فتاريخ الشعوب وتغيرات الأنظمة يرتبط ارتباطا وثيقا بالأزمات الكارثية والتي ينتج عنها تغيرات وتبدلات في الأنظمة السياسية .
فالأزمة الإقتصادية والكساد الإقتصادي في سنة 1929 أدى إلى قيام دكتاتوريات في أوروبا وكان نتيجتها الحرب العالمية الثانيه .
وأزمة الإتحاد السوفييتي في افغانستان , كان نتيجته سقوط العملاق السوفييتي وانهيار الكتلة الشرقية ومعظم الأنظمة الشيوعيه .
وفقدت الكثير من الدكتاتوريات مكانتها لتحل محلها الأنظمة الديمقراطية , وبقيت الأنظمة في الوطن العربي على حالها لم يتغير منها شيء حتى سقوط العراق .
وتفردت أمريكا بالعالم وهيأ الله لها حاكما أحمق جورج بوش الصغير والمتصهينون الجدد ليصلوا بأمريكا قاهرة العالم إلى حافة الهاوية وسقوطها قريب جدا لن يتعدى ال2010 وستتفكك أمريكا وستنجر إلى حرب أهلية طاحنة لتسقى من نفس الكأس الذي سقت العالم به وآخرها افغانستان والعراق .
الذي يهمني في الموضوع هو النظام القمعي في سوريه والمبني على الطائفية المقيتة في جميع مناهجه وسياساته الداخلية والخارجية في بعض منها .
فالنظام في سورية لم يتأثر بسقوط السوفييت فهو كان على توازن في علاقاته مع الشرق والغرب , وهو النظام الوحيد في الوطن العربي والذي لم يغير من اسلوبه القمعي ومصادرة الرأي وقمع الحريات ولو في أدنى صورها .
فالصفعات تلو الصفعات تكال يوميا إلى إسرائيل وهي الداعم الحقيقي لبقاء النظام عالميا , وإسرائيل بدأ الضعف ينتشر في أركانها , وانتقال وضعها عند الدول الصناعية من الشعب المظلوم والمقهور والهولي كوست , إلى الدولة الظالمة والمجرمة تجاه الفلسطينيين , وبضعف أمريكا وتفتتها ستفقد الصهونية أهم منابعها التي ترتكز عليها , لتمتد تلك الآثار إلى أوروبا . والذي بدأت ملامحه تظهر في كل مكان ليكون تقرير غولدستون القشة التي قصمت ظهر البعير .
ولكي تنقذ اسرائيل ماتبقى من ماء وجهها , وكيانها ستلجأ إلى السلام مع جيرانها , ومع أن كل الدول المحيطة بها وبداخلها أعداء لها والعكس , وحتى الدول التي تربطها معاهدات سلام معها فعندما يغيب تأثير الداعم الأكبر لها فإن الحكومات هنا لن تستطيع مجابهة شعوبها وهم يرفضون أي سلام مع إسرائيل .
وعندها النظام السوري لن يجد من يحميه ,ولا من يدعمه وسيكون أول الساقطين في الوطن العربي لاعتماده في وجوده على أنه الدولةالتي تقف ضد اسرائيل , بينما هو النظام الحامي لها على طول حدودها منذ زمن بعيد .
واسرائيل لو أرادت السلام مع النظام السوري فلن تجد فيه النظام الضامن للسلام , لأنه يعتمد اسلوب الحكم الطائفي .
وحكم الأقلية والتي لاتمثل الطائفة أكثر من 15% من مجموع السكان .
فسوف يفقد النظام الفيتو الإسرائيلي , ويخرج الشعب عن قوقعته والتي لبث فيها أكثر من أربعين عاما , وما يزال مع وجود أصوات قوية بدأت تظهر من هنا وهناك من داخل المجتمع السوري .
وما اعتقال هيثم المالح إلا دليلا على التخبط الذي وقع فيه النظام والذي سبقه التصفيات الجسدية التي وقعت بين داخل أعمدة الحكم والمقربين .
وكون النظام مصر على عنجهيته وتعامله الفاسد وازدياد الفساد وتضييق الحريات وتضييق دائرة الحكم بيد العائلة وعدم ثقته حتى بأصدقاء الأمس .
وتكثير أعدائه من الداخل ومن طائفته بالذات , كدليل حتمي على سقوطه في 2010 , مع كثرة أعدائه في المحيط العربي , وكثرة معارضيه .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق