21‏/07‏/2009

أيها اليهود الشرقيين السفرديم



تأملت كثيرا في صور الجرحى والمصابين من جنود اليهود في معارك غزة التي حاول الجيش الإسرائيلي غزوها وتدميرها على رؤؤوس أهلها الأبرياء فوجدت أكثرهم من أصول شرقية وأفريقية أو ما يسمونهم في التصنيف الإسرائيلي ( السفرديم ) وهم طبقة ينظر إليها نظرة أقل مكانة وشأنا من الطبقة القادمة من الدول الأوروبية أو ما يسمونهم ( أشكيناز )وهم أصحاب المراكز العليا في وظائف الدولة الصهيونية العنصرية بينما هي محرمة على السفرديم والغوييم

يتألم الإنسان أن يجد الدماء تغطي وجوه البشر مهما كانوا ومن أية ملة يعتنقون ، الذين يحاربون بلا هدف يصب في مصلحتهم الشخصية والإنسانية ، بدلا من أن تشرق البسمة التي حلموا بها ، عندما خدعهم من زين لهم الحياة في الدولة الصهيونية وجعلهم يهاجرون من بلادهم موطن آبائهم وأجدادهم حيث كانوا يعيشون في وئام وحسن جوار

أما أؤلائك الفلاشا الذين هجروا (بضم الهاء) بسرية تامة من مواطنهم في أفريقيا ، وما كانوا يعلمون أنهم من ملة ودين آخر حتى جاءهم الوسواس الخناس فربطهم باليهودية من نوع وضيع ( غوييم )ليشاركوا شعب إسرائيل رفاهية الإقتصاد المزدهر والحرية الكاملة ، فهل وجدوا ما سمعوا حقا وواقعا ؟

الفلاشا هم أقل سكان إسرائيل حرية وخيارا في سلم الحياة ، أعمالهم تتراوح بين المطاعم والمقاهي وحرس العمارات للرجال أما النساء فالبارات والحانات ودور البغاء للشابات يتمتع بهن أصحاب الشهوات ويستخدمن للترفيه عن الجنود في الصفوف المتقدمة من الجبهات المحيطة في جميع حدود إسرائيل ، فهل هذه هي الحياة الموعودة التي زينت لهم عندما سرقوهم سرا من دولهم الإفريقية تحت جنح الظلام وهربوا ( بضم الهاء) خلسة من السودان وإريتريا والحبشة ليجدوا حياة قاسية رحابها الجيش لقتال جيرانهم بلا سبب ، ويقتلون هم كذلك بلا سبب ، فهل هذه هي الحياة التي زينت لهم وحلموا بها ؟

إن المخدرات بأنواعها قد انتشرت في صفوف الشباب طفرا من حياة قاسية مريرة جعلت إسرائيل في مقدمة الدول التي تحوي العاهرات واستهلاك المخدرات ، ولا شك أن هذين العاملين الرئيسيين لإنتشار الأمراض المستعصية التي تهدد الحياة في الدولة الصهيونية

كم يتسرب من داخل إسرائيل تنهدات وحسرات على أيام خلت عندما كان اليهود يعيشون بين مواطنيهم من الدول العربية والإسلامية بأمن وسلام ، حتى خدعهم من ادعى أن إسرائيل هي موطن آبائهم وأجدادهم الأقدمون ،وهي الجنة الموعودة للعائدين لها ، وهذا هو عين ما يعارضه اليهود أنفسهم ويعترفون بأن أقامة دولة لليهود هو بداية هلاكهم ويتمسكون بما لديهم من أدلة من التوراة الحقيقية بأن قيام دولة إسرائيلية هو مخالف لأمر الله الذي كتب عليهم التشرد والتفرق في أنحاء المعمورة ، وأية دعوة لإقامة دولة يهودية هو نذير انتهائهم وتدميرهم ، لذا كم سمعنا من يهود المغرب العربي وإيران والعراق وسورية ومصر وغيرهم من مواطن اليهود ندمهم على هجرتهم التي ورطتهم بها أبواق الدعاية الإسرائيلية والغربية الكاذبة والمضللة وكم منهم يتمنى أن تتاح له الفرصة للعودة لبلده الأصلي وتعود حياته الهادئة كما كانت أيام زمان ويغفر له أهلها ذنبه عندما تركها وهاجر منها ؟

هل هناك من رأي صريح وسديد يرشد المخدوعين من سكان إسرائيل العنصرية ليحل للناقمين من سكانها أزمة بقائهم مغلولي الأيدي والرأي ، ومنهم من يعلم يقينا أن إسرائيل الحالية تقوم على ما تقدمه لها الدول الغربية وأمريكا من مساعدات ، فما هو الحال لو توقفت هذه المساعدات لأسباب عديدة يظهر منها في الجو الحالي السائد هذا الكساد الإقتصادي والأزمات المالية العالمية الخانقة التي تحيط بكل الدول مما يعني إمكانية توقف هذه المساعدات جزئيا أو كليا في المستقبل ، سيما وقد بدأت الجماهير الغاضبة تعبر عن استيائها من وقوف حكوماتهم مع المعتدي الإسرائيلي على غزة الصغيرة حجما وبشرا بلا سبب سوى فكر الحكام الصهاينة المريض بشهوة الدماء والقتل والدمار ، وسوف يكبر هذا التيار ويتعاظم مع مرور الوقت إذا قورن بالأزمات المالية التي تزيدها المساعدات لإسرائيل حجما وضراوة بدون موجب أو سبب

من طرف آخر وجود هذه الدولة الفاشية الإستعمارية خلقت في العالم العربي والإسلامي أنظمة طفيلية سادية ظالمة ديكتاتورية تبطش بالشعب بحجة وجود عدو يتربص بنا لإحتلالنا وتدمير أوطاننا ، ويدعون ( كاذبين ) أنهم يعدون العدة لتحرير فلسطين من أدرانهم ، ورفعوا شعارات كاذبة ( لا صوت يعلو فوق صوت المعركة ) فقعدوا فوق صدور الشعوب وسلبوها حريتها وانتهكوا كرامتها وملؤا السجون بالأبرياء وشردوا أهلها وتحكموا بالبلاد والعباد فكمموا الأفواه وقطعوا الرقاب وفتحوا أبواب الهجرة ليتخلصوا من أهل الرأي والفكر ، ولم يرى الشعب منهم إلا خيانة وتراجعا للخلف وتسليم العدو من الوطن قطعة بعد قطعة في اسلوب مفضوح وخيانة واضحة

هذا الظلم المزدوج من عدو لدود ، وحاكم أخرق حسود خائن جعلت الشعوب تتحين الفرصة السانحة لخوض معركة شاملة تتخلص فيها من الطرفين وإن غدا لناظره قريب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق