الأسحلة أو البضاعة المحملة عليها ، حقيقة لا ندري ، لكن كما يقال ، الصورة بألف كلمة ، والتي قيل إنها كانت متوجهة إلى أهم محافظة سورية ، محافظة اللاذقية الوادعة.
كنا نتمنى أن تكون هذه السفينة محملة بالكافيار الإيراني .. أو الحمص بالطحينة الذي يحبه صقور إسرائيل أمثال شارون وأولمرت ونتانياهو ، لو كانت محملة كذلك لما نبست اسرائيل ولما رفعت صوتها أمام الإعلام الدولي ، فواخجلتها ، إسرائيل تتطور فيما بعض العرب يتهمون أنفسهم بالعمالة لأميركا .
وأذكر السيد باسل ومن وراءه ، أنني عاهدت نفسي ألا أكون ثائراً على أبناء سورية ، أياً كانوا ، عرباً أو أكراداً ، مسلمين أو مسيحيين ، لكني أود أن أرد الحجة بالحجة ، ولا أدعي في هذا المقام أني مثقف ، وما اتهامي بأنني من عملاء أميركا ، يذكر تماماً بما نشر على موقع النداء قبل عدة أشهر من حملة استخبارية محمومة تستهدف أقلاماً سورية لاتحابي خط النظام ، المشكلة تكمن في متابعتي لكل ما يكتب حول سورية ، لهذا أعيد طرح ما نشر على موقع النداء لتوضيح وجهات النظر للرأي العام ، لكن حقاً عندما تكون الصحافة في عهد الاستبداد الأسدي من المؤكد أنها لن تتمتع بأي هامش من الأخلاق والحرية .
" بتوجيه من الأمن السوري مواقع سورية تبدأ حملة تشويه سمعة للمعارضين "
موقع النداء
يبدو أن هناك حملة جديدة تستهدف الكتاب السوريين المعارضين الذين لا تطالهم الذراع الأمنية وبالتحديد الكتاب الذي يكتبون من خارج سوريا . إذ أنه بدى ملفت في الآونة الأخيرة ازدياد حدة الردود والتعليقات على مقالات الكتاب السوريين المعارضين . إذ لوحظ مؤخرا أن بعض الكتاب والصحفيين المقربين من النظام والأجهزة الأمنية اقتصرت اغلب كتابتهم على الرد على كتابات المعارضين.
وقد أبلغت مصادر موثوقة في جلسة خاصة كاتب هذا المقال أنه تم مؤخرا عقد اجتماع في أحد الأجهزة الأمنية التي تتابع النشاط المعارض , وقد ضم الاجتماع رؤساء أقسام في هذا الجهاز منها قسم المعلوماتية .وقد دعي الى الاجتماع اغلب مدراء المواقع الاخبارية والثقافية التي تعمل من داحل سورية حيث حضر الاجتماع كل من نضال معلوف رئيس تحرير سيريانيوز الموقع الاخباري الشهير , ورئيس تحرير شام برس الصحفي علي جمالو , وسحبان السواح رئيس تحرير موقع ألف الالكتروني وابراهيم الجبين صاحب موقع هنا دمشق, و هيام علي رئيسة تحرير موقع سيرياستيبس وبحضور نضال نعيسة الكاتب في العديد من المواقع الالكترونية , ومراسل موقع سيريانيوز في حلب باسل ديوب. إضافة لممثلين عن أغلب المواقع الأخرى , وقد رفض نبيل صالح رئيس تحرير موقع الجمل حضور هذا الاجتماع.
وقد أعقب هذا الاجتماع جملة الإجراءات السريعة بحق من رفض حضور هذا الاجتماع دون أن يكون له تغطية أمنية. فتم إيقاف موقع هلوسات الإخباري الاجتماعي .. إضافة لمواقع أخرى.
وقد ذكرت لنا المصادر أنه مما دار في هذا الاجتماع تكليف هذه المواقع بالتنسيق فيما بينها للرد على كتابات السوريين المعارضين المقيمين في الخارج وفضح أهدافهم وربطهم بأمريكا و اسرائيل وقد تم تكليف نضال نعيسة بوصفه يطرح نفسه ككاتب مستقل غير محسوب على النظام بالرد على الكتاب المعارضين . وهذا ما لوحظ في كتابات نضال نعيسة الأخيرة , وقيل أنه تم الايعاز للاعلامي السوري فيصل القاسم لاستضافته في برنامجه الاتجاه المعاكس قبل ذلك بكثير. وقد اقترح أحد أصحاب المواقع السماح لهم بنشر بعض كتابات الكتاب المعارضين لاتاحة التعليق عليها في مواقعهم . وقد تم تكليف المراسل باسل ديوب بكتابة تعليقات في كل المواقع التي تتيح التعليقات ونشر قصص شخصية ملفقة تنال من سمعة هؤلاء الكتاب وتربطهم بإسرائيل وأمريكا
وقد شكا سحبان السواح رئيس تحرير موقع الف بأنه لا يتملك كوادر كافية تقوم بكتابة التعليقات , وقد اكد رئيس الجهاز الأمني أن المواقع التي تلتزم بهذه الحملة , سيتم مكافأتها عبر الايحاء للشركات العاملة داخل سورية بنشر اعلانات في هذه المواقع , ولوحظ مؤخرا أن مواقع سيريانيوز وشام برس وداماس بوست وسيريا ستيب وصدى سوريا مواقع أخرى .. قد أصبح لديها إعلانات من مصالح حكومية وشركات قطاع عام , اضافة الى الإعلانات الخاصة . بينما وعد رئيس الفرع المواقع التي ليس لديها إمكانيات مالية وبشرية بتمويل من بعض الشركات الخاصة كرعاية لها لتستمر في أداء دورها .
ومنذ فترة يلاحظ ازدياد التعليقات المعادية للكتاب والمعارضين السوريين في المواقع التي ليس لديها رقابة على التعليقات , أو تلك المحايدة التي تنشر التعليقات باختلاف توجهاتها.
وقد كان أحد أول ضحايا هذه الحملة الكاتب الروائي خليل صويلح إذ تم التشهير به من خلال موقع ألف, وتم فصله لاحقا من صفحته الثقافية الأسبوعية في جريدة تشرين. وعاد بعدها سحبان السواح رئيس تحرير الموقع المذكور ليكتب مقالة يدافع فيه عن الكاتب خليل صويلح
وقد أكد رئيس قسم المعلوماتية في الجهاز الامني المشار إليه أنه سيتم تعزيز وحدات الاختراق للمواقع السورية المعارضة ولذلك تم طلب تقنيين وخبراء في البرمجة , وقد لوحظ أن موقع سيريانيوز ينشر منذ فترة إعلان يطلب فيه مبرمجين وتقنيين,
وأنه من خلال جائزة الكندي للمعلوماتية سيتم التعرف الى الخبرات التقنية المتميزة التي يمكن الاستفادة منها وتوظيفها في هذا المجال وهي جائزة تم الإعلان عنها مؤخرا من قبل الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية التي كان يرأسها الرئيس السوري الحالي بشار الأسد
علماً ان سورية تحجب أغلب المواقع الإخبارية إضافة لمواقع المعارضة.. وتحجب أغلب مواقع المدونات والشبكات الاجتماعية ويقال أنه تراقب كل البريد الصادر والوارد من والى سوريا عبر تقنية تم استيرادها مؤخرا.
ومما هو متداول في الأوساط الصحفية الدمشقية أن موقع سيريانيوز يحظى برعاية تامة من فراس طلاس صاحب مجموعة ماس الاقتصادية وابن وزير الدفاع السابق, وكذلك تلقى موقع ألف في بدايته تمويلا من نفس المجموعة حيث سبق أن تم نشر إعلانات في بداية انطلاق الموقع من مجموعة ماس في موقع ألف كما أن أغلب المواقع الاقتصادية التي نشأت مؤخرا يتم تمويلها من شركات رامي مخلوف المتعددة والتي أبرزها شركة سيرياتيل وهو ابن خال الرئيس السوري.
وقد استطاعت الأجهزة الأمنية مؤخرا عبر تقنيات متقدمة معرفة مصدر التعليقات وتم على هذا الأساس اعتقال مدونين و اعضاء في منتديات الكترونية وبعض من شارك في كتابة تعليقات معادية للنظام.
وقد عممت وزارة الاتصالات منذ سنة على المواقع الإخبارية السورية أن تتحقق من بيانات المعلق بما في ذلك اسمه الثلاثي وبريده الالكتروني ومصدر ومكان التعليق تحت طائلة تحميل أصحاب المواقع مسؤولية التعليقات, وهو ما تسبب في حينها في إيقاف بعض المواقع..
ولعل هذه السطور المقتسبة تبين ولو بنسبة ضئيلة مدى التواطؤ ضد حرية الرأي والفكر على المثقفين السوريين ، والتي يكفلها الدستور السوري ، دستور عام 1973 ، كما يكفلها أيضا ميثاق حقوق الانسان العالمي ، وهنا نذكر السيد ديوب لأنه لازال يلهج بنفس لغة النظام ، وإذا أتتك مذمتي من ناقص فهي الشهادة لي بأني كامل ، ونحن هنا ندعي الكمال .. لكننا نود اطلاع الرأي العام على المستوى الذي وصلت له الثقافة السياسية في سورية من خلال هذه المقتطفات الواردة في موقع الدعم العربي بما يتقاطع مع ما ذكره موقع النداء ، حول التدليس والتزييف والبلف الذي يجري باسم الثقافة وأقلام الصحافة .
فيما يلي مقتطفات سريعة على لسان أحد الرعايا السوريين المغلوب على أمرهم تجدونها على الرابط :
http://www.dd4bb.com/thread-3700.html
" ابو شهاب يهد جبال الوهم الذي صنعته سيريا نيوز الكاذبة "
قال باسل ديوب أنا مأمور
هذا ما بناه باسل ديوب في مقالته
أنت يا باسل قلت انك رأيت خالتي والحقيقة أنك لم تراها قط وسترفع دعوة قضائية ضدكم
لنشر اسمها والكذب على لسانها وادعيت أنني متخاصم معها ((ضشمان)) لما هذه الافترائات وأنتما لم تلتقيا أصلا
أكاذيب لفقها باسل ديوب على لسان مختار القرية
قال مختار القرية بخصوص أبو شهاب لم أشاهد من هذا الرجل إلا كل خير وعندما يقوم
بالمولد الشريف نسمعه بالقرية لأنه ينشد المولد على سطح منزله وأبواب بيته مفتوحة
للجميعع
توضيح لمن يهمه هذا الأمر
لقد أدعيت يا ((باسل )) بتبادل البصاق مع الجوعاني وهذا تلفيق آخر
وإثارة فتنة (والفتنة أشد من القتل)
أجاب السيد أبو شهاب :
أقول للسيد باسل أنا أكبر من تبادل البصاق مع أي إنسان في الوجود لقد دخل
بيتي الجوعاني مع بعض مرافقيه وقمت بالواجب تجاه الضيف على أكمل وجه
وتبين لي في ما بعد بأنهم طرف مع المدعو برهان البلخي (ب ب) وأبو نادر وباقي
الملفقين الذين لم يظهروا وكانوا يعملون من وراء الكواليس منهم (ن ح)-(أ ح)-(س ط)
وأخيرا ظهر (س ط) أنه سليم الطراب وكان مروجا للكذب الفائر وبدون أي دليل على أهله
وعلى غيرهم .
أما اتهام أبواق النظام السوري بعمالتي لاميركا وفق ما جاء في رسالة السيد ديوب ، فهي تضحك الجنين في بطن أمه ، أذكركم بالسؤال ، لماذا يلهث النظام السوري وراء مد الجسور مع أميركا من خلال سفيره العتيد عماد مصطفى ومن خلال فيصل المقداد ومن خلال الإشارة لساركوزي أحياناً ولأردوغان أحيانا أخرى، والنظام لا يصدق على نفسه متى يرجع السفير الاميركي إلى دمشق .
أقول للنظام السوري ، إن العمالة لأميركا تهمة التهم ، فلو ثبتت حقاً ، فعلى كل العرب المقيمين في أميركا وهم بالملايين ، أن يعودوا ادراجهم إلى بلدانهم الأصلية ، وأذكر بشهادة حية من أحد القياديين البعثيين السوريين الكبار(عضو قيادة قومية ) من الذين التقيتهم في لبنان قبل أربعة أعوام ، وقد كان عائداً لتوه من العراق ، قال وبالحرف الواحد ، إن الضابط حافظ الأسد عندما كان يخدم في الجمهورية العربية المتحدة بمصر ، شوهد من بعض الضبابط السوريين والمصريين يتردد أكثر من مرة الى مقر السفارة الأميركية في أوائل الستينات ، اعتقد أن الوثائق موجودة لدى السفارة الأميركية ، فعلى مَن يزاودون ، وعلى مَن تقرأ مزاميرك يا داود؟.
ثمة رجاء أخير للنظام السوري ، هو أن يعترف بشعبه المسكين في منطقة الجزيرة السورية ، وألا يستمر في القول ، إن ولاءهم للعراق لأن جذورهم عراقية ، طبعاً هذا ما لم يقله بشار الأسد ، لكن قاله " الخالد " حافظ قبل عشرات السنين ، وهو موثق كالعريضة الموثقة في أرشيف وزارة الخارجية الفرنسية حول انفصال الساحل عن الوطن الأم سورية ، لكن أقوال الخالد لازال يعمل بها إزاء أهل الجزيرة وما يعانونه من جفاف وتصحر مريعين ، وما أدرانا بخيرات الجزيرة ، بعربها وكردها وتركمانها وسريــــانها .
عزاؤنا الأخير لمثقفي النظام السوري ، أن تتحرر فلسطين ويعود الجـــولان ، وإذا كان صعباً ، فلينجح النظام السوري في عقد سلام مع إسرائيل كخيـــــار استراتيجي .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق