03‏/05‏/2009

إخرسوا ولا تتكلموا.. وتحية لمايا جاموس


" شعارهم لنا إخرسوا ولا تتكلموا ، وشعارنا نحن سنتكلم ونتحرك الى آخر رمق في حياتنا ، الى أن ننتصر وتنتصر ارادة شعبنا)

( أثبتت سورية انها لم تعقم لكيلا تنجب إلا الطغاة الأشرار من الفراعنة الجدد ليكونوا سيفاً مُسلطاً على رقابها من الطغمة الحاكمة، وأثبتت أنها لازال فيها روحاً تنبض ، وإنها على استعداد لتقديم التضحيات تلوى التضحيات في سبيل الخلاص ،عندما بات النساء يُشاركن إخوانهن الرجال ويُزاحموهنّ في ميادين الخلاص كهبه وركانة ومايا وغيرهما الكثيرات ، وأنّ ماخسرته سورية في السابق من ألالاف الأحرار كشهداء ومثلهم ممن لايزالوا خلف القضبان لم يزيدها إلا ثباتاً ورسوخاً في تحقيق غايتها ، كمثل الأرض التي سُقيت لتنبت الزرع ، وكذلك سورية الدولة والأمّة التي أُريقت على رُباها الدماء لتُنبت في آخر المطاف شجرة الحرية والكرامة ، فبعد أن ظنّ هذا النظام أن لن تقوم للشعب قائمة ، هاهي مواكب الأحرار تتزايد لتنضمّ الى الركب السائر بالرغم من وعورة الطريق وصعوبة المسار ، لنرى الناقمين والثائرين من كل لون ومن كل جنس ، ويكفينا فخراً أن يكون منّا على سبيل المثال لا الحصر البني ودليلة واللبواني والمالح والكيلو وغيرهم الكثير، وليكون في صفنا شقائق الرجال)

مع كل شهيد يسقط ينبت مكانه ألف مُقاوم ومناضل ، ومع كل سجين رأي يُزجُّ به الى السجون يكون مكانه ألف ناقم ، ومع كل عصا تسقط على جسد أي مواطن ظلماً ، أو مع كل إهانة توجه لأي شريف ، فإنه لن يكون وراءها إلا كل متربص بكل قامع ، وعصابات الغدر التي تفتك بشعبنا لن تنجوا ، وتيّار المُعارضة في تصاعد والمُقاومة في اشتداد، والحق يعلو ولا يُعلى عليه ، وبالرغم من كل سياسات التكميم للأفواه لإخراسنا، وبالرغم من كل العقوبات الجائرة التي يوقعوها في الأحرار ، هاهو الموج الهائج يعلو ، والنظام لايعرف لغة إلا البطش والإرهاب التي لم تعد تنفع لمن يتشوق طعم الحرية، وسفينة الخلاص تسير في طريقها غير عابئة بالأساليب الرخيصة لإخضاع شعبنا، حتى بتنا نرى الشق الآخر يسابقن الرجال في ميادين البطولة والفداء، واللائي قدّمن في السابق التضحيات الجسام لهذه الغايات العظام ، وصرن الآن يُشاركن بكثافة في التعبير عن رأيهن ، صرنا نرى مُشاركاتهن على مواقع النت وعلى صفحات الجرائد وشاشات التلفاز ومن كل صوب وحدب ، يتكلمون دون خوف أو وجل ويشاركن الرجال في مسيرة التحرر يداً بيد كما كانت أُمهاتهن الخنساء ونُسيبة وخولة بنت الأزور ، في معارك الخلود والعزّ
ومثال ذلك في واقعنا المُعاصر هبة الدباغ التي تكلمت عن سنين سجنها ، وعن انواع العذاب الوحشية التي يتلقاها المُعتقلون حتى الى درجة الموت ، ومثلها فعلت ركانة حمّور التي لقنت المُعتدين عليها درساً لن ينسوه ، وعندما كشفت للرأي العام عن وجوه من يقف وراء عمليات الخطف والإختفاء القسري ، وأشارت الى أحدهم المُسمي نفسه بالمعلم ، إنه العميد محمد ناصيف ، ومن وراءه من أركان النظام ، وقالت " ماأكثر مثل هؤلاء المُعلمين" وسمّوا انفسهم بذلك لأنه لايخرج من عندهم من مخلوق إلا ومُعلمٌ عليه من أثار التعذيب الوحشي والإنكسار النفسي وحبّ الإنتقام
وأمّا مايا جاموس التي اشتركت معها في حديث اذاعي على الهواء في نقطة حوار منذ مايزيد عن السنة في الBBC الإذاعية بمناسبة اعتقال والدها المناضل فاتح جاموس أو الحكم عليه ، والتي تنبأت لها أن تكون في مقدمة الصفوف ؛ وما أخطأ حدثي ، فهاهي الأن تُلاحق وتتابع كما ورد في المرصد السوري لحقوق الإنسان ، الذي يقوم مشكوراً بنشر مايصله من انتهاكات لهذه الحقوق الآدمية ، وبالتالي فإني نذرت نفسي على الدوام لأكون مع هؤلاء الشجعان يداً واحدة حتى تُرفع يد الظلم عن جميع أبناء شعبنا ، وتعود اليه كرامته وعزّته أو نهلك دون ذلك
وبهذا الصدد كنت قد دعوت المعارضة وكل حر من باب التجاوز والموانة عليهم الى عقد لقاء موسع للمعارضه ، على أن يكون في انعقاد دائم ، تُدعى له وسائل الإعلام والهيئات الرسمية ، ويكون موصولاً بأحد المحطات الفضائية لبث التقارير اليومية وأراء الناس والمثقفين ورجال السياسة والصحافة في كل مايجري ، ويكون مصحوباً بنشاطات فاعلة على الساحة الأوربية واعتصامات أمام السفارات ، وتعليق لوحات وصور للفت نظر العالم الى قضية شعبنا ، والتواصل مع المنظمات الدولية ، في خطوة متقدمة لتحقيق أهداف شعبنا في التحرر والإنعتاق من إجرام السلطة الحاكمة ، ولربما تكون نقطة الإنطلاق لتحقيق الغايات ، لرفع سقف المُطالبات ، وكشف هذا النظام على حقيقته السوداء أمام العالم أجمع ، لأنه من غير المقبول أن نرى هذه الجرائم ونقف مكتوفي الأيدي أمامها ، وكنت تمنيت عليهم أن أسمع الردود الفعل المؤيدة والمتضامنة بهذا الخصوص ،وتمنيت عليهم تبني هذه القضية على سلم الأولويات وتمنيت عليهم الإعداد لهذا المشروع الذي أرجوا أن ينطلق سريعاً قبل فوات الأوان ، وتمنيت عليهم اشراك إخواننا اللبنانيين سياسيين ونواب ، وممثلين عن ذوي المُعتقلين الذين يُقدّر أعدادهم بالمئات في السجون السورية ، وغيرهم من العرب المتضررين من هذا النظام ، وتوقعت تضامن جهات أهلية وحكومية كثيرة مع هذه الخطوة التي تمنيت لها النجاح

وأخيراً : لك مني يامايا كل التحية والإكبار ، ولك منّي كل التضامن والتكاتف ، وسنبقى نذكرك في كل مجلس ومنبر أنت وكل الماجدات ، وستبقى أجهزة القمع تحت قدميك وأنت الشامخة في سماء بلادي ، ولقد قرأت والملايين مقالاتك التي تكشفين فيها همجية النظام في كل شيء حتى في أُذونات البناء العشوائي بعنوان (بعنوان مزة 86 مدينة مشوهة - ريف مخنوق...والدولة تنتظر الزلزال) والتي ضاق النظام بها زرعاً ، ولا عجب في ذلك وقد سبقك من فترة قريبة سبعة أمثالك لأنهم خطّوا مدونات اعتبروها تهديداً لكيانهم المتهاوي والكرتوني ، الذي يخاف ويخشى حتى من الكلمة ، ومثلكم أمثال في سجون الطغاة ، ولكننا في النهاية يامايا سننتصر وتنتصر ارادة شعبنا ، ولن نُبالي مهما قدمنا من تضحيات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق