20‏/01‏/2010

الأسد اقترح سراً على تل أبيب عقد لقاءات منفردة في أوروبا


باراك رفض محاولة تركية جديدة لاستئناف الوساطة مع سورية

كشفت مصادر ديبلوماسية عربية في العاصمة التركية انقرة النقاب امس عن »فشل محاولة ملحة من وزير الخارجية التركي احمد داوود اوغلو مع وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك لاستئناف المفاوضات السورية- الاسرائيلية بوساطة تركية اذ أبلغ الوزير الاسرائيلي نظيره ان هناك راهناً قضايا اكثر الحاحاً من استئناف هذه المفاوضات, واننا لا نريد حيال ذلك تشتيت تركيزنا على تلك القضايا في أي اتجاه آخر«.
وقالت المصادر ل¯ »السياسة« في اتصال بها من لندن ان مرافقي باراك ابلغوا ديبلوماسيين اجانب في أنقرة »ان الولايات المتحدة لا تحبذ اجراء مفاوضات مع سورية خلال حملتها الجديدة لاعادة المفاوضات بين الاسرائيليين والفلسطينيين التي وصل الى تل ابيب مبعوث اوباما الى المنطقة جورج ميتشل من اجل العمل على استئنافها, لان تلك الادارة تعتقد ان اي مفاوضات جانبية »مع سورية او لبنان« قد تؤثر على المفاوضات الاساسية وبالتالي فانه لدى نضوج هذه المفاوضات بين رام الله وتل ابيب عندها يمكن التوسع نحو دمشق«.
وفيما اكدت صحيفة »هآرتس« الاسرائيلية هذه المعلومات بقولها ان »باراك ابلغ اوغلو الاحد الماضي ان مسألة استئناف المفاوضات مع سورية ليس حالياً على اجندة اسرائيل« نقلت المصادر الديبلوماسية العربية في أنقرة من جهات قريبة من الخارجية التركية قولها »يبدو ان دمشق مستعجلة جداً للعودة الى طاولة المفاوضات مع اسرائيل, الا ان لحكومة بنيامين نتانياهو على ما يبدو شروطاً ثلاثة لاستئنافها: اولها الا تكون هناك شروط سورية مسبقة, وثانيها الا تستأنف المفاوضات دون موافقة اميركية, وثالثها اقفال معابر تهريب السلاح الايراني الى »حزب الله« في لبنان بشكل حاسم ما قد يؤشر الى موقف سوري جديد من ايران«.
واعربت الجهات التركية عن اعتقادها ان »نظام بشار الاسد الذي جعله استشعاره بالتغييرات المقبلة على المنطقة بسبب البرنامج النووي الايراني يتوخى الحذر الشديد في خطواته باتجاه الانفتاح الستراتيجي على تركيا كبديل محتمل لشريكه الايراني, وباتجاه العودة المنضبطة الى الصف العربي الذي كان خرج منه اثر انسحابه من لبنان وهو يسعى الآن في سباق مع الوقت- لجلاء مصيره في المنطقة عن طريق محاولة التفاهم مع اسرائيل بأي وسيلة من الوسائل قبل ان تدهمه تلك التغييرات فلا يجد عندئذ لنفسه مكاناً محترماً في المنطقة يمكن من خلاله استعادة تأثيره على مجريات احداثها«.
وذكرت »هآرتس« ان الالحاح السوري على استئناف المفاوضات مع اسرائيل عبر تركيا »حمل الوزير اوغلو على القول لباراك: لدينا مونة كبيرة على سورية تمكننا من جلبها فوراً الى طاولة المفاوضات« الا ان وزير الدفاع الاسرائيلي لم يظهر حماساً لهذا الموضوع.
وذكرت الصحيفة ان اوغلو طالب باراك مجدداً بالسماح لتركيا بايصال مساعدات انسانية الى حركة حماس في قطاع غزة, وخصوصاً المنازل الجاهزة لمتضرري الحرب الاسرائيلية على القطاع الا ان الوزير الاسرائيلي اكد ان هذه المساعدات يمكن ان تصل الى غزة متى رفعت اسرائيل الحصار الشامل عنها الذي يمنع اي جهة في العالم الوصول اليها الآن.وتوقعت المصادر الديبلوماسية العربية ل¯ »السياسة« ان تكون زيارة باراك الى تركيا التي خففت كثيراً من حدة التصعيد بين البلدين الناجم عن اهانة السفير التركي في وزارة الخارجية الاسرائيلية في القدس, فتحت الطريق امام زيارة محتملة للرئيس التركي عبدالله غول ووزير خارجيته داود اوغلو الى اسرائيل قريباً, خصوصاً بعدما اعلنت أنقرة الاسبوع الماضي استمرارها في اتفاق تزويدها بعدد من طائرات المراقبة الاسرائيلية من دون طيار في اعقاب اعتذار مستشار وزير الخارجية عن استقباله المهين للسفير التركي.
وكشفت المصادر الديبلوماسية العربية في تركيا النقاب عن ان السوريين يحاولون منذ ايلول »سبتمبر« الماضي فتح كوة في المفاوضات المتجمدة مع اسرائيل عبر خطين احدهما فرنسي والاخر قطري, الا ان محاولاتهم هذه لم تنجح ما حولهم- حسب معلومات اوروبية- باتجاه عرض لقاءات سورية- اسرائيلية منفردة لمسؤولين في البلدين في احدى العواصم الاوروبية, الا ان نتانياهو الملتزم بدقة بوعوده لباراك اوباما رفض مثل هذه اللقاءات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق