انفجار "الإطارات" في دمشق رسالة واضحة المعاني وتأكيد بأن الإرهاب سيبقى سيفاً مصلتاً
ليس في الأمر جديد أبدا ! فدمشق و نظامها الاستخباري الحديدي قد عودا الرأي العام على إصدار البيانات التطمينية بعد كل عملية إرهابية أو عسكرية أو أي انفجار تكون دمشق ضمن نطاقه, و العجيب في الانفجار الأخير في حي السيدة زينب في ريف دمشق و الذي يعتبر منجم الذهب بالنسبة إلى السياحة الدينية في سورية و مركزا مهما من مراكز الاستثمار الإيرانية و الخليجية في الشام , ليس عدد الضحايا الذي قال النظام السوري إنهم مجرد ثلاثة أشخاص فقط لا غير رغم أن بياناً ايرانيا مضاداً ذكر أن الضحايا بالعشرات و إن الانفجار ناجم عن قنبلة و ليس انفجار إطار عجلة الباص, بل أن العجيب حقا أن يسفر انفجار اطار باص عن كل هذا العدد من الضحايا, كما إن اختلاف الروايات بين الحلفاء (دمشق وطهران) بشأن ما حدث يظل يثير أكثر من علامة استفهام, على كل حال فإن الانفجارات المفاجئة و الغامضة هي وحدها التي تبدد حالة الصمت الرسمي المعلنة في دمشق و التي تشهد أروقتها السياسية هجمة حكومية استخبارية منظمة و مبرمجة ضد القوى السورية الديمقراطية و الحرة سواء من أهل "ربيع دمشق" الذي تحول إلى خريف معتم و قاتم بعد سد كل فجوات و نسائم الحرية النسبية أو الآمال بها , فملف شيخ الأحرار الأستاذ هيثم المالح ما زال ينتصب و يشهر بقوة بوجه النظام الإستخبارى الذي لا يستطيع أبدا مغادرة خانة الأحكام العرفية و حالة الطوارىء المريضة المشهرة فوق رؤوس الشعب السوري منذ أكثر من ستة و أربعين عاما, أي حتى قبل ولادة سيادة الرئيس بشار الأسد نفسه, وهي حالة عجيبة و غريبة لا يوجد ما يماثلها في التجارب السياسية المعاصرة في العالم? الانفجار الأخير و بصرف النظر عن حقيقته يعيد إلى الأذهان على الفور أحداث غريبة و غامضة من الاغتيالات و التصفيات و الانفجارات التي عرفت أسرار بعضها بينما توارى البعض الآخر خلف الستار الحديدي لنظام المخابرات السورية فاغتيال القيادي في "حزب الله" عماد مغنية يظل لغزا لم يفصح النظام السوري أبدا عن حقائقه و ظروفه بل تجاوزه و حاول إسدال ستائر النسيان عليه رغم أنه اختراق استخباري هجومي و ضخم لقلب العمل السري ل¯ "حزب الله" و لمؤسسة الحرس الثوري الإيرانية المسؤولة عن الحشد و التعبئة و التمويل, خصوصا و أنه بعد ذلك الاغتيال الشهير شنت المخابرات الإسرائيلية بأوسع عملية مطاردة كونية لتجفيف منابع "حزب الله" المالية على امتداد الكرة الأرضية ! كما تجاهل النظام السوري نشر أية معلومات عن اغتيال رجل المهمات الخاصة في النظام العميد محمد سليمان قبل اشهر أو انفجار مقر الفرع الأمني في منطقة القزاز في ريف دمشق أيضا, وحوادث أخرى عديدة, ما يلفت النظر في الإنفجار الأخير هو تدخل مستشار اتحاد الصحافيين العرب الرفيق المخضرم صابر فلحوط! ليدافع عن التحالف الإيراني السوري الذي اعتبره لمصلحة القضايا العربية! رغم أن ماحصل لا علاقة له بأصل الموضوع الذي تحدث عنه فلحوط, مما يشير بوضوح إلى أن خلف الأكمة وراءها, والواقع أن طبيعة الإنفجار القوية لا يمكن وفقا للمقاييس المعروفة أن تكون ناتجة عن انفجار إطار, أو أي شيء قريب من هذا الموضوع, و لكن و كما نعلم فإن إرادة أهل المخابرات السورية تجعل الأفيال تطير بأجنحة من الشمع, وبين اجتهاد أهل النظام السوري في نفي صفة العمل الارهابي عما حصل في ريف دمشف إلا أن الرسالة كانت شفافة وواضحة للغاية من خلال تواجد رئيس مجلس الأمن القومي الإيراني سعيد جليلي في دمشق في وقت متزامن مع تلك الحادثة, وهو ما دعا الرفيق المناضل المخضرم صابر فلحوط إلى التعليق على أهمية العلاقات السورية - الإيرانية, رغم أنه يعلم بأن الإيرانيين يخترقون الأمن القومي العربي و يمارسون أفعالا مضرة بالأمن و السلام الإقليمي , و يصعدون الموقف العسكري الهش في الخليج العربي نحو نهايات تصادمية مفزعة و بإتجاه خيارات حسم دولية الله وحده يعلم ما ستؤول إليه نتائجها, إلا أنه مصر على تجاهل تلك الوقائع و الإبحار في عوالم التخاريف و الهلوسات الثورية المفلسة, إنفجار "الاطارات" في دمشق هو رسالة واضحة المعاني و المباني, كما أنها تأكيد لمن يهمه الأمر بأن الإرهاب يظل سيفا مصلتاً على الجميع , فمن يتلاعب بهذا الملف عليه توقع نتائج إرتداداته العكسية المدمرة على الجميع, و يبدو أنه وفقا للسياسات الكواليسية وحملات المطاردة الإقليمية بين القط و الفار سنشهد انفجار المزيد من "التايرات" على امتداد المنطقة.. وسترك يارب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق