04‏/04‏/2009

حلمٌ غريبٌ في بلد إسمه سوريا


قبل كلّ شيء أقوم بجرّ حدود سوريا حتى الخليج العربي(الفارسي) _تعبير فارسي صار ضروري_, وأثبّت علامات الحدود عند جزر أبو موسى, وأجرّ إلى جانبها بعض الجبال والوديان من لبنان, ولن أنسى وضع مدينة دبي وبعض المدن والقرى المجرية في ضواحي القرنة السوداء, كل ذلك بعد نقل مزارع شبعا ومزرعة أم السبع "سبعة" إلى الجولان حتى نرتاح ونريّح لبنان.
طبعاً أقوم بكل ذلك بدون نقل أية حفنة تراب(أرض) أو قطعة بناء واحدة, فاليوم يمكن القيام بذلك في عالم "الفيرتوال" الكومبيوتري!
لكنه بهذه الطريقة لا أحقق أية نتيجة فعلية, لأن الإنسان قادر اليوم على إفساد وإتلاف أجمل المدن وتضاريسها.

لنتخيّل سويةً لو أن سكان أية مدينة سورية نقلناهم إلى مدينة دبي أو بودابست مثلاً, ماذا يستطيعون أن يقوموا به ويتعاملوا مع هكذا بلدان؟ ستنقضي عشرات السنوات _ربما أكثر من عمر التصحيح السوري_ حتى يستطيعوا تعلّم الحياة والتفكير مثل سكان دبي وحاكمها أو أهل بودابست ونظامها, ومما لاشكّ فيه أن فترة إعادة التعليم أطول بكثير من فترة هدم العلم والقيم.
بكلمة مختصرة أحب أن أعيش في سوريا حيث توجد النظافة والنظام, السلام الداخلي والاطمئنان, في نفس كل إنسان.
حيث الشعور بالمسؤولية والمحاسبة القانونية, حيث احترام القانون وحق النطق في أي مكان, بلا خوف من الرقيب ومن السجاّن, العيش في بلد يحمل الانسجام بين الطبيعة والإنسان, حيث كرامة الفرد مقدّسة, ولا مكان للكلمة المفلسة, حتى لو كانت من القصور المقدسة.
أحب أن أجلب المشافي من سويسرا مع النقود الكافية للأدوية ولعمل الأطباء والممرضات, نقود كافية للورد والحدائق وللبسمة الملائكية بين الآهات والآلام, نقود من أجل المدارس وبالضبط من أجل مراكز ثقافية حقيقية, حيث يكون المخبر والتفكير والإبداع الحر, هذه المراكز أجلبها من فنلندا والسويد, كما أجلب من أمريكا إحدى جامعاتها وكل ما تملكه من كليات سكنية للطلاب, وأساتذة وأجهزة تدريب وبحث _ وطالما هناك مجال للاختيار سأجلب جامعة هارفارد مع "دستة" من حملة نوبل للعلوم المختلفة_ وأترك هناك تكاليف قسط الدراسة والتي تقدّر بعشرات آلاف الدولارات.

لكنه من الصعب استقدام أناساً حضاريين يتعاملون ويفكرون ويعيشون بعقلية المستقبل وليس باستحضار الماضي "التليد", ربما يكون سكان كندا أو النرويج هم المرشحون لذلك.
وكي تكون حياتنا سعيدة وصاخبة أدعوا سكان نابولي وتوسكانا من إيطاليأ. ومن الدانمارك أستقدم متخصصين في مجالات الجمعيات التعاونية كي يعلمونا أن تلك الجمعيات ليست من صنع الشيطان وإنما من عمل الإله, كي تخرج مزارعنا من حفرها وجورها وبؤسها.
ونتعلم من الهولنديين وسكان الدول الاسكندنافية التعامل مع القوميات التي لم يخلقها الرب عربية, وسيكون أكثر المتحمسين لذلك الأكراد والسريان والآشوريين وغيرهم من سكان البلد الأصليين!
ونستورد من الإنكليز والأمريكان الثقة بالنفس والطموح والإيمان بأن مصير الإنسان موجود بين يديه وعليه أن يبحث عن الفرص لذلك, بدل القعود وانتظار السماء, بدل البكاء والمواء.
ولن أنسى أن أجلب من المجر مئات أو آلاف حمامات المياه المعدنية والتي ستكون وسيلة لجذب السوّاح.

كل هذا وكي لا نخدع أنفسنا في "نجاحاتنا وانتصاراتنا" حتى الآن, علينا تعلّم التواضع والتكافل الإجتماعي, وقد يكون ذلك من مدينة بروجس في بلجيكا, حيث قاموا في القرن الثالث عشر ببناء مئات البيوت للفقراء وللعجزة وللأرامل, للأيتام وللمرضى, وقاموا بحمايتهم من الجوع والبرد والعيش المنفرد.
ويمكن الاستشهاد والتعلم مما قاله سقراط _وليس فقط من زماّري البلاط_ بأن نتعلم منه كيف يمكن لنا أن ننظر في وجه الإنسان الفاني مع شقائه وسعادته بكل احترام له لأنه إنساني.
وتصبح سوريا مكاناً آمناً للاجئين السياسيين من العالم, ويتقمص إفلاطون في جمهورية الحلاّج والسهروردي في الشام.

ومقابل كل ذلك أبعث إلى مراكز إعادة التأهيل والإصلاح والإتلاف وإعادة الإنتاج لتلك البلدان والمدن, كل التماثيل واللافتات والأراجيل, وكل الأعلام الصفر وبنادق "النصر", وكل العمائم الملطخة بالدم, كما أقوم بتخريج آخر دفعة سياسية للطلائع وأبعث أطفالها إلى الروضات ودور الحضانة للعب والتسلية وعيش حياة الطفولة النظيفة البريئة,
كذلك أحرر النسوان من عقدة النقص وقلة الإيمان, وأقنع الجميع أن الله أكبر من أبو سليمان, وأن نفوذ البلطجية ليس قضاءٌ وقدرٌ في هذه البلدان.
أبعث هدايا إلى بعض حدائق الحيوان ومن كل قلبي بلا أثمان, وستكون الفائدة مشتركة حتى يعرف العالم حجم الورطة,
وتجارة الإرهاب التي تزدهر في بلاد "الأعراب", من أرض الأرز إلى الأهواز.
وأقول لهم هذا وطني يذبح وتباع دماءه في شيراز!

تخيلوا معي ما أجمل سوريا, وما أسعد ساكنيها لو حملها لنا "سانتا كلاوز" في العام القادم!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق