27‏/07‏/2008

مجزرة صيدنايا ... والحقيقة المخيفة


قال الناطق الرسمي للجنة السورية لحقوق الإنسان " كانت مجزرة صيدنايا حقيقة واقعة لم تستطع السلطات السورية إنكارها، لذلك لجأت في بيانها الصادر اليوم والذي لم يتعد ثلاثة سطور إلى الالتفاف على الحقيقة بدعاوى باطلة، ولم تجرؤ الكشف عن حصيلة ما حدث حتى لا تكشف عن طبيعة تعاملها المتوحش مع المعتقلين السياسيين. لجأت السلطات السورية إلى ربط ما حدث حسب زعمها (بمساجين محكومين بجرائم التطرف والإرهاب) للهروب إلى الأمام والتملص من مسؤولياتها من جرائم إساءة المعاملة والتعذيب المهين التي ترتكبها بحق المعتقلين السياسيين، وكأنها بذلك تبيح لنفسها – من خلال عبارات مسبقة الصنع – تستخدم عادة لاستباحة أرواح المعتقلين السياسيين العزل حتى تحصل على شهادة حسن سلوك من بعض الجهات الخارجية.

وأردف الناطق مؤكداً "أن نظام الرئيس بشار الأسد يريد التخلص من المعتقلين الإسلاميين الذين يشكلون نسبة 90% من مجموع المعتقلين السياسيين كما تخلص والده منهم عبر مجازر سجن تدمر وسواه في ظروف مشابهة خيم عليها صمت دولي مريب أنجب توافقات ومقايضات جديدة مع النظام. ولذلك فكل التحليلات تشير إلى أن هذه بداية لمجازر مدبرة ضد المعتقلين السياسيين الإسلاميين العزل وتشديد القبضة على بقية المعتقلين وتوتير الوضع الداخلي لإحداث مقايضات خارجية".

وأكد الناطق الرسمي أن المجزرة قد أوقعت عشرات القتلى والجرحى حسبما أفاد بذلك شهود أحياء من داخل سجن صيدنايا تأكدت بما لا يدع مجالاً للشك للجنة السورية لحقوق الإنسان وللناشط الحقوقي الزميل محمد العبد الله وللمرصد السوري لحقوق الإنسان ولإذاعة بي بي سي العربي ولموقع إيلاف الإلكتروني وللعديد من الحقوقيين في سورية وخارجها وأهالي المعتقلين.. وكل الشهود أوردوا أسماء الدفعة الأولى من الضحايا الذين سقطوا صرعى برصاص عناصر الشرطة العسكرية السورية".

وأضاف الناطق " أن سيارات الإسعاف شوهدت حتى وقت متأخر ليل أمس تنقل الضحايا والجرحى من المعتقلين إلى مستشفى تشرين العسكري بحرستا، وأن المستشفى قد أغلق أبوابه في وجه الزائرين والمرضى والمراجعين. وقد أكد بعض أهالي المعتقلين في صيدنايا أنهم توجهوا فعلاً إلى المستشفى للاستفسار عن أحبائهم المعتقلين لكن لم يسمح لهم بدخوله".

وأكد الناطق أيضاً " أن أكثر من خمسين رجلاً وامرأة مسنة توجهوا يوم أمس إلى سجن صيدنايا للاستفسار عن أبنائهم لكن لم يسمح لهم بالاقتراب منه من على بعد بضعة كيلو مترات. وفي اتصال هاتفي مع والد أحد المعتقلين الإسلاميين في صيدنايا، قال أنه لدى وصوله بالسيارة على بعد كيلومترات من سجن صيدنايا أوقفته دورية أمنية ووجهت إليه كيلاً من الإهانات والشتائم له ولابنه المعتقل ، وقال أحد أفراد الدورية له: لو كنت شابا لألحقناك بابنك المجرم، ولكن لا نريد أن تحسب علينا رجل. أنت فراطة"

وأدان الناطق تصريحات بعض أذناب النظام الذين حاولوا لبس الحقائق الدامغة للمجزرة من تعذيب وإهانات للمعتقلين ومن فظاعات وتدنيس للمقدسات، وقال : شعبنا في سورية يعرف سلوك أفراد الأجهزة الأمنية وافتقارهم لأدنى أساليب اللياقة ومراعاة حقوق الآخرين – طلقاء ومعتقلين – ونعرف أيضاً مدى استهانتهم بالمقدسات على الملأ بدون أدنى حياء ... وبالتالي فهو نفسه الذي حكم على أجهزة نظامه ونعتهم بما قال.

وحذر الناطق من الحقيقة المخيفة التي تنتظر المعتقلين في سجن صيدنايا: " إذا كانت آثار مجزرة تدمر قد أخفيت وغطيت قانونياً بالقانون 49 لعام 1980 الذي حكم على الانتساب لجماعة الإخوان المسلمين بالموت فإن آثار مجزرة صيدنايا قد يمحوها النظام السوري ويفطيها حسب بيانه المقتضب اليوم (بقيام السلطات بتنظيم ضبوط بحالات الاعتداء على الغير وإلحاق الضرر بالممتلكات العامة لاتخاذ الإجراءات القانونية بحق المخالفين). وبالتالي يختفي المئات من معتقلي سجن صيدنايا إلى الأبد كما فعل بغيرهم من قبل في ظل استبداد داخلي وغض طرف خارجي.

وتوجه الناطق الرسمي للجنة السورية لحقوق الإنسان في ختام تصريحه بالنداء لكل من يستطيع المساعدة بالكشف عن تفاصيل المجزرة وعرضها على أهلنا في سورية والعالم وتوجه بالنداء إلى أهالي المعتقلين ليظهروا شجاعة ووحدة وتلاحماً وينتدبوا لجنة منهم لمتابعة مصير أبنائهم المعتقلين في سجن صيدنايا والوقوف على أوضاعهم الإنسانية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق