01‏/07‏/2010

فرانك غادري ورفعت الأسد والدور المشبوه


الدكتور فريد الغادري، الذي رسب في الثانوية العامة عدة مرات لم يتمكن من متابعة التعليم العالي، وينتحل لقب علمي "دكتور" ولا يجيد أية لغة بشكل أكاديمي. وكان يحمل جنسية عربيةباسم فريد والأمريكية باسم فرانك غادري.

أجتهد ثلاثة أشخاص بصياغة وجه فرانك كسياسي مثقف، هم الصحفي الأمريكي نير بومس، وهو مسئول سابق فى السفارة الإسرائيلية بواشنطن يتولى الآن منصب نائب رئيس المركز الإسرائيلى من أجل الحرية فى الشرق الأوسط ومقره واشنطن. أما باللغة العربية عمل الصحفي السوري علي حج حسين على تلميع صورته ثم ابتعد عنه، وحل مكانه شخص متعدد المواهب والاسماء والوجوه وجوازات السفر، هو الشيخ سلطان مراد، الشيخ عبد الله الحميدي، الشيخ عمر الحلبي...الخ. أما سياسيا فأشرف على تحضيره وإعداده بعض مساعدي الدكتور رفعت الأسد، وأحدهم محمد ديك المقيم في باريس.

نير بومس
عمل فريد في تجارة قطع الكومبيوتر القديمة في موسكو وله تاريخ حافل مع المافيا الروسية هناك بعد سقوط الاتحاد السوفياتي لبضع سنوات، وفشل في سلسلة مقاهي هانبعل قبلها، ابتز شخصيات معروفة بمبالغ طائلة وطردوالدته وزور أوراق رسمية بتوقيع والدته المريضة أنذاك وحصل على توكيل مزور وسجل البيت في واشنطن باسمه وكذلك محتويات الحساب البنكي لأمه وشقيقاته. هذا الشخص الذي استولى على أموال أمه وشقيقاته وسرق أموال أبيه وابتزه حين طبع مراسلات والده الخاصة مع أمير سعودي بكتاب ..
منذ بدايات نشاطه عاونه إلى جانبه شخصان الأول أرتبط فرانك غادري بأحد معاوني رفعت الأسد المدعو محمد ديك، والذي تألق دوره في الحملة المقامة بين جبهة الخلاص والتجمع القومي الموحد.


فرانك (فريد) غادري
وكان قد سبق وأعلن فريد الغادري أنه تعهد لرفعت عشرة مليون دولار مقابل أن يلتقط صورة مع جورج بوش تضم جورج بوش ورفعت وسرعان ما تبين أنه لا يستطيع لقاء حتى حارس من البيت الأبيض، ولو كان رفعت على دراية بحقيقة فرانك لما كان قبل أن يكون مستشاره مخلفات فرانك غادري والمقصود محمد الديك، إلا في حال إن كان هناك شيء ينسج في الخفاء لإتمام عملية الحجيج.


وبالعودة إلى فرانك غادري الذي فصله حزبه طار إلى أوربا والتقى برفعت الأسد فحوله لأبنه سومر في بروكسل، وعلى اثر ذلك وفي اجتماع مطول ضم سومر الأسد ومحمد الديك والحارث الخير وفهد الآرغا المصري الذي انشق عنهم لاحقا لخلافات مالية، صار يقوم بكل ما لا يريد أن يقوم به رفعت الأسد، بما في ذلك زيارته الأخيرة إلى تل أبيب. وتمخض هذا الدور لفرانك بعد عدة اجتماعات مكوكية جرت ما بين باريس-واشنطن-مصر، وللعلم كان آذاك رفعت الأسد في مصر بحجة حضوره لمحاضرة تتعلق بالفكر الأممي، غير أن الحقيقة الدور الذي لعبه ابنه سومر مع أحمد عز الدين مراسل شبكة الأخبار العربية تم اللقاء مع إحدى الشخصيات الأمنية الإسرائيلية في القاهرة وعلى ما يبدو تم نقل وجهة نظر رفعت الأسد من خلال هذه الزيارة الذي قام بها فراك إلى تل أبيب وليس سرا على أحد بعد وفاة حافظ الأسد كان رفعت قد طلب مساعدة إسرائيل في اسقاط نظام دمشق وجاء هذا الإعلان من الراديو الإسرائيلي على لسان السفير الإسرائيلي في واشنطن،، وبعد ثلاثة أيام من الخبر نفى رفعت هذا الخبر"، غير أن الإسرائيليين أكدوه في ذلك الحين. وإن افترضنا جدا أن رفعت بريء من الدور الذي وصل إلى مرحلة الشبهة والقرينة لم يبق إلا الدليل القاطع والذي قد يؤكده لاحقا محمد الديك في حال أختلف مع رفعت أو فرانك.


أما محمد الديك والذي قدم نفسه في عدة اجتماعات للمعارضة السورية في أوربا أنه المستشار الشخصي السياسي لفرانك غادري وكان ذلك بحضور عشرات الشخصيات السورية المعارضة، وبين ليلة وضحاها انتقل محمد الديك ليستلم نفس المركز لكن في الضفة المقابلة ، أي رفعت الأسد.
وبالعودة للدور المشبوه الذي يقوم به محمد الديك من خلال وجوده وقربه واستطاعته التأثير بشكل مباشر على قرار رفعت الأسد عن طريق السيدة نورا دندشي التي قدمت نفسها كعضو قيادي في حزب الإصلاح وذلك في لقاء ضم عشرات السوريين في "شارل ديغول" باريس.
ولابد لنا أن نذكر أن محمد الديك المستشار السري للغادري والمعاون العلني لرفعت الأسد، كان قد اتفق مع السيدة نورا دندشي على الزواج، وقام بتقديمها لرفعت الأسد على أنها مخطوبته، ومن كرم رفعت الأسد المشهود له به قام بدعوتهما مع ولديها لقضاء شهر العسل معا في منتجعه في ماربيا. ونرى الآن أن نورا الدندشي تطل علينا يوميا عبر شاشة رفعت الأسد كمجالسة للتجمع القومي الموحد، غير أن الثمن الذي دفعته للإنقلاب المفاجيء من اليسار إلى اليمين يحكى أنها تنتمي إلى قرية اللواء آصف شوكت رئيس الاستخبارات السورية الحالي وصهر الرئيس وتمتلك كما لا يستهان به من المعلومات التي أثلجت سريرة رفعت الأسد مما جعله يتناسى المقالات التي كانت تكتب بتوقيع نورا دندشي ومن تأليف أحمد بو مطر.
غير أن هناك من يشير لها بالبنان بأنها تمتلك الضوء الأخضر للعب هذا الدور، وهي تتبجح أمام الجميع بعلاقاتها الشخصية مع السيد آصف شوكت، واتصالاتها التي لا تنقطع بمدير مكتبه علي حمدان، وهي نفسها تبجحت أكثر من مرة أنه شخصيا أشترى بطاقة الطائرة لوالدتها ذهابا وإيابا دمشق – ستوكهولم. وبالتالي يتضح للكثيرين أنه قد جندها لاختراق المعارضة في الخارج، وأدت واجبها إلى جانب نبيل فياض وبهية مارديني وعمار قربي مع فريد الغادري، والذي كان يعرف حقيقة هؤلاء واستمر معهم، لدرجة أن بعض مراقبي حال المعارضة السورية يشككون أن الغادري يلعب دور مأجور للنظام كي يظهر المعارضة في الخارج على أنها عميلة من أجل أن يفتك بها النظام، وهذا ما يفسر فصله من حزبه في وقت سابق.

هيثم سليمان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق