29‏/07‏/2009

نجاد.. انظروا من يتحدث!


انطلقت المرحلة الثانية من حملة المدفعية الكلامية لتجار دماء غزة بعد أن اتضح أن المصريين نجحوا في الاقتراب من الوصول إلى اتفاق بين إسرائيل وحماس، وذلك تكاملا مع الجهد العربي الذي كان رأس الحربة فيه الأمير سعود الفيصل في مجلس الأمن، حيث نتج عن ذلك الاجتماع قرار وقف إطلاق النار، وباتت المبادرة المصرية هي الآلية لذلك. وكل ذلك تم بجهد سعودي ـ مصري، لا بفعل المدفعية الكلامية الإيرانية ومَنْ حالفها.
واليوم وبعد سقوط أكثر من ألف قتيل وخمسة آلاف جريح في غزة، ومع قرب انتهاء العدوان الإسرائيلي، يخرج لنا التجار لاستثمار الجرح، استعداداً لمرحلة ما بعد العدوان. فورطة التجار وفضيحتهم كبيرة، وستزداد بعد أن تظهر فظائع الجريمة الإسرائيلية على الأرض. فعندما قلنا أول أيام العدوان إن «دماء غزة مشروع تجاري» نرى اليوم التجارَ بأم العين.
خرج التجار من خلال مايكروفوناتهم؛ أبرزهم تجار غزة، بل كبيرهم، الرئيس الإيراني أحمدي نجاد الذي ظهر في مؤتمر صحافي كان يقرأ فيه من نفس الورقة التي قرأ منها حسن نصر الله يوم هاجم مصر.
يقول نجاد «بعض دول المنطقة العربية والإسلامية تسمح للأسف بهذه الإبادة الاستثنائية أو تدعمها بصمت وبابتسامة استحسانٍ». والسؤال هنا ما الذي فعلته إيران لغزة؟ فمرشدها الأعلى أفتى بعدم ذهاب الانتحاريين الإيرانيين. وسعيد جليلي أكد أن حزب الله لن يدخل معركة غزة.
بينما حليف نجاد السوري لديه أرض محتلة، وجبهة طويلة، فلماذا لم تُفتحْ ويُرسل منها انتحاريو طهران، بل إن السوري قال أول من أمس إنه يوافق على منع تهريب الأسلحة لغزة، ووقف إطلاق الصواريخ، فكيف تتهم مصر إذاً بالخيانة؟ ولماذا لا يغلق القطري المكتب التجاري الإسرائيلي في الدوحة؟
نجاد لم يكتف بذلك بل نشر على موقعه الالكتروني الشخصي رسالته للعاهل السعودي، حيث خاطب الملك عبد الله بالقول «أتوقع منكم أن تكسروا الصمت عن هذه الفظاعات الفاضحة وعن قتل أطفالكم». وهنا نقول انظروا مَنْ يتحدث لِمَنْ، وعن ماذا!
عبد الله بن عبد العزيز هو من جمعَ الفلسطينيين في مكة، وإيران وأعوانها هم من دفعوا حماس لنقض الاتفاق والانقلاب في غزة.
وعبد الله بن عبد العزيز هو من قال للفلسطينيين في مكة «لا تضيعوا أنفسكم وتضيعونا».
نجاد وأعوانه هم من ضيعوا الفلسطينيين وشقوا صفهم وأوصلوهم إلى هذه الشرذمة، وهم من يتحملون دماء الأبرياء في غزة. والعاهل السعودي هو من هدد بقطع علاقة بلاده بأميركا إبان الانتفاضة الفلسطينية عام 2000 بسبب القضية الفلسطينية.
وعبد الله بن عبد العزيز هو من رأينا وزير خارجيته سعود الفيصل يقول للمجتمع الدولي لا تدعونا ندير ظهورنا إليكم، بينما خرج نجاد يوم أمس، وفي ثنايا إساءته للعالم العربي، يغازل أوباما، ويقول عن مرحلته القادمة «لدينا ما يكفي من الوقت والصبر وسوف ننتظر لنرى».
بل ورغم أن إيران هي مَنْ طالبت بقطع البترول، إلا أن نجاد قال يوم أمس حول حظر البترول عن مؤيدي إسرائيل «اقتراح جيد، لكن مثل هذه الفكرة ليست على جدول الأعمال بعد».
ألم نقل لكم إنهم تجار دماء غزة؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق