24‏/09‏/2009

إيران سجادة شيرازية أم سجادة الشيطان؟


نتائج الحوار الأوبامي قد تعطي الإجابة!

أوباما: قال: "إن إيران أمة ذات حضارة عظيمة، ويجب أن تتبوأ مكانها الصحيح في العالم، ولكن بالسلام وليس بالقوة والإرهاب". "أريد أن أخاطب الشعب والقيادة في إيران مباشرة وأقول لهم نحن نسعى الى بداية جديدة في العلاقات بين بلدينا".
ما نفهمه من كلام أوباما، أن إيران ليست في مكانها الصحيح، لأنها حددت تموضعها في ساحة الشرق الأوسط الكبير بالقوة وبالإرهاب، وفي حال تخلت عن هذين الشريرين، القوة، الإرهاب، ستجد يدنا ممدودة. ليس في كلام أوباما انه تخلى عن الإستراتيجية الأميركية التي تعتبر ان إيران محور للشر يقوم على دعامتين هما القوة والإرهاب، تغير ترتيب الجمل الأميركية وتغير شكلها، وبقي المضمون بوشيا. ولأن السيد خامنئي المرشد الأعلى لإيران وصاحب القول الفصل فيها قد فهم مضمون الكلام الأوبامي حقيقياً، كان لا بد ان يقول رداً على السيد أوباما رأس الشيطان الأكبر:
"انه لا يرى تغييراً في الموقف الأميركي تجاه إيران، وأكد ان إيران مستعدة للتغيير في حال غيّر الرئيس الأميركي موقف بلاده منها". ما قصد السيد خامنئي من جملة "في حال غيّر" هو: لا تدعموا إسرائيل، ودعونا نكمل برنامجنا النووي بعيداً عن عيونكم وعيون وكالتكم "الدولية" للطاقة النووية.
الإستراتيجية الأميركية في الشرق الأوسط الكبير تقوم على: واحد، حماية نفط المنطقة استخراجاً ونقلاً وتسويقاً وتصفية وتصنيعاً وتخزيناً. اثنان: السهر على الأمن الإسرائيلي وحماية الدولة العبرية كامتداد جغرافي رغم بعد المسافة، وإعتبار إسرائيل النجمة الأكثر سطوعاً في العلم الأميركي رغم انها غير مرسومة وغير مرئية فيه. ثلاثة: بناء استقرار المنطقة وحمايتها من أي تحد أو تهديد أو تغول وخاصة حماية الركيزتين الأساسيتين في منطقة الشرق الأوسط الكبير وهما: 1 ـ دول الخليج العربي. 2 ـ العراق. أربعة: النووي الإيراني الحربي ممنوع بتاتاً أما السلمي فمسموح شرط ان يتم ويتطور تحت العين الدولية ـ الأميركية.
على أساس هكذا إستراتيجية تعمدت إيران تسمية أميركا بالشيطان الأكبر، ورأت الإدارة الأميركية ان إيران ليست سجادة شيرازية رائعة وانما هي سجادة للشر، سداتها الإرهاب ولحمتها الإرهاب أيضاً، ولونها الغالب القوة الوحشية.
يقول روزفلت: تحدث بنعومة وأحمل عصاً غليظة. أوباما تحدث بديبلوماسية، ووضع خلف ظهره العصا، رغم أن رأسها الغليظ ظاهر خلف كتفه الايسر وفوقه قليلاً. السيد خامنئي رأى الرأس الغليظ، واستمع بهدوء وردد بالعربية، هكذا كان يعرفها، ردد:
يعطيك من طرف اللسان حلاوة
ويروغ منك كما يروغ الثعلب.
السيد دبليو بوش، أشهر العصا ورفع صوته ولكنه لم يضرب ولم يهدد بالضرب وهدأ إسرائيل حتى لا تفعله.
الأسلوب الأوبامي أخطر من الأسلوب البوشي، وقد أظهر للعالم ولشعبه انه أراد السلام، ولكنهم أرادوا الحرب.
في ظل فشل الحوار الأوبامي هل سيلقي أوباما على الارض عصاه، لا اعتقد ذلك. ثمة احتمال، ان ينقل العصا الى الأمام مع تهجم وتجهم مكرراً ما قاله في بداية أيامه الرئاسية... قال: سنهزمهم.
أين أذرعة إيران من كل هذا؟ أجاب وزير خارجية النظام السوري السيد وليد المعلم في حديث للفضائية القطرية الجزيرة: "نحن جاهزون للدفاع عن أراضينا" إذن فهي الحرب! بقية الأذرع ليست دولاً وليست بمستوى الحليف السوري وقد يصدق القول هنا:
لا تقطعن ذنب الأفعى وتتركها
ان كنت شهماً فأتبع رأسها الذنبا.
أذرعة إيران أكثر من قطب وأقل من خيوط في السجادة الإيرانية، ولن تكون غير ذلك، كانت الحال سلماً أو حرباً.
إيران ليست سجادة شيرازية رائعة، وانما هي داعية حرب قد تحصل ولا نتمناها أبداً. وعلى من رضي ان يكون ذراعاً، ان يدرك حجم الخطر القادم، وإلا فإن الثقب الأسود سيبتلع الجميع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق