19‏/02‏/2009

من يحكم من؟بشار أم أبناء الأخوال؟


بعد صدور القرار من الإدارة الأمريكية، بتجميد أرصدة رامي مخلوف، وعدم التعامل مع أعماله، التي وصفها القرار بأنها ناتجة عن قرابته لبشار الأسد، ونفوذه الذي بات يهدد رجال الأعمال السوريين، والذي تم جمع ثروته التي تقدر بالمليارات على حساب المواطنين السوريين. بداية لا بد من التنويه على أن صدور مثل هذا القرار عن الإدارة الأمريكية، يعد أمرا مطلوبا من قبل الشعب السوري، الذي كان يرى أن جل المطالب الأمريكية تتعلق بدول أخرى، ولا تتعلق بالوضع الذي يعيشه الشعب السوري بسبب سلوك هذا النظام وحاشيته. وعلى هذا الأساس يشعر الشعب السوري لأول مرة ربما بأن إجراء كهذا من قبل الإدارة الأمريكية إنما يتعلق بشأن يمس حياته اليومية، بعدما بات أسم رامي مخلوف منتشر في كل بيت وفي كل شارع، ولا توجد أعمال في سورية إلا وهو الشريك المقرر فيها. وكما وضحنا في الرسالة الصوتية الأخيرة حول مفهوم السوق الاجتماعي الذي يتشدق به نظام بشار، من أنه بكل آلياته وعمله هو لحصر حركة الاقتصاد السوري بيد العائلة الأسدية. فقد أصبح رامي مخلوف هو المقرر السياسي الأول في السياسة الاقتصادية السورية وفي كل المجالات، وفي القطاعين الخاص والعام، وهذه مرحلة لم تصل إليها أي بلد في العالم أن يقرر شخص واحد سياستها الاقتصادية بناء على أمواله وحركتها والمنهوبة كلها من الشعب السوري، ولقمة عيشه ومستقبل أجياله، هذا هو السوق الاجتماعي الذي يتحدثون عنه في نظام بشار الأسد.فلم يعد هنالك وزير يستطيع اتخاذ قرار اقتصادي حتى داخل وزارته دون العودة إلى رامي مخلوف ومدى انعكاس هذا القرار على أعماله، التي باتت تشكل محور حركة الاقتصاد السوري. حيث تقدر أكثر التقديرات تواضعا بأن حجم ثروته يقدر بعشرة مليارات دولار، وهذا ليس رقما بسيطا بالنسبة للاقتصاد السوري. إضافة إلى قضية لم ينتبه لها أحد من المعنيين بدراسة واقع الحال الاقتصادي والاستثماري في سورية، وهي أن رامي مخلوف حتى لو كان شريكا بنسبة 10% في أي شركة كانت، فهو صاحب القرار الأساسي فيها، وليس أصحاب النسب الأكبر من رأس المال، وهنا يتضح بما لا يقبل الجدل بأن الوضع في سورية بات شاذا واستثنائيا وفق كل المقاييس. وهذا الأمر يؤشر على خطورة الوضع الذي وصلت إليه سورية، وهو أن رجل واحد وعائلة واحدة باتت تتحكم بكل نشاطات البلاد والعباد. وأصبح رامي مخلوف الرجل الذي تصل يده إلى أصغر مفاصل الدولة، وحركة رؤوس الأموال في سورية. وهذه قضية باتت تطرح سؤالا، من يحكم سورية الآن بشار الأسد أم رامي مخلوف؟ وجاء تأكيده غير المباشر في رده على القرار الأمريكي، حيث بات يتحدث بلغة الجمع- وهذا ما سنعود إليه لا حقا أيضا- وهو يعرف بأن أي مواطن سوري، مهما كان موقفه من السلطة، يعرف بأن كل أمواله واستثماراته هي جراء الفساد والسرقة والنهب المحمي بقوة أجهزة الأمن والمخابرات، حتى رجال المخابرات يعرفون هذا الأمر جيدا. ولكن لا أحد يجرؤ على سؤال رامي مخلوف أو متابعة أعماله، لأنه بات أقوى من أي مركز أمني في البلد. وليس مصادفة أيضا أن تقوم الإدارة الأمريكية من قبل باتخاذ نفس القرار ضد أخيه حافظ مخلوف الذي يترأس قسم دمشق في فرع أمن الدولة في دمشق. هنالك من تحدث معنا على أن بشار الأسد بات يشعر بأنه هو الذي أصبح واجهة سياسية لأبناء خاله محمد مخلوف! لهذا يبقى السؤال من يحكم سورية الآن؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق