09‏/07‏/2009

وما علاقة نصر الله بالعرب؟


خطاب زعيم حزب الله الأخير يعتبر إعادة «تموضع» انتخابي تجاه الداخل اللبناني، بعد أن انشغل نصر الله في «المعارك الكلامية» التي خاضها دفاعا عن حماس أثناء العدوان الإسرائيلي على غزة.
وبالطبع فان انكشاف زيف دعم الحزب لحماس، أو الدفاع عن غزة، يحتم على نصر الله إشغال الداخل بقضايا جديدة بعيدا عن مناقشة موقف الحزب من عدم استخدام السلاح دفاعا عن حماس خصوصا مع كثرة التغني بالمقاومة ومفهومها.
نصر الله عاود الهجوم على مصر وتخوينها بلغة لا تصدر عن رجل يؤمن بوحدة الصف العربي، ومن هنا كان لافتا حديث نصر الله عن بيان قمة الكويت الختامي، حيث انتقد البيان بالقول إنه دون سقف قمة الدوحة، أو مبادرة المصالحة السعودية.
وبالطبع فلا غرابة في أن يبدي نصر الله رأيه في قمة الدوحة على اعتبار أن الرئيس الإيراني أحمدي نجاد كان من بين الحضور فيها، لكن ما هي علاقة زعيم حزب الله بالقمم العربية، أو الجامعة العربية، خصوصا أن نصر الله سبق له أن تفاخر بكونه فردا في حزب الولي الفقيه، وسبق له أن بشرنا في أحد خطاباته، أثناء العدوان على غزة، بفشل الأنظمة العربية وجيوشها النظامية.
يومها قال نصر الله إن المقاومة هي الخيار، وبالطبع كان يقصد «جيوش الحرية» التي أعلنت عنها إيران، والحقيقة أننا لم نر القوة الحقيقية لـ«جيوش الحرية» الإيرانية إلا عندما ارتدت على أوطاننا في انقلابي بيروت وغزة.
وعندما نقول ما هي علاقة حسن نصر الله بالعرب والعالم العربي، فإن السؤال مستحق خصوصا أن زعيم حزب الله والإعلام الداعم له لا يرى العرب إلا خونة ومتآمرين؟ وها هو نصر الله يتحدث عن الدبلوماسيين الإيرانيين المفقودين، ويطالب الحكومة اللبنانية بتحمل مسؤولية اختفائهم!
وكان من المفروض أن يقول لنا زعيم حزب الله من الذي يتحمل مسؤولية من قتلوا يوم انقلاب السابع من أيار في بيروت الذي قام به نصر الله وحلفاؤه؟
بالطبع فإن بعض الغوغاء في عالمنا العربي، ومعهم حلفاء إيران، سيقولون إن حزب الله لبناني ويعمل وفق ديموقراطية لبنان، وهذه كذبة نكررها كل يوم، فنصر الله استحوذ على الثلث المعطل ضد الأكثرية التي نالت أكثريتها بالانتخاب.
ومن يضمن إذا ما فازت الأكثرية غدا بالانتخابات من جديد.. ألا يطالب نصر الله ومن معه بثلث معطل آخر، وفق مفهومه للديموقراطية، ولو تحت وطأة السلاح كما حدث بعد انقلاب السابع من أيار في بيروت، والذي انتهى بقمة الدوحة؟
الفخ الذي وقع فيه نصر الله هو أنه بات يكثر من خطبه وتصريحاته بمناسبة أو من دون، مثله مثل أيمن الظواهري، والنتيجة أنه أصبح يدين نفسه بنفسه، حيث إنه يتوقع بأن ما يقوله سيمر مرور الكرام بلا حسيب أو رقيب، وهذا ما يجب ألا يحدث!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق