21‏/06‏/2010

الصمت القاتل والكلام القاتل على الساحة العربيه


كلمتان متضادتان في المفهوم البشري يتلون بهما كل إنسان , من نوع الموقف الذي يكون فيه يحدده التصرف السكوت أو الكلام .

في وطننا العربي والإسلامي يبدو أن الموقف الواقع عليه الوطن لايهم الكلام فيه او السكوت لأن الأمر لايعني أحدا ,وطابع القول في النفس دائما الرأس سليمة ولا يهم بعدها .

مقارنة بسيطة في تضاد الكلمتين والتي أدت إلى نفس النتيجه .عندما قامت إسرائيل في عدوانها على مصر وسوريه والأردن سنة ال67 سكت جمال عبد الناصر ثلاثة أيام ليخرج من مكتبه ليجد الحل .

في سوريه نطق وزير الدفاع وقتها في بيانه المشهور لسحب الجيش من الجولان وتسليمه إلى إسرائيل .فبالصمت ذهبت سيناء و25الف جندي مصري استشهدوا بدون حرب ناتجة عن الصمت وهناك بالكلام خسرنا الجولان .

وبعدها ويستمر مسلسل الصمت القاتل والكلام القاتل أيلول الأسود في الأردن ثلاثين ألف فلسطيني الحرب الأهلية اللبنانيه , جرائم تل الزعتر ونهر البارد والذبح يرافقه سياسة الصمت . والكلام القوي للجزار.

أحداث وقعت في سوريه الذبح فيها على الهوية الصمت المطبق وكأن الأحداث تجري في غابة بين مجموعة من الوحوش ليس للإنسان فيها علاقة أبدا .

معركة تدمير مدينة حماه لم تذكر في الإعلام إل بعد ثلاثة أيام لتؤخذ التأشيرة وقتها من السيد سفير أمريكا في سوريه ليقول تجري أحداث خطيرة في سوريه .؟ والعرب في صمت والكل يعرف أن تلك الواقعة التي كانت تجري في سورية واقعة طائفية بحتة. لتمهد إلى الوضع الطائفي الكامن والعلني في وطننا العربي ويكون التسلل الفارسي إلى المنطقه .

ويخرج ذلك البطل المفدى بعد ان قدم الخدمة الكبيرة في وقفته ضد التغلغل الفارسي بكلام متجبر ليس فيه هدف يذكر أن يحتل الكويت ليعلن على الملأ (اتق شر من أحسنت إليه) .ليجعل من ذلك الحدث في المثل القائل (القشة التي قصمت ظهر البعير) .ليجعل من نفسه عدو الكل ويكون وجوده أخطر من أي عدو وحتى إسرائيل .وزاد السكوت وزاد الكلام فريق كلامه منصب على إسقاط العراق وسكوت مطبق على البعض ليتحقق الهدف القاتل وتقتل العراق بكل مافيها لتسلم إلى ذلك الكلب المسعور عبد العزيز الحكيم والذي ماترك وسيلة من وسائل الإجرام إلا واتبعها مع العراقيين . ويطل علينا الرئيس برسالة تعزية لهذا المجرم يوم انتحاره .

مايجري في العراق وسياسة الصمت الكافر المتبعة من الدول العربية .يمزق النفس والعقل ويبكي الطفل الرضيع لهول الموقف والمخطط القادم لتدمير كل شيء في وطننا .

هل أن الوعي العربي آخذ في التراجع إلى هذا الحد ؟ أليس عندهم بقايا من ذكرى مفادها حرب السويس ووقوف الأمة كلها مع مصر .حرب التحرير في الجزائر والمساندة الحقيقية لها من الكل حتى حرب ال48لم يقفوا مكتوفي الأيدي وقدموا ماستطاعوا ولم يصمتوا .

وكأن الذي يجري في العراق لايهم إلا إيران وسوريه ليصلا إلى الدولة الشيعية الكبرى وفي مقابلها الصمت. قلوبنا مع المقاومة وسيوفنا في مقرها لن تخرج أبدا.

صمت الفكرون الإسلامييون أمام الأخطار الطائفية التي يتم تقويتها في الدول العربي وتوطيدها .وهتف العلمانيون بالصوت العالي ضد الكل ,انت علماني أنت تقف مع من ضاعوا ولا ندري في أي موقف هم .حتى القومييون ومفكريهم قالوا ونطقوا أن عدو الكل هم الإسلاميون .وأحب أن ألفت انتباه العلمانيين إلى أقوال بعض مفكريهم .ففي خطبة لميخائيل نعيمه جاء فيها(ياأبناء بلدي إنكم تفاخرون كل المفاخرة في بلادكم فتدعونها ((مهد الأنبياء)) فما نفعكم من هذا المهد وقد أصبح اليوم عشا طار منه فراخه ؟ مانفعكم من أنبيائكم مالم يشع نورهم في قلوبكم ؟ أراكم دفنتموهم في بطون الكتب وظلمات المعابد .؟ وياليتكم دفنتموهم في أرواحكم..ياأبناء بلادي لايبهركم برق يلمع في عيون المدينة الغربية إنه لبرق خلب ,ولا يهولنكم رعد يزمجر في صدرها ,إنه لحشجرة الموت .ولا يحزنونكم أن لاعلم لكم يخفق في مقدمة أعلام الأمم . .فإنني لست أرى بين تلك الأعلام ولا علما لاأثر فيه للدم والإغتصاب والتهويل والإرهاب .

ولم يخلو منهج المفكران ميشيل عفلق وقسطنطين زريق من الحض على ارتباط العروبة بالإسلام في الماضي والحاضر .

وكأن واقع الحال بنا وأصبحنا صمت دهرا ونطق كفرا . وليس مما تعلمناه الحكمة في القول أو النطق أو السكوت يكون )كلمة حق يراد بها حق وسكوت يكون ماذا بعد ليخرج من الصمت) .

فمتى نخرج من هذا الصمت القاتل ؟ ومتى نخرج من الكلام الكافر؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق