31‏/05‏/2010

إدارة أوباما تحدد «3 خطوط حمر» للحكومة السورية فيما يخص لبنان


قالت مصادر غربية مطلعة ان ادارة اوباما ترفض بحزم اي تهديد سوري لسيادة لبنان واي ممارسات سلبية خطرة ضده، كونها تعي بأن لبنان ليس قادرا على ان يواجه وحده ضغوط دمشق وطهران وحلفائهما عليه لضمه فعلا وعمليا الى المحور السوري – الايراني وتحويله الى ساحة مفتوحة للمواجهة مع اسرائيل بما يخدم مصالح هذا المحور.
وذكرت المصادر في حديث خاص لـ «الوطن» ان واشنطن حددت ثلاثة خطوط حمر للنظام السوري فيما يخص لبنان وهي اولا: رفض اخضاعه مجددا لاي نوع من الوصاية او الهيمنة السورية تحت اي ذريعة من الذرائع، وثانيا:رفض تواصل نقل وارسال اسلحة وصواريخ ايرانية الى حزب الله لان ذلك ينتهك القرار 1701 ويشكل تهديدا للسلم الاهلي ويفتح الباب اما اندلاع حرب جديدة مع اسرائيل، وثالثا: عدم التخلي او التضحية بالمحكمة الدولية الخاصة بلبنان».
وتشير المصادر الى ان ادارة اوباما لا تخفي انزعاجها من التباطؤ السوري في اقامة علاقات طبيعية بلبنان، مشددة على ان تردد الاسد في اتخاذ الخطوات اللازمة بهذا الاتجاه يعكس رغبته في الضغط على اللبنانيين لانتزاع تنازلات يصعب جدا على النظام اللبناني ان يتقبلها.

المحور السوري – الايراني

ورأت المصادر ان التهديد الاكبر الذي يواجه لبنان مصدره المحور السوري – الايراني الذي يزود حزب الله والمنظمات الفلسطينية المتشددة بأسلحة ذات طابع استراتيجي تشكل خطرا على اسرائيل وامنها ومدنها ومنشآتها اكبر من الخطر الذي شكلته صواريخ حزب الله في حرب العام 2006.
ووفقا لما ذكرته المصادر نفسها فان الادارة الأمريكية لا تخفي امتعاضها من اسرائيل التي لم تفعل شيئا لتسهيل اعادة ما تبقى من اراض محتلة الى اللبنانيين عن طريق الامم المتحدة».
وشددت المصادر على تمسك ادارة اوباما بالمحكمة الدولية الخاصة بمحاكمة قتلة الحريري ورفاقه وتأمين كل الدعم اللازم لها كي تواصل عملها وانجاز مهماتها حتى النهاية، وتعتبرها «مسؤولية دولية وليست مسؤولية أمريكية» وبالتالي فان مجلس الامن هو الذي يشرف على عملها وتتعامل معها من منطلق انها تجهل تماما ما لدى لجنة التحقيق الدولية من ادلة ومعلومات عن الجهة المسؤولة عن اغتيال الحريري ورفاقه وانها مستعدة لتقبل اي قرار يصدره المدعي العام الدولي بغض النظر عن مضمونه «موضحة ان ادارة اوباما ترفض عقد اي صفقة مع اي دولة او جهة تسعى لتعطيل عمل المحكمة او شل قدرتها على كشف الحقيقة، وهي ستطالب بتسليم المتهمين بالتورط في جرائم الاغتيال السياسي لمحاسبتهم سواء اكانوا سوريين ام لبنانيين مرتبطين بدمشق ام كانوا ينتمون الى اي جهة اخرى».
واعتبرت المصادر ان القضية الاهم الآن هي منع المواجهة العسكرية بين اسرائيل ولبنان والتي ستتحول الى حرب اقليمية، كاشفة عن ان هذه المسألة في مركز المحادثات الأمريكية – اللبنانية والأمريكية – السورية حيث يتداوله الطرف الأمريكي بصراحة تامة.

19‏/05‏/2010

جهلنا وبعدنا عن ديننا : سبب وصول العلويين الى الحكم في سوريا (( السنه )) .


بسم الله الرحمن الرحيم
إخوتي في الله والعقيدة : هذا موضوع طويل جداً ويحتاج إلى وقفات ، لذلك سأفرد لكل وقفة مقالاً خاصاً ومستقلاً إن شاء الله تعالى : وإليكم الوقفة الأولى .
الوقفة الأولى : كيفية وصول العلويين إلى الحكم في سوريا رغم قلة نسبتهم في البلاد ؟
اعلموا يا إخوتي أنه ما من مسلم إلا ويعلم أن أهل السنة في سوريا يمثلون 80% من سكان البلاد ، والباقي من طوائف وأديان متفرقة ، وأن العلويين (النصيريين ) الرافضة يمثلون 8% فقط من نسبة السكان ،
وأن العلويين يحكمون سوريا بالحديد والنار ، ورب سائل يسأل كيف يحكم القلة العلويون سوريا ذات الأغلبية السنية ، ويفعلون بهم ما يفعلون ؟ أين أهل السنة ، لماذا لا ينقضون على هؤلاء ؟
وللجواب نقول :
أولاً : فعل العلويون في سوريا كما فعل اليهود بأمريكا فحكموها ، أي استخدم العلويون نفس الأسلوب الذي استخدمه اليهود في سائر بقاع الأرض أي بكل أساليب الخبث والدهاء والمكر.

ثانياً : وصل العلويون إلى الحكم بسبب غفلة أهل السنة ، فأهل العاصمة دمشق وبكل أسف انشغلوا بالتجارة والجري وراء متاع الدنيا ، وأهل البلاد الأخرى كانوا على درجة عالية من الغباء والجهل بسبب الفراغ الفكري والديني والثقافي ، وأرى بقاياه حتى هذا اليوم وهم في ذلك لا يقلون عن سائر البلاد العربية ، فبكل أسف الأغلبية الساحقة من أهل السنة يجهل حقيقة الرافضة وطوائفها كالاسماعيلية والنصيرية والدروز وغيرهم ، وهذه مصيبة كبرى ، والله المستعان .

ثالثاً : تأثر البلاد السورية وغيرها ببدع التصوف ، فوالله الذي لا إله إلا هو لولا أن أهل السنة في سوريا غارقين في خرافات التصوف لما أمكن هؤلاء العلويون الخبثاء أن يصلوا للحكم ،
وهذا خازوق آخر من خوازيق التصوف ، أرأيتم يا صوفية فوائد تصوفكم .

رابعاً : عزف العلويون على وتر القومية العربية وجاؤوا باسم حزب البعث العربي الاشتراكي ، فخدعوا الناس باسم القومية ، وكان الناس بكل أسف قليلي الدين كثيري التأثر القومية، والعلمانية فعصر الستينات كان عصراً قومياً علمانياً بغيضاً سيئاً ، ضاعت فيه معظم الدول العربية وارتمت في أحضان الدكتاتوريين والقمعيين والانتهازيين ، الذين خدعوا شعوبهم بالشعارات القومية البراقة وبتحرير فلسطين ، وبعدما هتفت هذه الشعوب الساذجة لهذه الثورات المزعومة وسارت خلفها وهي ترجو تحرير فلسطين ، وإشباع حاجياتها ، وتحقيق التنمية والاستقرار والرخاء الاقتصادي ، لكنها بعد مسيرة أربعين سنة أو أكثر أصيبت بخيبة أمل ، وندمت على وقوفها وهتافاتها بحياة هذه الأنظمة الثورية والتي منها ثورة (حافظ الأسد) أسأل الله أن يحفظه في تابوت واحد مع فرعون وهامان وقارون وأبي بن خلف ، إنه سميع مجيب وبالإجابة جدير .

كما ندمت الشعوب على جريانها وراء هذه الأنظمة ، وتصديقها لهذه الشعارات ، وندمت على براءتها من الأنظمة السابقة ، بل ترحمت على أيامها ، على حد قول الشاعر :
عتبت على عمروٍ فلما تركته وجربت أقواماً بكيت على عمرو
وتمنت هذه الشعوب المسكينة أن تعود إلى ما كانت عليه ، كما قال الشاعر :
وكان رجائي أن أعود ممتعاً فصار رجائي أو أعود مسلما

وما إن وصل العلويون إلى سدة الحكم بفضل القومية الموهومة والمكذوبة وغفلة أهل السنة في سوريا ، حتى تمكنوا من السيطرة على الجيش والمخابرات وكل أصناف القوة ومراكز النفوذ ، وقاموا بتصفية كل من يقف أمامهم ، واعتقلوا كل من يظنون أنه سيشكل خطراً على مستقبل دولتهم ، كما قاموا بقتل و تسريح معظم ضباط الجيش السنة .
وبعدما تمكنهم من السيطرة على مراكز القوة والنفوذ فعلوا الأفاعيل والجرائم بحق أهل السنة ، ولن نخوض في تبيان جرائم العلويين في سوريا فليس هذا مجالنا ، وإن كنت سأفرد لذلك مواضيع خاصة بها ـ إن شاء الله تعالى ،
إلى اللقاء مع الوقفة الثانية ، وهي بعنوان : ماذا يجري في قطاعات الجيش السوري من محاربة للدين الإسلامي الحنيف .

الخيار الأنجع الذي تخلت عنه المعارضه السوريه .

الحمد لله وحده، والصلاةُ والسلام على من لا نبي بعده، وبعد.
مهما تكلمت عن ديكتاتورية، وإجرام، وفساد، وطائفيَّة النظام السوري .. فلن أضيف جديداً .. ولا أظنني أجد مخالفاً في ذلك .. ونظام هكذا هي صفاته ـ بالنقل والعقل ـ لا تُجدي معه الكلمة .. ولا الحلول السلمية .. ولا صناديق الاقتراع التي يحلم بها الديمقراطيون!
المعارضة السورية ـ وأعني بها المعارضة الإسلامية، والتي أساسها العقدي هو الانتماء إلى الإسلام، وإلى حضارة الإسلام، بكل أطيافها وتوجهاتها، المتواجدة حالياً ـ قد ارتكبت خطأ فادحاً .. كان السبب الرئيسي والأساس في إطالة أمد النظام النصيري الحاكم في سورية إلى هذه الأيام .. وإطالة أمد معاناة الشعب السوري المسلم إلى هذه الساعة .. هذا الخطأ يتلخص في نقطتين:
أولهما: أنهم جرَّموا المجاهدين، وطليعتهم المقاتلة ـ التي قادها البطل المجاهد مروان حديد رحمه الله ـ وتبرؤوا منهم ومن أفعالهم .. وشهدائهم .. وجرّموا العمل العسكري المسلح ضد النظام الحاكم .. وحرَموا الشعب السوري من حقه في الجهاد ومقاومة الظلم والطغيان والدفاع عن النفس .. وقالوا لهم ـ بلسان الحال والمقال ـ اصبروا على سكاكين وسياط جلادي البعث النصيري .. فمهما قتلوا منكم .. وسجنوا .. واعتدوا على دينكم وحرماتكم .. فليس لكم الحق في أن تقاتلوا هذا النظام المخابراتي دفاعاً عن النفس، والدين، والعِرض، والأرض .. أنتم أيها الشعب السوري معارضة سلمية .. ولا يجوز أن تكونوا إلا كذلك .. حتى ولو لم يسمح لكم النظام بالمعارضة السلمية .. فكانوا سبباً فيما أصاب هذا الشعب الأسير من ذلٍّ وهوان!
ثانياً: أن المعارضة ذاتها قد استثنت من خياراتها .. خيار اللجوء إلى القوة، والعمل العسكري .. فهي جرَّمت هذا الخيار على نفسها وعلى غيرها .. واكتفت بالمعارضة السلمية السلبية .. والتي لا تتعدى أسلوب إصدار بعض البيانات الضعيفة ـ بيانات شجب واستنكار، وعلى استحياء من استخدام ما يستحقه النظام من إطلاقات وأوصاف وأحكام ـ التي لا تصل إلى مسامع النظام .. فضلاً عن أن تصل إلى مسامع الشعب السوري .. وغيره من الشعوب .. وإحداث بعض التحالفات الهزيلة ـ فيما بين الفرقاء المتناقضة فيما بينها في كل شيء ـ والتي سرعان ما تنفض وتنتهي إلى فرقة أشد وأسوأ مما كانت عليه قبل التحالف .. وذلك أنهم لم يراعوا فيها حدَّ الله تعالى، وحكمه .. ولم يتقوا الله.
فقد مضى عليهم وعلى أسلوبهم هذا الآنف الذكر .. أكثر من ثلاثين عاماً .. فماذا حصل .. وماذا كانت النتيجة؟
النظام النصيري البعثي الحاكم قد تضخَّم وتوسع في جميع الاتجاهات .. في اتجاه تثبيت حكمه ونظامه وملك طائفته .. وفي اتجاه الفساد في الأرض .. وفي اتجاه ظلم واستعباد الشعب السوري المغلوب على أمره .. والمتواطأ على إرادته وخياراته المشروعة .. وفي اتجاه تسليم سورية أرضاً وشعباً وثقافة لقمة سائغة للصفويين الإيرانيين .. والشيعة الروافض .. حتى أصبح النقد الخفي للإيرانيين الصفويين .. والشيعة الروافض .. جريمة يُؤخذ عليها بالنواصي والأقدام!
بينما المعارضة السورية .. فهذه السنين العجاف ـ لمنهجها الآنف الذكر ـ قد زادتها ضعفاً .. وتفرقاً .. وهواناً .. وتيهاً في الأرض .. أشد من تيهان بني إسرائيل من قبل، لما عصوا أمر ربهم في قتال عدوهم، فقال الله تعالى لهم:) قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ (المائدة:26.
وقال تعالى:) إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئاً وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (التوبة:39.
وفي الحديث، فقد صحَّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" إذا تبايعتم بالعينة ـ نوع من المعاملات الربوية ـ وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد، سلَّط اللهُ عليكم ذلاً لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم "[[1]]. أي حتى ترجعوا إلى جهادكم. وقال صلى الله عليه وسلم :" ما تركَ قومٌ الجهادَ إلا عمَّهم الله بالعذاب "[[2]]. وأي ذل .. وأي عذاب أعم مما أصاب المعارضة السورية؟!
فإن قيل: ما هو الحل ..وكيف ترون توجيه القضيَّة .. والخروج من هذا الحال الذي نحن فيه؟
أقول: المعارضة السورية بين خيارين لا ثالث لهما:
أولهما:أن تُقنِع أمريكا، ومن ورائها المجتمع الدولي .. أنها خير لهم ولمصالحهم ولسياساتهم في المنطقة من النظام الحاكم .. عسى بعد ذلك أن تحظى ـ من المجتمع الدولي ـ بنوع دعم يُساعد على إسقاط النظام .. لكن هذا الخيار مُكلف جداً على المعارضة وعلى الشعب السوري سواء .. من جهة البعد الديني .. والثقافي .. والأخلاقي .. ومن جهة مصلحة سورية، وشعب سورية .. ومن جهة حرية واستقلال مستقبل سورية .. لذا فإن هذا الخيار لا ننصح به مطلقاً .. ولا نرى مشكلة سورية تُحَل من خلال هذا الطريق .. بل هو سيُفاقم الأمور تأزماً وسوءاً .. رغم أن البعض يسير فيه .. وهؤلاء لن يجنوا إلا الشوك والعلقم .. ولا يلومنّ إلا أنفسهم!
ويُقال كذلك: أن المعارضة مهما أبدت من مرونة وتنازلات لكسب ود ومرضاة أمريكا والمجتمع الدولي .. فالنظام الحاكم على استعداد أن يُبدي عن تنازلات أكثر لأمريكا وللمجتمع الدولي .. وبالتالي فإن المعارضة ـ مهما جدّت في الخطا والتنازلات ـ لن تستطيع أن تسبق النظام الحاكم إلى أحضان ومرضاة أمريكا ودول الغرب .. وحينئذٍ سيحصل الابتزاز إلى ذروته من قبل أمريكا وحلفائها للنظام وللمعارضة سواء .. لترى أيهما يُقدم ويتنازل لها أكثر!
ثانياً: أن تتوكل على الله تعالى .. بعد أن تأخذ بجميع الأسباب الممكنة والمشروعة التي تُعين على تحقيق التغيير المنشود .. والتي منها ومن أهمها وأعظمها اعتماد خيار القوة والجهاد في سبيل الله، وإطلاق يد الشعب السوري المسلم ـ المكبلة بأغلال الحلول السلمية الاستسلامية ـ لكي يدافع عن نفسه ودينه وحرماته .. ضد هذا النظام الغاشم الذي اجتمعت فيه جميع خصال الكفر والزندقة والفساد والإجرام .. وتعزيز هذا التوجه لديه[[3]].
وهذا من لوازمه أن يُعاد للصراع ـ بصدق وإخلاص ـ بعده العقائدي .. وأن تُعاد تعبئة الشعب السوري من جديد تعبئة دينية إيمانية، فالشعب السوري المسلم .. لا يمكن أن ينهض للتضحية والفداء .. والقتال .. والتحرر من الأغلال ـ وحق له أن لا ينهض ـ إلا عندما يكون العمل خالصاً لوجه الله تعالى .. ويكون الجهاد جهاداً خالصاً في سبيل الله، ومن أجل إعلاء كلمة الله.
في مطلع السبعينيات .. وحتى الثمانينات .. لما كان العمل ـ في سورية ـ خالصاً لله .. وقد أخذ بعده الديني والعقائدي .. انتفض الشعب السوري المسلم برمته .. وقاتل .. وضحى بنفس سخية أبيَّة .. ولما خانته قيادات المعارَضة .. ولما تعد تواكب طموحاته وتطلعاته .. وتنكبت عن مطالبه، وعن خيار الجهاد في سبيل الله .. ونشدت حلولاً لا تزيد الطغاة إلا قوة وتمكيناً .. هدأ الشعب السوري .. وسكن ـ وكثير منه أصيب بإحباط وخيبة أمل ـ فأمسك عن التضحية .. والعطاء .. وحق له أن يُمسك .. ولم يعد يلتفت لنداء .. فهو أعز من أن يُقاتِل أو يُقتَل في غير سبيل الله .. أو أن يكون مطية وأضحية لباطلٍ .. ومن أجل استبدال باطل بباطل .. وطاغية بطاغية .. أو استبدال طاغية بمن كان نائباً للطاغية!
هكذا أرى الحل .. وهكذا أرى توجيه القضية .. وهكذا أرى السبيل للخروج مما نحن فيه .. ولا مناص لكم ـ إن أردتم النجاة والتغيير ـ من أن تسلكوا هذا الطريق .. وإن بدت وعورته وشدته في بعض منعطفاته.
فستقولون: لكن هذا الخيار خيار صعب .. ومُكلِف .. وقد يُوصمنا في المجتمعات الدولية والعربية بالإرهابيين، والمتطرفين .. ونحن لا نحب ولا نريد أن نوصَف بذلك!
أقول: يُجاب عن هذا التساؤل والاعتراض من أوجه:
منها: أن الأصعب من هذا الخيار، والأكثر منه كلفة .. أن تتنكبوا هذا الطريق .. وتنشدوا طرقاً استسلامية ما أنزل الله بها من سلطان .. ثم هي لا تقدم ولا تؤخّر .. ولا تزيد الطاغية إلا طغياناً وظلماً وكفراً!
ها أنتم تنكبتم هذا الطريق .. وجرّمتموه .. وجرَّمتم أهله وأصحابه .. فماذا كانت النتيجة .. فأين كنا وأين أصبحنا .. وماذا بقي من شيء عزيز لم تخسروه .. وتقدموه ـ بنفس طيعة ذليلة ـ قرباناً للطاغوت .. والطاغوت قد توسّعت شهيته .. فلم تعد تقف مطالبه وابتزازاته عند حد.
ما هو الذي ستخسرونه في حال سرتم في طريق الجهاد في سبيل الله .. لم تخسروه ـ وأضعافه ـ الآن؟!
ومنها: أن خيار السير في طريق الجهاد في سبيل الله .. كيفما جاءت نتائجه .. فهو خير وبركة ونصر .. فإن تحقق التغيير والفتح .. فهو نصر .. ونحمد الله تعالى على ذلك .. وإن كانت الأخرى؛ أي الشهادة .. فهو أيضاً نصر .. وفوز .. كما قال تعالى:) وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (آل عمران:169.
فضريبة الجهاد والعزة والكرامة .. مهما تعاظمت فهي أقل بكثير من ضريبة الذل والاستكانة، والركون إلى الظالمين .. والواقع المشاهد والمعايش ينطق بكل ذلك.
ومنها:أن هذا الخيار؛ هو الخيار الذي ارتضاه الله تعالى لنا، وارتضاه لنا رسوله صلى الله عليه وسلم .. كما قال تعالى:) وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيّاً وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيراً (النساء:75. أم أنكم تشكون أن سورية اليوم لها حكم ) الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا (؟!
وقال تعالى:) أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (الحج:39.
وفي الحديث فقد صح عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه قال:" مَن قُتِل دون ـ أي دفاعاً عن ـ مالِه فهو شهيد، ومن قُتِل دون دمه فهو شهيد، ومن قُتِلَ دون دينه فهو شهيد، ومن قُتِل دون أهلِه فهو شهيد "[[4]]. وقال صلى الله عليه وسلم :" مَن قُتِل دون مظلمته فهو شهيد "[[5]]. هذا هو توجيه الله تعالى .. وتوجيه رسوله صلى الله عليه وسلم لكم .. فماذا أنتم فاعلون؟!
ومنها: هو خيار يوجبه الواقع المعايش .. فالنظام النصيري البعثي الحاكم .. يمارس قمة الإرهاب .. وقمة البطش والتنكيل .. ضد الشعب السوري .. فهو قد افترش أمام كل بيت من بيوت السوريين دبابة ومدفعاً .. وشِلة من المخابرات والجواسيس الساقطين .. ليحصوا على الناس كلماتهم وأنفاسهم .. نظام هذه بعض أوصافه .. أترون تنفع معه صناديق الاقتراع .. والحلول السلمية الوردية؟!
الطاغوت يسخر منكم .. ويضحك حتى القهقهة .. عندما تحصرون معارضتكم له بالوسائل السلمية، ومجرد التنادي إلى صناديق الاقتراعات!
هذا نظام ـ بالنقل والعقل، والواقع المعايش ـ لا ينفع معه إلا الحديد .. كما قال تعالى:) لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (الحديد:25. فالانتصار للحق .. وللمظلوم من الظالم .. وللشعوب المهضومة حقوقها .. من طغاة الحكم والكفر .. لا يتم ولا يكتمل إلا بالكتاب، والحديدِ معاً .. والذي يقول غير ذلك .. وينتهج غير هذا النهج الرباني .. فقد تنكب طريق الهداية .. وطريق الأنبياء والرسل صلوات الله تعالى عليهم .. ثم بعد ذلك لو جاءت النتائج على رأسه فلا يلومن إلا نفسه.
ومنها: أن حق الشعوب في الدفاع عن نفسها إذا ما تعرضت لاعتداء ـ سواء كان مصدر هذا الاعتداء خارجي أم داخلي ـ قد نصت عليه جميع قوانين الأرض .. بما في ذلك قوانين المجتمع الدولي .. وأممه المتحدة .. وبالتالي لا داعي للتذرع بالخوف من المجتمع الدولي بأن يرميكم بالعنف والإرهاب .. فالشعوب التي تتعرض لاعتداء واستئصال في جميع مقومات حياتها ووجودها من حقها أن تدافع عن نفسها وحقوقها وحرماتها .. ووجودها .. ولا مأخذ عليها من أحدٍ في ذلك.
وإنه لمن علامات هزيمة الشعوب .. وانتصار الطغاة الظالمين على شعوبهم عندما يقدر الطغاة على إقناع الرأي العام بأن بطشهم وقتلهم .. وإرهابهم .. وعنفهم .. وجرائمهم .. ضد الشعوب .. حق مشروع .. بينما دفاع الشعوب عن نفسها،ومصالحها، وحقوقها .. إرهاب مستهجن ومرفوض!
أترون لو أن دولة من الدول الأوربية المعاصرة قد ابتليت بحاكم كطاغية سورية .. وبنظامٍ كنظامه .. أن شعوب هذه الدولة ستكتفي بمعارضته معارضة سلمية .. وعن طريق صناديق الاقتراع .. أم أنها سيكون لها شأن آخر معه؟!
أقول: إذاً أفسحوا الطريق لغيركم .. لا تقفوا عقبة كأداء أمام هذا الخيار .. إذا ما أراد الشعب السوري أن يشق طريقه نحوه .. لا تُجرِّموا هذا الخيار .. ومن يرتضي لنفسه هذا الخيار .. لا تقدسوا الخيارات المضادة لهذا الخيار .. فتجعلوا منها ذاك العجل المقدّس الذي عكف على عبادته بنو إسرائيل دهراً من أعمارهم .. فإذا كنتم لا تستطيعون أن تنطقوا بالحق .. فلا تنطقوا بالباطل .. اصمتوا .. ألا تستطيعون أن تصمتوا .. دعوا الشعب السوري يتحرر من قيود وأغلال حلولكم الديمقراطية السلمية الوردية الوهمية .. دعوا الشعب السوري يفرز قياداته الميدانية المجاهدة من الداخل .. قولوا للناس صراحة: هذا هو الطريق .. لا منجاة لكم إلا من خلاله .. ونحن أضعف من أن نسلكه .. ونتحمل تبعاته .. قولوا ذلك مجرد قول .. لعلكم تُعذَرون عند الله تعالى .. وعند الشعب السوري الذي انتظركم دهراً .. ولم يجد منكم خيراً.
اللهم إني قد بلَّغت، اللهم فاشهد.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
وصلى الله على محمد النبي الأمي، وعلى آله وصحبه وسلم



ـ تنبيه:هذا المقال وإن كان المعني منه بالدرجة الأولى المعارضة السورية .. إلا أنني أعني منه كذلك المعارضات العربية الأخرى التي تعيش واقعاً، وظروفاً مشابهة للمعارضة السورية .. وتعيش في ظل نظام ديكتاتوري طاغٍ مشابه للنظام السوري الحاكم.


==================

[1] أخرجه أبو داود، وغيره، السلسلة الصحيحة:11.

[2]
أخرجه الطبراني، السلسلة الصحيحة: 2663.

[3]
خيانة لله ولرسوله، وللمؤمنين .. عندما نحض الشعب السوري المسلم على الجهاد والانتفاضة ضد النظام الطاغي الحاكم .. ثم إن فعل .. نقوم بتجريم مجاهديه وشهدائه وأبطاله .. لكونهم استخدموا القوة والعنف .. ونتنصل منهم ومن جهادهم .. وشهدائهم .. كما فعل ذلك البعض!

[4]
أخرجه أحمد وغيره، صحيح الجامع: 6445.

[5]
أخرجه النسائي وغيره، صحيح الجامع: 6447.

هل سيترك النظام النصيري حكم سوريا ...؟؟


اللهم اضرب الظالمين بالظالمين واظهر اخواننا الموحدين فى سوريا منهم سالمين ..
الانظمه الحاكمه الدكتاتوريه فى كثير من البلاد العربيه هى من تقدم الفرصه على طبق من ذهب لاعداء الاسلام والمسلمين لاحتلال بلاد المسلمين وما ذاك الا بسب خياناتهم وظلمهم لعباد الله و طغيانهم وجبروتهم ضد شعوبهم فهم لايهتمون الا بمصالحم وما يخدمهم ولوكان على حساب قتل كل الشعب وتشريده وابادته...!!

فهذه الانظمه حكمت بالحديد والنار والظلم والقمع واهدرت كرامةالانسان المسلم من خلال الاعتقال والقتل والتشريد والسجن ..وهذا ماقام به النظام البعثى الصدامى سابقا وهو ماقام به النظام النصيرى الحاكم فى سوريا لاكثر من 40سنه وهو جاثم على صدر المسلمين يذيقهم اصناف العذاب والظلم..
لكن لكل ضالم نهايه والله يمهل ولايهمل ودولة الظم ساعه ودلةالحق لقيام الساعه..

فهذه الانظمه ينطبق عليها قوله تعالى..

وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204)

وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ (205)

وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ (206

لذا اننا نبتهل الى المولى سبحانه ان يحفظ اخواننا المسلمين فى سوريا وان يكفيهم شر النصارى الحاقدين واليهود الغاصبين والنصيريين الخائنين الظالمين,,
فالحكم فى سوريا لايهمه الا المحافظه على كرس الحكم ياى طريقه ووسيله كانت... وكما قال قبل ايام فى الصحف صهر الرئيس السورى اصف شكت عندما ورد اسمه فى المشتبه بهم فى قتل الحريرى هو وشقيق الرئس ماهر الاسد انه مستعدان يحرق دمشق ولايسلم نفسه..!!و
فى نفس السياق اجتمع وجهاء الطائفه العلويه النصيريه مع الرئيس لحثه على تسليم اخيه وصهره فى سبيل المحافظه على الحكم لطائفتهم..!!
هذه الطائفه ا المجرمه الحاكمه فى سوريا من النصريين الحاقدين على الاسلام والمسلمين هم اقليه ومع ذلك يحكمون اهل السنه فى سوريا للاسف لاكثر من 40 عاما قاموا خلالها بالتنكيل باهل السنه وجرائمهم لاتعد ولاتحصى ..

وهنا ذكر لبعض

المجازر التى ارتكبها النظام السوري ضد ابناء شعبة

إن مجزرة (تدمر) الكبرى التي نفذها رفعت أسد بتاريخ 27/6/1980؛ ليست المجزرة الأولى والأخيرة في سورية، فمنذ أن استولى حافظ أسد على السلطة عام 1970 بالأحكام العرفية وبالحديد والنار، حتى أصبحت المجازر الجماعية أو إبادة الجنس البشري سياسة منهجية تتبعها الدولة.

ومن أهم المجازر التي أرتكبها نظام الأسد (الأب) بحق أبناء الشعب السوري:

مجزرة (جسر الشغور)

وقد اقترفت بتاريخ 10/3/1980، وقد قُتل فيها ما يزيد عن ستين مواطناً على يد الوحدات الخاصة وسرايا الدفاع، وجرح في تلك المجزرة أكثر من 20 مواطناً آخراً، واعتقل ما لا يقل عن مائة شخص، وهدم أكثر من 15 منزلاً، وأكثر من 40 محلاً تجارياً.

مجزرة حماة الأولى

بتاريخ 5-12/4/1980 نفذ النظام الأسدي مجزرة حماة الأولى، حيث مشّطت قواته المدينة بفرقة مدرعة من كتيبتين من الوحدات الخاصة، قطعت المدينة عن العالم الخارجي، كما قطعت عنها الماء والكهرباء، وفتشتها بيتاً بيتاً مع الضرب والنهب، وقتلت عدداً من أعيان المدينة وشخصياتها، كما اعتقلت المئات، كما أدت المجزرة إلى استشهاد المئات من أبناء المدينة.

ومن أبرز الشهداء:

ـ الدكتور عمر شيشكلي (45 عاماً)، رئيس جمعية أطباء العيون في سورية، حيث تمّ قلع عينيه.

ـ خضر شيشكلي (80 عاماً): أحد زعماء الكتلة الوطنية، وصاحب (بيت الأمة) أيام العمل ضد الاستعمار الفرنسي، وقد تم حرقه بحمض الأسيد.

ـ عبد القادر قنطقجي: طبيب جراحة عظمية.


مجزرة حي المشارقة ـ حلب
في صباح عيد الفطر 11/8/1980 ارتكبت قوات حافظ أسد واحدة من أقبح مجازرها في حي المشارقة بحلب، حيث قتلت حوالي مائة مواطن، ودفنتهم الجرافات، وبعضهم كان ما زال جريحاً لم يُفارق الحياة.

مجزرة حماة الكبرى سيكون هناك تفاصيل أوفى بعون الله
وقعت مجزرة حماة الكبرى طوال شهر شباط عام 1982، حيث وجه إليها نظام الأسد كلاً من اللواء 142 من سرايا الدفاع، واللواء 47 دبابات، واللواء 21 ميكانيكي، والفوج 41 إنزال جوي (قوات خاصة)، واللواء 138 سرايا الدفاع، فضلاً عن قوات القمع من مخابرات وأمن دولة وأمن سياسي، وفصائل حزبية مسلحة، وأعملت بالمدينة قصفاً وهدماً وحرقاً ورجماً وإبادة جماعية طوال الشهر المذكور، وحتى قتل فيها ما يزيد على 30 ألفاً من سكانها

هذه بعض من الجرائم التي ارتكبها النظام الطائفي بحق أبناء شعبه، وهي من باب المثال لا الحصر.

لمعرفة المزيد من الحقائق المره المؤلمه عن حقيقة النظام النصيرى تجده فى هذا الرابط..



وهنا

قال الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى في جواب سؤال الرافضه من النصيره والاثنى عشريه اصحاب الخمينى وحافظ الاسد
قال

وهكذا النصيرية أصحاب حافظ الأسد وجماعته في سوريا والباطنية الذين في سوريا
والباطنية الذين في إيران والباطنية الذين في الهند والإسماعيلية هذه الطوائف الثلاثة

هم أشدهم واخطرهم ..

وهم كفرة هؤلاء كفرة


لأنهم والعياذ بالله يضمرون الشر للمسلمين ويرون المسلمين اخطر عليهم من الكفرة ويبغضون المسلمين أكثر من بغضهم للكفرة

ويرون اهل السنة حل لهم دمائهم وأموالهم وإن جاملوا في بعض المواضيع التي يجاملون فيها ... )


11‏/05‏/2010

رساله من طل الملوحي ( فك الله اسرها )

الرسالة الأولى الى الانسان في هذا العالم

يا أخي الانسان :

ياتوأم كل واحد من البشر , يامن تعمر هذا



الكون ,انت مثلي , أين ماكنت ,تحب مااحب وتكره ماأكره



أحب أن تعيش في سلام ,وأمن وأمان ,أحب أن أراك مشرقا



دائما بابتسامة تملأ الكون حبا ,وتملأ النفوس بهجة,يااخي



الانسان اين ثقافة الحب التي أمرتنا بها شرائع الله ؟!



أين ثقافة التكامل والتضامن بين الاخوة في الانسانية ؟!



لماذا هنا وهناك من لايجد الطعام؟؟



لماذا هنا وهناك ينتشر المرض ولايوجد الدواء ؟!



ياأخي الانسان لماذا ينتشر القتل والدمار هنا وهناك ؟؟



لماذا يموت البريء ويبقى المسيء؟!!



لماذا يموت البعض من التخمة والاخر من الجوع؟؟!!



ياحكماء العالم: أنا متأكدة أن قلوبكم لاتخلو من الرحمة والحب.



انتم وحدكم تستطيعون أن تعيدوا التوازن الى هذا الكون الخائف المرتجف .



أعطونا الطمأنينة والأمان لتخلدوا في قلوبنا.


( لا أقول لك وداعا ياأخي الانسان لأني معك دائما )

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ طل الملوحي



بلدة الجليد


أيا بلدة كل ما فيك جليد


كل شئ فيك مفقود


حتى غناء الطيور


وبكاء الوليد والحلم العتيد!


* * *


وإله الجليد


خلقك دما باردا


ليحفظ فيك القديد!


الكل يبحث فى مقبرة الجليد


يطلب اللحم القديد


ليتحدى صانع الجليد!


* * *


وفى الركن سمراء


كانت الأحلى في البلدة


أصبحت تمثالا لبلدة الجليد


دفنوا الحب فى مقبرة


وصنعوا فاتنة من قديد!


* * *


ليس لي هوى فى ربيع من جليد


ولا في سمراء من قديد


ليس لي ارب فيك يا بلدة الجليد


يا أكلة اللحم القديد


انتهى العيد


لم يعد هناك عيد!!

طل الملوحي





صرخة
طل الملوحي

1 1-11-2007م

رغبة سياسية صارخة

تنتابني حينا فحينا

كيف ياأخوتي البشر

تشربون دمائكم

وتبصقون دم الوطن

وتلتذّون وتثملون

وتطربون لدفع الثمن

أقول فأنزف فأختنق

أكتب فيخرج مني زبد

يالحظكم العاثر

من ينقذكم من الألم

في كل لحظة ...مرتين

ألم السعادة...وألم الألم

***

أناس كثر يولدون

مسكين أنت ياوطن

وآخرون يكبرون

وآخرون يموتون

والجلاّد والألم...

يمسك بنا أيها الأخوة البشر

ماالحرية....ماشهادة الميلاد

نأكل ثمرة النحيب

نأكل عشبا

نأكل لحما من قديد

هلمّوا بنا نشربُ نخبا

ونلتهمُ أرواحنا العليلة المعلّبة

طل الملوحي

05‏/05‏/2010

مجزرة حماة في شباط/ فبراير عام 1982


هل ما حصل فيها كان حفظاً للنظام أم انتهاكاً لحقوق الإنسان؟
نقلت مجلة الطليعة الصادرة في باريس بعد المجزرة تصريحاً لمسؤول رسمي سوري يعلل ما حدث في مجزرة حماة فقال: "إن حوالي 200 مسلح نزلوا في ليل الثاني من شباط/ فبراير عام 1982 واحتلوا المدينة، وصفّوا حوالي 90 شخصاً من أتباع

النظام، وسيطروا على المراكز الهامة، وأعلنوا العصيان المسلح، عند ذلك اضطرت السلطة السورية لاتخاذ قرار (بتنظيف) المدينة منهم، وإعادة الأمن إلى المدينة".

إزاء هذا التصريح يتبادر إلى الذهن السؤال التالي: إذا أعلن مائتا شخص تمردهم على السلطة فلماذا إذن قتلت الدولة ثلاثين ألف إنسان؟ أليس هذا انتهاكاً صارخاً لحق الحياة؟ أليس هذا قراراً بمذبحة جماعية؟! ولماذا بهذه البساطة هدمت السلطات السورية ثلث المدينة؟

لنفترض أن مائتي مسلح في مدينة تعداد سكانها يزيد على ربع مليون أعلنوا عصياناً مسلحاً، فهل يحق للحاكم أن يدمر المدينة على أهلها من النساء والأطفال، أو بعبارة أخرى: أن يحمل ربع مليون إنسان مسؤولية مائتين فقط؟!
ألم يكن بالإمكان أي حل آخر؟ غير قصف المدينة بالمدفعية ودكها براجمات الصواريخ؟!
أي حاكم في الدنيا ينتفض مثل هذه الانتفاضة ضد مائتي إنسان!؟ فبدل أن يلاحقهم أو يحاكمهم أو يفاوضهم، يضرب المدينة التي هم منها بالصواريخ والمدفعية والدبابات، فيقتل الأطفال والنساء والشيوخ والمدنيين الآمنين، ويهدم المنازل على رؤوس ساكنيها؟ وتكون النتيجة ثلاثين ألف إنسان ما بين قتيل و"قتيل"، لأن النظام السوري اقتحم المستشفيات وأجهز على الجرحى فيها، ولم يفرق بين مدني أو مقاتل، بل لم يكلف عناصر الجيش والأمن أنفسهم عناء الاكتراث بمجرد السؤال: من نقتل، ولماذا؟ وما جرم الطفل الرضيع والمرأة والشيخ الطاعن في السن؟!

وجاء في تقرير طرف آخر محايد، هو منظمة العفو الدولية عن تصرفات الحكومة ما يلي:
"ويقول بعض المراقبين: إن الأحياء القديمة من المدينة ضربت بالقنابل من الجو لتسهيل دخول القوات العسكرية والدبابات خلال الطرق الضيقة، مثل حي (الحاضر) الذي محقت الدبابات بيوته خلال الأيام الأربعة الأولى من القتال. وفي 15 شباط/ فبراير بعد عدة أيام من قذف القنابل الشديد أعلن وزير الدفاع السوري اللواء مصطفى طلاس أن الفتنة قد أُخمدت، غير أن المدينة بقيت محاصرة ومعزولة، واستمر التفتيش والاعتقال على نطاق واسع خلال الأسبوعين التاليين، وانتشرت أخبار متضاربة عن الفظائع التي ارتكبتها قوات الأمن، وقتل السكان الأبرياء بالجملة، وليس من السهل معرفة ما حدث على وجه التحديد، غير أن منظمة العفو الدولية قد سمعت عن إعدام جماعي لسبعين شخصاً خارج المستشفى المدني يوم 19 شباط/ فبراير، وأن سكان (الحاضر) لقوا حتفهم على أيدي سرايا الدفاع في نفس اليوم. وأن أوعية معبأة بغاز السيانيد قد ربطت بأنابيب من المطاط في مداخل المباني التي يظن أنها مساكن المتمردين. ثم فتحت فيها وقضت على جميع سكانها، وأن الناس جمعوا في المطار الحربي وملعب المدينة وفي الثكنات العسكرية وتركوا في العراء أياماً بدون مأوى ولا طعام.

إن أحداث القتل والإعدام المجاوزة للقانون التي أوردناها هنا هي مخالفة خطيرة للحق في الحياة، ذلك الحق المقدس الذي نص عليه الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والاتفاقية الدولية بشأن الحقوق المدنية والسياسية (المادة 16): لكل إنسان الحق الطبيعي في الحياة، ويحمي القانون هذا الحق، ولا يجوز حرمان أي فرد من حياته بشكل تعسفي". (مقتطفات من التقرير الذي أرسلته منظمة العفو الدولية إلى الرئيس حافظ الأسد عام 1983)
أما أهل المدينة فهم أعلم بما حل بمدينتهم من كوارث وما لحق بأحيائها ومبانيها من دمار، وما لحق بمئات الأسر من مجازر أسفرت عن قتلها جميعاً بدم بارد لأنها من مدينة حماة.

إن القلم ليعجز عن تصوير البشاعة التي ارتكبت بها المجازر بحق نساء وأطفال رضع. ويهتز رعشة من وصف طريقة القتل التي صفي بها أفراد الأسرة الواحدة، الواحد تلو الآخر أمام أنظار بقية الأحباء: انقضوا على الوليد بيد أمه وجعلوه أشلاء .. أوبلوا بطن أمه المفجوعة بالرصاص لكيلا تلد معارضاً، ثم اقتحمت رصاصاتهم رأس الجد العجوز وهو يتعوذ من هول ما يرى! ارتجف الفتية والفتيات الصغار وهم ينادون ماما، جدو، فجاءهم الرد رصاصات أردتهم صرعى. سقطت الأسرة في بركة من الدماء ما لبثت أن التهبت ناراً بعد نهب وسلب وتقطيع الأيدي وشرم الآذان للحصول على الحلي والمجوهرات. فهل كان الطفل الرضيع أو الجد العجوز أو الفتية والفتيات بل الأم الحامل من عداد المائتي مسلح المتمردين على السلطة والنظام؟!
لم يسلم متجر من السلب والنهب والتهديم، ولم تسلم المساجد من التدمير ولم تبق مئذنة شامخة في حماة في ذلك الشهر الحزين، بل إن كنائس حماة لم تسلم من التدمير. ثلث المدينة دُمر، من أجل تنظيف المدينة من 200 متمرد؟!

اختفى من أهل حماة على أثر المجزرة أكثر من عشرة آلاف إنسان، مطلوب تقفي آثارهم ومعرفة مصيرهم بعد عشرين عاماً من المجزرة الرهيبة، فهل هم من عداد المائتين، وأين هم، وما مصيرهم؟!
إن كل ما حدث في حماة عملية مدبرة، أثبتت المعلومات المدققة أن النظام السوري كان صاحب المبادرة في افتعالها وتطوراتها تحقيقا لأهداف سياسية واضحة، واتبع في عملياته وأساليبه نهجاً لا إنسانياً، وخرق كل العهود الدولية التي التزم بها، وانتهك أبسط حقوق شعبه، ابتداءً من حق الحياة وانتهاءً بحقوق المواطنة، ولم يكن يدفعه تجاه مدينة حماة وأهلها إلا الحقد المبالغ فيه كونها كانت الأشد معارضة لنظامه.

وبتعامل النظام مع مواطنيه على أساس "إرهاب الدولة" تخلى عن التزاماته بالحفاظ على حياة المواطنين وأملاكهم وأعراضهم وشرفهم. انتهك حق الحياة المقدس الذي نصت عليه الشرائع السماوية والقوانين والأعراف الدولية.
ولم يستطع النظام أن يجد وسيلة أو حلاً يستطيع به أن يحقن الدماء، ويحل المشكلة القائمة بينه وبين خصومه سلمياً، ولو حصل هذا لأحرز نصراً أدبياً يسجل له، وليس كما هو واقع الآن: عداوات وكراهية متبادلة، وتحين لتصفية العداوات، ومحاولات مستميتة للتبرير والتسويق لما ارتكب بحق الآدميين الأبرياء العزل من أهل هذه المدينة الضحية.

ويمكن القول إن مجزرة حماة كانت مجموعة من المجازر المتفرقة، التي أتت بمجملها في النهاية على نسبة تقترب من خُمس أبناء المدينة. ويروي أحد الناجين من مجزرة سريحين الجماعية، وهي واحدة من أبرز ما ارتُكب في تلك الآونة كيف سيق الناس إلى حتفهم في 11 شاحنة وقد كُدسوا فوق بعضهم بعضاً. وجاء في شهادته "كنت ضمن أعداد كبيرة بازدحام شديد حتى كادت تتقطع أنفاسنا، وسيق بنا إلى سريحين، حيث أمرنا بالنزول فنزلنا، وكان أول ما رأينا مئات الأحذية المتناثرة على الأرض، وأدرك الجميع أنها تعني مقتل مئات المواطنين من أبناء بلدنا، وأننا على الموت مقبلون!.
فُتشنا بعد ذلك، وأُخذت منها الأموال القليلة التي معنا، وجُردنا من ساعاتنا، ثم أمرتنا عناصر السلطة بالتقدم نحو الخندق العميق الذي يمتد أمامنا إلى مسافة طويلة، وأمر قسم آخر منا بالنزول إلى خندق مجاور.

وععندما تقدمت إلى موقعي أمام الخندق رأيت الجثث المتراكمة على بعضها يلطخها الدم الحار، وكان مشهداً رهيباً لم أستطع تحمله فأغمضت عيني وتحاملت على نفسي خشية الوقوع على الأرض.
وحدث ما كان متوقعاً، وانهال علينا الرصاص الغزير، وهوى الجميع إلى الخنادق مضرجين بدمائهم. أما القسم الذي أُنزل إلى الخنادق فقد أُطلقت عليهم النار داخله".

ويضيف الراوي الذي نجا "كانت إصابتي خفيفة، وقدر الله لي أن أنجو بأن صبرت حتى خلال المكان من الجزارين، وهربت متحاملاً على جراحي، وأنقذني الله من ذلك المصير، حيث يموت الجريح تحت الجثث الأخرى".
وتواجه جهود جمع أسماء الضحايا في هذه المجازر عقبة كبيرة، لأن عدد الناجين القليل يجعل من الصعب إحصاء من قُتلوا، خاصة وأن الجنود كانوا يقتلون ضحاياهم دون إحصائهم أو تسجيل أسمائهم، وقد دُفن هؤلاء في مقابر جماعية.

ومن المجازر الجماعية التي شهدتها المدينة غير مقبرة سريحين ما يلي:
- 4 شباط: مجزرة حماة الجديدة جنوب الملعب البلدي (1500 ضحية).
- 6 شباط: سلسلة مجازر حي سوق الشجرة (50 ضحية)، ومجزرة دكان أحمد المسقع الحلبية (75 ضحية)، ومجزرة حي البياض (50 ضحية).
- 8 شباط: سلسلة مجازر حي الدباغة، وكانت حصيلتها كالتالي: السوق الطويل 8 ضحايا، في دكان عبد الرزاق الريس 35 ضحية، في دكان عبد المعين مفتاح 20 ضحية، من آل دبور 6 ضحايا، من آل مغيزيل 4 ضحايا، من آل القرن 3 ضحايا.
- 8 شباط: سلسلة مجازر حي الباشورة، وكانت حصيلتها كالتالي: من آل الدباغ 11 ضحية، من بيت السيدة آمين 5 ضحايا، من آل موسى 21 ضحية، من آل القياسة 3 ضحايا، من آل العظم ضحيتان، من بناية الدكتور مشنوق 39 ضحية، من آل الصمصام 13 ضحية، من آل كيلاني 4 ضحايا. وفي مجزرة جامع الخانكان عدد كبير من الضحايا لم يُعرف معظمهم.
- 12 شباط: مجزرة آل المصري في حي العصيدة (40 ضحية).
- 13 شباط: مجزرة آل الصحن في حي الدباغة (60 ضحية).
- 15 شباط: مجزرة زقاق آل الزكار في الشمالية (6 ضحايا).
- 23 شباط: مجزرة آل شيخ عثمان في حي البارودية (25 ضحية).
- 26 شباط: مجزرة الجامع الجديد في جحي الفراية (16 ضحية).

الموت بسبب الحرمان من العلاج:
قُتل كثير من الضحايا لحرمانهم من العلاج، بتركهم ينزفون حتى الموت، ومنهم من دُفنوا أحياء في المقابر الجماعية، أو تحت الأنقاض.
وقد تعمد الجنود منع المواطنين من العلاج، وقتلوهم في بعض الأحيان. إذ يروي بعض الناجين قصة المواطن الجريح فايز عاجوقة الذي أُصيب برصاصة في فخذه الأيمن ونجا من الموت في مجزرة جنوب الملعب البلدي فتظاهر بالموت حتى انصرف القتلة، ثم تسلل عائداً إلى بيته، ووجد أنه بحاجة إلى العلاج، فأخذ يقفز على قدم واحدة حتى وصل إلى المستشفى القريب، وفي غرفة الإسعاف دخل جندي فاستنكر إسعاف مواطن عادي قائلاً إن خدمة الإسعاف يجب أن تُقدم إلى الجنود فقط، وهجم على الجريح بحربة البندقية فقتله لإرهاب أفراد الجهاز الطبي. وتكرر في هذا المستشفى شق صدور بعض الجرحى، بل وقصفت المستشفيات كما حدث في حمام الشيخ في الكيلانية ومستشفى جامع الهدى على طريق حلب ومشفى نادي الكاراتيه في الأميرية ومشفى زنوبيا في البارودية، وقُتل 185 جريحاً من نزلائها.

وبلغ الأمر بالجنود حد التركيز على الأطباء والممرضين في التعذيب والقتل، ونهَب الجنود - فيما نهبوه - صيدليات المدينة جميعها تقريباً، وعددها 52 صيدلية، وسلمت صيدلية واحدة من النهب. ولعل من أبرز قصص تعذيب الأطباء وقتلهم، ما تعرض له الدكتور حكمت الخاني المختص بجراحة العيون، والمدير السابق للمستشفى الوطني بحماة، إذ سألة قائد القوة التي اعتقلته عن مهنته فأجاب: طبيب، وبدأ القائد يهمهم: طبيب! أهلاً وسهلاً!، ثم حُول إلى معتقل البورسلان حيث تعرض لأشد أنواع العذاب على الرغم من أنه لم يُسعف أحداً، وقالوا له ما دمت طبيب عيون فسنقلع عينيك، وقُلعت إحدى عينيه، ثم قُتل رمياً بالرصاص.

انتهاك حقوق الأطفال

القتل:
قُتل الأطفال في أغلب الحالات ضمن مجازر أتت على أسرهم بالكامل، وكان يتم هذا في داخل البيوت أو أمامها، أو في ساحة الحي، وأحياناً بتفجير البيت بمن فيه.
وسُجلت حالات ارتكب فيها الجنود جرائم في غاية الفظاعة: كحمل طفل عمره 40 يوماً فقط وقذفه إلى الجدار بقوة، وإلقاء بعض الأطفال من الشرفات أمام عيون أمهاتهم المفجوعات، والبدء بقتل الرضع، ثم أسرهم زيادة في التنكيل.
وقد قُتل بعض الأطفال في القصف الصاروخي ودُفنوا أحياء تحت الأنقاض، كما لفظ بعض الأطفال أنفاسهم برصاص القناصة وكان بعضهم لا يتجاوز عمره 3 أعوام (الطفل محمد الزين من حي فراية مثلاً).
وتحتفظ اللجنة السورية بقوائم طويلة من أسماء الأطفال المقتولين، وأعمارهم تتراوح بين يوم واحد و15 عاماً.

قتل الأجنة:
لم يسلم من القتل حتى الأجنة في بطون أمهاتهم، وهناك العديد من الحوادث، نذكر منها ما حدث حين اقتحم جنود منزل المواطن محمد الكاش في حي البارودية، إذ بدأوا ببقر بطن زوجه الحامل وهي على قيد الحياة أمام زوجها وأطفالها السبعة وكلهم دون الخامسة عشرة من العمر. ثم أشعل الجنود النار في جرتين للغاز في البيت وقتلوا الأسرة عن بكرة أبيها حرقاً.

الموت جوعاً:
أدى الحصار المحكم لمدينة حماة ونقص الغذاء، والاختباء في الملاجئ والأقبية إلى وفاة أعداد كبيرة من الأطفال وغيرهم، ومن القصص المسجلة وفاة طفل المواطن أحمد جنيد عمره 5 أيام، نضب حليب أمه فخرجت تبحث له عن حليب ولم تجد، وحين عادت إليه وجدته قد مات.

الإرهاب المفضي إلى الموت خوفاً أو الاضطراب:
عانى الأطفال الذين شهدوا المجازر والفظائع المرتكبة بحق أهليهم من الذعر، وأفضى ذلك إلى الموت في بعض الحالات، كما حدث بطفل من آل الشمالي يبلغ من العمر 11 عاماً في جي الصابونية، وبطفل آخر يُدعى ماهر حلاق عمره 9 أعوام من حي العيليات.
أما الأطفال الناجون من المجازر فتأثرت حياتهم كلها بالعدد الكبير من مشاهد القتل والدمار، وعانى كثيرون من الاضطرابات النفسية.

الإرهاب المفضي إلى العنف:
سُجلت حالات عديدة اندفع فيها أطفال صغار إلى رفع السلاح الأبيض في وجه الجنود، ومحاولة ارتكاب جريمة القتل بعد حضورهم جرائم قتل آبائهم أو أمهاتهم وإخوتهم. ووردت روايات عن استيلاء بعض الأطفال على أسلحة جنود جرحى للدفاع بها عن أنفسهم، بل وعلى قنابل يدوية، واضطرت بعض النساء إلى فعل المثل، ولهذا الأمر آثار نفسية شديدة السلبية.

انتهاك حقوق المرأة

القتل:
قُتلت النساء والفتيات دون تفريقهن عن الرجال، وبلغ الأمر بكثير من النساء ارتداء الثياب المحتشمة تحسباً للموت قتلاً في أي لحظة وخشية انكشافهن في حال مقتلهن. وقد قُتلت نساء دافعن عن أطفالهن، أو شرفهن.
وسُجلت حالات قتل للنساء انتقاماً منهن لصلة القرابة التي تربطهن بمطلوبين للاعتقال، وكان الانتقام جماعياً أحياناً، كما حدث في إطلاق النار على 39 امرأة لجأن إلى قبو عيادة الدكتور زهير مشنوق، وفي أحيان أُخرى قُتلت نساء منفردات انتقاماً من أزواجهن المعارضين، منهن المواطنة براءة بهنسي (35 عاماً) التي قُتلت وهي نائمة مع أطفالها الخمسة، وعائدة عظم (39 عاماً) التي قُتلت مع ابنها الشاب (19 عاماً).
ومن حوادث القتل أيضاً ما كان بدافع النهب والسرقة، وسُجلت حوادث عدة قطع فيها الجنود أيدي نساء رفضن تسليم أساورهن الذهبية قبل قتلهن. وقُتلت نساء حاولن تقديم المساعدة الطبية لجرحى ومصابين.
وكان لافتاً أن الجنود قتلوا بعض زملائهم الذين رفضوا الاشتراك في قتل النساء والأطفال في غير حادثة.

التعذيب:
استُخدم في حق النساء التعذيب الجسدي والنفسي، من تعذيب الأطفال أمام عيون أمهاتهم أو قتلهم، وتعذيب رب الأسرة قبل قتله أمام ذويه. وأما التعذيب الجسدي فكان من أساليبه الضرب حتى الموت، والإلقاء من الأماكن العالية أو الأدراج، وقُلعت عيون بعض النساء أو بُترت أطرافهن وبقين على قيد الحياة.

ا نتهاك حق كبار السن

القتل:
كما هو حال باقي الفئات العمرية، كان للمسنين والمسنات نصيب من القتل في المجازر الجماعية وفي حالات اقتحام البيوت أو قصفها أو تفجيرها.
وقد فدى آباء من كبار السن أبناءهم بأنفسهم وذهبوا إلى القتل بدلاً منهم، ومن ذلك حادثة رواها ناجون من حي الحميدية في حماة، عن أب شيخ كبير في السن أمسك الجنود ابنه الشاب العشريني وبدأوا يعذبونه أمام والده، وكان الشاب وحيداً لأهله لم يُرزق والداه من الذكور سواه، بينما رُزقا ثماني بنات، فتقدم الأب باكياً يرجو الجنود أن يتركوا ابنه الوحيد ويقتلوه بدلاً منه، وقد رضي الجنود بذلك وسحبوا الأب الذي تجاوز عمره 60 عاماً، فقتلوه وتركوا ابنه.
وقُتل آباء مسنون كُثُر حاولوا دفن أبنائهم، كالحاج عبد المعين الأصفر في منطقة البياض، الذي تُركت جثتا ابنيه في العراء 14 يوماً تحت نافذة منزله، ثم أراد دفنهما، فما كان من الجنود إلا أن قتلوه فوقهما، وهناك حوادث كثيرة غيرها.

الموت جوعاً أو بسبب المرض:
توفي الكثير من المواطنين والمواطنات كبار السن بعد إصابتهم بالهزال الشديد والمرض لنقص الغذاء أو انعدامه. ومن القصص المسجلة في هذا الصدد ما حصل مع المسن مصطفى العزي البالغ من العمر 72 عاماً، من حي بين الحيرين، إذ قتل الجنود كل أفراد أسرته وتركوه حتى مات جوعاً نظراً لأنه كفيف وعاجز، وكان الطعام يُحمل إلى فراشه.
وتوفي عدد كبير من المرضى والمسنيين الذين حُرموا من العلاج المنتظم الذي كانوا يخضعون له، ولعب النقص الحاد في الأدوية تحت الحصار دوراً مهماً في ذلك.
انتهاك كرامة الإنسان

1- التعذيب:
مورست كل أشكال التعذيب بحق المواطنين من مختلف الأعمار، واستُخدمت كل المباني العامة والقاعات الواسعة معتقلات أو مقرات للتعذيب.
وأشرف على التعذيب ضباط كبار، ما زال بعضهم يتولون مناصب في أجهزة الأمن والدولة حتى اليوم وتمت مكافأة بعضهم وترفيعهم، بالرغم من أنهم يجب أن يُلاحقوا لارتكابهم جريمة الإبادة الجماعية.

وهناك طرق تعذيب استُخدمت بحق أفراد معدودين، كقلع العيون, وتقطيع الأعضاء، فقد ثبت أن قتيلاً واحداً على الأقل قُطع عضواً عضواً في السجن حتى قضى نحبه (عبد المجيد عرفة، مولود عام 1942، وهو مدرس).

ول كن طرق التعذيب التي استخدمت بحق كل المعتقلين تقريباً والتي أدت إلى مقتل كثيرين، تشمل:
- الازدحام الناجم عن تكديس المعتقلين في زنازين صغيرة.
- البرد والجوع والظمأ.
- تهشيم عظام الرأس أو الأطراف بقطع حديدية (الملزمة، المكبس الحديدي).
- "كرسي سليمان" كما سماه الجنود وهو الخازوق الحديدي الذي يُجبر السجين على الجلوس عليه وهو تحت الضرب بالعصي والكابلات الكهربائية.
- "بساط الريح" أي تعليق المعتقل من يديه ورجليه في السقف مع تجريح ظهره وبطنه بالسكين وتركه حتى ينزف دمه.
- الكهرباء التي كانت تُستخدم حتى تفوح رائحة لحم المعتقل من الشيّ.
الكي بالحديد المحمى.
- الخنق بوضع رأس المعتقل على الجدار والضغط على بأنبوب على رقبته حتى يموت.
وكان التعذيب يجري أمام جمهور المعتقلين المصطفين في رتل شبه عراة، وروى ناجون من المجزرة أنهم شاهدوا الدبابات تمر فوق أجساد بعض الأحياء، ورأوا كلاباً

الاعتداء على العرض:
حاول كثير من الجنود الذين اقتحموا المدينة الاعتداء على النساء، وسُجلت حالات كثيرة جداً قُتلت فيها نساء دافعن عن شرفهن. وكان الجنود يحاولون الاعتداء على النساء وهن في أسوأ حالة نفسية، بعد رؤية أزواجهن أو أبنائهن وآبائهن يُقتلون، ولكن كثيرات قاومن بشدة.
ومن ذلك قصة أسرة من آل السواس في منطقة الباشورة، اقتحم الجنود منزلها، فقتلوا الزوج، ثم أرادوا الاعتداء على شرف زوجته، فقاومتهم مقاومة شديدة حتى يئسوا منها، فصبوا مادة مشتعلة (المازوت) عليها وفي أرجاء غرفتها وأشعلوا النار فيها فقضت نحبها حرقاً.

الاعتداء على حرمة القتلى:
منعت القوات الحكومية دفن كثير من جثث القتلى، وتركت أعداداً هائلة منها على أرصفة الشوارع وفي الأزقة والبيوت بلا دفن، مستغلة غياب وسائل الإعلام التي مُنعت من الوصول إلى المدينة المحاصرة حصاراً محكماً. وانتشرت روائح الجثث في أحياء كثيرة، ولعب ذلك دوراً في انتشار الأوبئة والأمراض، وقُتل بعض المواطنين الذين حاولوا دفن قتلاهم.
وفي نهاية المجزرة، قام الجنود بعمليات تمشيط لإخلاء المدينة من جثث الضحايا، فكانوا يرمون الجثث من شرفات المنازل لتجميعها. وأما الجثث المتفسخة فأُجبر المواطنون بقوة السلاح على حملها، فكانت أطرافها تنفصل عن الأجساد في أيدي حامليها.
وبعد مضي أسبوع على نهاية المجزرة، جلبت السلطات طلاب "الفتوة" من المناطق المحيطة بالمدينة وقراها، وأمرتهم بغسل شوارعها المغطاة بدماء القتلى وبقايا جثث الضحايا التي كانت الكلاب قد بدأت بحمل أطرافها ورؤوسها، والتجول بها، وشوهد ذلك في منطقة "الشيخ مهران".

انتهاك حق الحرية

السجن:
سُجنت أعداد كبيرة جداً من سكان المدينة، ويُعتقد أن نسبة مرتفعة من المفقودين بعد المجزرة اقتيدوا إلى السجون، حيث أُجهز عليهم.
وبلغ عدد السجون في المدينة 14 سجناً بينها مدارس ومرافق عامة استُخدمت كمعتقلات. والسجون هي: معتقل اللواء 47، معتقل الثكنة، معتقل المطار، معتقل المحلجة الخماسية (محلجة أبي الفداء)، معتقل المنطقة الصناعية، معتقل مدرسة غرناطة، معتقل مدرسة الصناعة، معتقل معمل البورسلان، معتقل المخابرات العسكرية، معتقل الأمن السياسي، معتقل أمن الدولة، معمل الغزل، معمل البلاط، مركز الدفاع المدني.

ومورس التعذيب في السجون على نطاق واسع، وسلم بعض المعتقلين من الموت بالإفراج عنهم بعدما دفع أهلوهم رشاوى طائلة. كما شهدت سجون حماة مجازر جماعية، ومن الأخبار المسجلة للمجازر بحق المعتقلين، ما حدث في أحد السجون، إذ دخل اللواء علي حيدر (قائد الوحدات الخاصة) إلى السجن، وخاف المعتقلون في أحد المهاجع مما قد يحل بهم بعد زيارته فهتفوا بحياته، فأمر لهم بطعام وبطانيات. غير أن السجن كان تابعاً لسرايا الدفاع التي يقودها شقيق الرئيس رفعت الأسد، فجاء جنود من السرايا يحملون رشاشاتهم وصرخوا في وجوه المعتقلين بأن "لا قائد إلا الزعيم رفعت"، ثم فتحوا نيران الرشاشات على كل من كانوا في المهجع وهم نحو 90 شخصاً، فقتلوهم جميعاً

الاختفاء:
لا تُعرف مواقع المقابر الجماعية التي دُفن فيها كثير من المفقودين. ولكن حوادث معروفة شهدت جمع أعداد كبيرة من شخصيات المدينة, ومن المواطنين، وسوقهم إلى أماكن مجهولة، ولا أثر لهم حتى اليوم. ووقع كثير من حوادث الاختفاء في الأيام الأخيرة من المجزرة، في ما يُعتقد أنه محاولة من السلطات لإخفاء آثارها، وتقليل عدد الشهود.

ومن ذلك ما بدأ في 26 شباط 1982 عقب صدور أوامر يُعتقد أنها أتت من مراتب سياسية عليا، إذ شنت القوات الحكومية حملة اعتقالات واسعة لاستكمال "التحقيقات"، وقدر عدد المعتقلين في ذلك اليوم وحده (وهو يوم جمعة) بنحو 1500 مواطن، بينهم بعض الأعيان كمفتي المدينة ورئيس جمعية العلماء فيها وعدد من المشايخ المسلمين. ولم يعد أحد من أولئك المعتقلين، وقيل إنهم دُفنوا في منطقة قرية "براق"، وقيل في قرية على طريق "محردة"، حيث وُضعوا في حفرة جماعية.

ومن ذلك أيضاً، أمر قائد سرايا الدفاع رفعت الأسد في 22 شباط 1982 بالنداء بمكبرات الصوت لإحضار جميع المشايخ ومؤذني المساجد وخدامها من المعتقلين في السجون، وكانوا حوالي 1000 شخص، سيقوا إلى مصيرهم المجهول حتى اليوم. وهناك حوادث أخرى أسفرت عن اختفاء الآلاف، كما حدث في معتقل المحلجة الخماسية (محلجة أبي الفداء).

التهجير (انتهاك حق حرية اختيار مكان السكن):
كانت النتيجة الطبيعية لما حل بالمدينة من خراب وقتل جماعي هجرة أعداد كبيرة من سكانها. وقد هرب الكثير من سكان حماة إلى المدن الأخرى، ولكن استمرار الاعتقالات بحقهم دفع مئات الأسر الحموية إلى الهجرة من البلاد، خوفاً من التنكيل والبطش، على خلفية الانتماء الجغرافي فقط.
وقد اعتُقل أو قُتل بالتزامن مع مجزرة حماة وبعدها عدد كبير من أبناء المدينة خارجها، ومنهم الطلبة في المدن الأخرى، وبعض الهاربين من المجزرة، ومواطنون يقيمون خارج سورية كانوا يحاولون دخول البلاد أو الخروج منها. وكان هذا دليلاً على امتداد المجزرة لتشمل جميع "الحمويين" بغض النظر عن أي عامل آخر، من الدين أو الجنس أو العمر أو حتى مكان الإقامة.

انتهاك حق العبادة:
لم تسلم المساجد والكنائس في مدينة حماة من الهدم والتدمير، وكان الجنود يملأون دور العبادة بأحمال كبيرة من المتفجرات، ثم يدمرونها. وحدث في حالة تفجير الجامع الكبير في المدينة أن الانفجار الشديد أدى إلى تهدم قسم من البيوت المحيطة بها، إضافة إلى قسم من "مدرسة الراهبات" المسيحية القريبة.
وقد تمكن مواطنون مسيحيون من أهل المدينة من إقناع معارفهم من الضباط بعدم هدم مسجد "عبد الله بن سلام" بعد أن كان الجنود وضعوا فيه حمل سيارتين من مادة "تي إن تي" لتفجيره. وكان تدمير المساجد يشمل انتهاك حرمة المصاحف الموجودة فيها. وأما الكنائس فقد بقيت منها أطلال تظهر بينها رسومات للعذراء والسيد المسيح عليهما السلام، وكانت أشهر كنيسة دُمرت هي كنيسة حماة الجديدة، التي كانت تحفة معمارية وتحولت إلى أنقاض.
ويقول سكان مدينة حماة إن الأذان لم يُسمع من مساجدها طوال ثلاثة شهور، أحدها شهر المجزرة، واضطر الأهالي إلى التبرع سراً بعد انتهاء المجزرة لترميم ما يمكن ترميمه من مساجدهم وكنائسهم. وبلغ عدد ما أُحصي من مساجد دُمرت تدميراً كاملاً 38 مسجداً ومركزاً إسلامياً، ووُجد 19 مسجداً مدمراً تدميراً جزئياً بعد المجزرة، وحولت السلطات بعض إلى مرافق للاستخدام، كجامع أبي الفداء في منطقة باب الجسر الذي أُصيب إصابات خفيفة في القصف، وحُول إلى متحف. كما حُول موقع جامع المسعود المدمر كله إلى محطة انطلاق لسيارات الأجرة على خطوط خارج المدينة.
وامتد القصف ليشمل مناطق تاريخية من مدينة حماة بما تحوي من آثار إسلامية، وكان أشهرها منطقة الكيلانية.

انتهاك حق الكسب:
عاث الجنود فساداً في المحلات التجارية ونهبوها. وبعد شهر كامل من القتل الجماعي واستباحة المدينة وسكانها، كان الكثير من الحوانيت مدمراً. وتبين أن بعض المحلات استُخدمت كمراكز اعتقال وتعذيب وقتل مؤقتة. ومما روي أن مواطناً أعاد فتح محل لتصليح السيارات في الأسبوع الأول من آذار بعد انقضاء المجزرة، وهو في منطقة باب طرابلس من حي المحالبة، فوجد فيه كميات كبيرة من الدم المتجلط إضافة إلى عشرات الأزواج من الأحذية المستعملة، وبقايا ألبسة بدلاً من آلات الدكان التي يستخدمها.
وحين تناهى الخبر إلى من بقي من نساء الحي هرعت العشرات منهن لمحاولة التعرف على آثار ذويهن الرجال، لعلهن يعرفن مصيرهم.
وبالغ الجنود في سرقة المحلات التجارية، ونهب كل ما وصلت إليه أيديهم من المجوهرات والنقود والسيارات والأثاث والأجهزة الكهربائية والسجاد والتحف، تاركين السكان المدنيين بلا شيء. وكان الجنود بعد نهب المحلات يحرقونها، فتأتي النار عليها لتحرم أصحابها من الاستفادة منها فيما بعد.
وقُدر ما نهبه الجنود من سوق الصاغة وحده بما قيمته عشرات الملايين من الليرات السورية. ولم يسلم من النهب حتى المؤسسات الحكومية، كالمصرف التجاري السوري ومصرف التسليف الشعبي. واستغل الجنود لباسهم الرسمي الذي منحهم القوة والنفوذ في تنفيذ سرقاتهم، ونهبوا المواد الغذائية ليبيعوها بعد انتهاء المجزرة.
وتشير إحصائيات غير رسمية إلى أن عملية هدم أحياء المدينة كانت واسعة النطاق، الأمر الذي يؤثر على البيوت والمؤسسات التجارية والمحلات. فأحياء العصيدة والشمالية والزنبقي والكلانية هُدمت كلياً، وهناك أحياء هُدمت بنسب أقل، كحي بين الحيرين الذي كانت نسبة الهدم فيه 80 في المائة، وحي السخانة كانت نسبة الهدم فيه 70 في المائة، ونال الأحياء الواقعة على أطراف المدينة نصيب أقل من الهدم، كحي طريق حلب الذي كانت نسبة الهدم فيه 30 في المائة فقط.
وكان التركيز على الأحياء القديمة من المدينة، بمنازلها ومحلاتها وكل شيء فيها، حتى الآثار والأبنية التاريخية.
ويُلاحظ أن انخفاض عدد الشبان والرجال كثيراً بعد المجزرة، وارتفاع عدد النساء والأطفال الصغار في المدينة، كان أحد عوامل أزمة اقتصادية خنقت السكان. ودلالة على حجم المأساة فإن مدينة حماة التي كانت تعاني من أزمة سكنية قبل المجزرة تخلصت من هذه المشكلة بعد انتهاء المجزرة، لانخفاض عدد السكان وليس لزيادة الوحدات السكنية.
أسماء بعض من خططوا وشاركوا في مجزرة حماة

العقيد رفعت الأسد (قائد سرايا الدفاع - أصبح نائباً لرئيس الجمهورية)
اللواء علي حيدر (قائد الوحدات الخاصة)
العقيد علي ديب (أحد قادة الوحدات الخاصة)
العقيد يحيى زيدان (كان ضابطاً في سرايا الدفاع، ثم فُرز إلى المخابرات العسكرية، وأصبح رئيس فرعها في حماة)
العقيد نديم عباس (قائد اللواء 47 دبابات)
العقيد فؤاد إسماعيل (قائد اللواء 21 ميكانيكي)
المقدم رياض عيسى (قائد اللواء 142 في سرايا الدفاع)
المقدم وليد أباظة (رئيس فرع الأمن السياسي وأحد المحققين فيه)
الرائد محمد رأفت ناصيف (المخابرات العامة، أشرف على التعذيب في سجن الثانوية الصناعية)
الرائد إبراهيم المحمود (شارك في التحقيق والتعذيب في فرع أمن الدولة، والشعبة السياسية في المخابرات، وفي سجن الثانوية الصناعية)
الرائد محمد ياسمين (قائد الفرقة الانتحارية 22 التابعة لسرايا الدفاع)
الرائد محمد الخطيب (محقق في فرع أمن الدولة آنذاك)
عبد الله زينو (محقق في فرع أمن الدولة آنذاك)
محمد بدور (محقق في الشعبة السياسية قتل بنفسه سبعة مواطنين تحت التعذيب على الأقل)
محمد حربا (محافظ مدينة حماة إبان المجزرة - أصبح وزيراً للداخلية)

خاتمة
ما زال الذي حدث في مدينة حماة في شهر شباط من عام 1982 مأساة لم تُكشف معالمها الكاملة حتى اليوم، ولم يُعاقب الجناة الذين ارتكبوها بكل قسوة.
ويمكن تسجيل ملاحظتين على المجزرة:

أولاً: أنها لم تكن تستهدف تنظيماً سياسياً بعينه، وإنما طالت جميع فئات المجتمع في المدينة، دون تمييز بين إسلامي أو يساري أو يميني أو حتى أعضاء حزب البعث الحاكم. وينزع هذا صفة "الصراع السياسي" عن المجزرة، ويجعلها جريمة إبادة جماعية بحق المدنيين، ويؤكد هذا الحجم الكبير للضحايا الذين لا يمكن أن يكونوا كلهم منتمين إلى تيارات سياسية أو أحزاب.

ثانياً: أنها استهدفت كل من ينتمي إلى مدينة حماة، دون تفريق بين المسلم والمسيحي، ودون فرز حتى الذين كانوا متعاونين مع السلطات من أبناء المدينة، فقد قُتل الكثير ممن كانوا يعدون عملاء لأجهزة الأمن وساعدوها بالمعلومات خلال المجزرة. وحين احتدم الخلاف في أكثر من حادثة وموطن، تبين أن قادة الحملة العسكرية على المدينة كانوا ينظرون بعين واحدة إلى جميع سكانها، بمن فيهم كبار مسؤولي فرع حزب البعث الحاكم في حماة.
وبناء على المسألة الأخيرة، فإن المحامين ورجال القانون مدعوون إلى دراسة ما إذا كان ممكناً تصنيف مجزرة حماة في سياق أعمال إبادة الجنس البشري، وإلا فإنها على كل الأحوال تدخل في إطار الإبادة الجماعية المحرمة دولياً أيضاً.

لقد اتسمت المجزرة بالوحشية والقسوة التي تفوق التصور الإنساني، ولم تعبأ السلطات كثيراً بقتلاها من الجنود الذين زُج بعضهم في معركة لم يرغبوا فيها، وقُتل بعض الذين لم يتجاوبوا مع الأوامر بالشكل المطلوب. ناهيك عن الضحايا المدنيين الأبرياء الذين كانوا الهدف الأول للمجزرة.
إن تجاوز آثار مجزرة حماة، ومعالجة النتائج السلبية لما تعرض له سكانها الذين أُبيد قسم منهم إبادة كاملة، ما زال ينتظر تقصي حقائق ما حدث. ويجب أن يتوصل التحقيق الجاد والموضوعي إلى تحديد المسؤوليات في ما حدث، ومعرفة المستويات السياسية في الدولة التي تورطت في إصدار أوامر الإبادة الجماعية.

وبغير ذلك فإن ضحايا مجزرة حماة لن ينالوا حقهم في العدالة، الذي لا يسقط بتقادم الزمن.
وبالرغم من اشتهار مجزرة حماة التي وقعت في شباط (فبراير) 1982، إلا أن النظام السوري ارتكب مجازر عدة في مناطق مختلفة سبقت هذه المجزرة، وراح ضحيتها المئات من المواطنين من نساء وأطفال وشيوخ. ومن هذه المجازر مجزرة جسر الشغور في العاشر من آذار 1980. وتفيد بعض المصادر أن المدينة قصفت بمدافع الهاون وأطلقت النيران على سبعة وتسعين من أهاليها بعد إخراجهم من دورهم، كما تم هدم ثلاثين بيتا فيها. ومجزرة سرمدا التي قتل فيها حوالي 40 مواطناً، ومنها مجزرة قرية كنصفرة، والتي تزامنت مع مجزرة جسر الشغور وذلك حين أطلقت النيران على أهالي القرية الذين طالبوا بتحسين الخدمات العامة فقتل مواطن وجرح عشرة. ولم يمض على الحادثتين السابقتين أشهر قليلة حتى وقعت مجزرة سجن تدمر وذلك في 27/6/1980 حيث تمت تصفية قرابة ألف معتقل في زنازينهم. ومجزرة حي المشارقة حيث قتلت صبيحة عيد الأضحى 83 مواطنا أنزلوا من شققهم وحصدت أرواحهم، ومجزرة سوق الأحد التي أودت بحياة 42 مواطناً وجرح 150 آخرين. ومنها مجزرة الرقة التي راح ضحيتها عشرات المواطنين الذين لقوا حتفهم حرقاً بعدما جمع المعتقلون في مدرسة ثانوية وأضرمت النيران حولهم.

تفاصيل مهمة في مجزرة حماه

مجزرة حي حماة الجديدة:
فقد أقدمت قوات سرايا الدفاع التابعة للنظام السوري في اليوم الثالث من اجتياح مدينة حماة (4 شباط 1982) على جمع سكان حي "حماة الجديدة" (الملعب البلدي) وأطلقت نيران الرشاشات عليهم ثم تمت مداهمة البيوت وقتل من فيها دون تمييز وتم سلب ونهب الممتلكات، وتقدر بعض المصادر ضحايا مجزرة الحي بحوالي 1500.
فقد أقدمت قوات سرايا الدفاع التابعة للنظام السوري في اليوم الثالث من اجتياح مدينة حماة (4 شباط 1982) على جمع سكان حي "حماة الجديدة" (الملعب البلدي) وأطلقت نيران الرشاشات عليهم ثم تمت مداهمة البيوت وقتل من فيها دون تمييز وتم سلب ونهب الممتلكات، وتقدر بعض المصادر ضحايا مجزرة الحي بحوالي 1500.

مجزرة حي سوق الشجرة:
وشهد اليوم الخامس من المجزرة قصف حي "سوق الشجرة" بشدة واجتاحت قوات النظام السوري الحي وأطلقت النيران على الشباب والشيوخ في الشوارع ولاحقت من لجؤوا إلى المساجد فأجهزت عليهم وقُدر عدد الضحايا بحوالي 160 قتيلاً. كما قتلت عناصر الأمن والجيش السوري أفراد أسر آل علوان وحمود كوجان وآل أبو سن رجالهم ونساءهم وأطفالهم، بعضهم رميا بالرصاص وبعضهم طعنا بالسكاكين وتوفي بعضهم تحت الأنقاض جراء القصف وتفجير البيوت بالديناميت. كما أقدمت قوات النظام في اليوم ذاته على قتل ما يزيد عن 70 مواطنا بينهم نساء وأطفال بعد حشرهم في دكان الحلبية لبيع الحبوب وأضرمت النيران في الدكان لتقضي على من بقي منهم على قيد الحياة حرقا

مجز رة حي البياض :
وفي "حي البياض" وأمام مسجد الشيخ محمد الحامد ونظرا لعدم اتساع ناقلات المعتقلين لعدد إضافي منهم قتلت قوات النظام 50 منهم وألقت بجثثهم في حوض تتجمع فيه مخلفات مصنع بلاط تعود ملكيته للمواطن عبد الكريم الصغير.

مج زرة سوق الطويل:
ووقعت مجرزة "سوق الطويل" في اليوم السابع من الاجتياح حيث قتلت قوات الأمن 30 شابا على سطح السوق، كما قتلت السلطة الشيخ عبد الله الحلاق البالغ من العمر 72 عاما أمام بيته ونهبت ممتلكاته. وأيضا أطلقت قوات الأمن النار على 35 مواطنا، بعد أن نهبت نقودهم وساعات الأيدي، وتم حشرهم في دكان عبد الرازق الريس للمواد المنزلية فقتلوا جميعا إلا حدثين يبلغان من العمر 13 عاما تمكنا من الفرار من خلال سقيفة الدكان.

مجزرة حي الدباغة:
وقامت مجموعة من سرايا الدفاع في نفس اليوم بقتل 25 مواطنا من "حي الدباغة" بعد أن وضعتهم في قبو فيه منشرة للأخشاب ثم قاموا بإحراق المنشرة. وقُتل ضمن أحداث هذا اليوم خمسة أفراد من آل بدر، وقتل المواطن زياد عبد الرازق وزوجته وابنه البالغ من العمر عامين. كما قتل من آل عدي الأب وثلاثة أبناء، وقتل آل دبور في حي "الدباغة"، وقتل المواطن محمد مغيزيل وأولاده مع أنه من الكتائب الحزبية (البعثية) المسلحة.

مجزرة حي الباشورة:
وفي "حي الباشورة" قضت السلطات على آل محمد فهمي الدباغ وقد بلغوا 11 شخصاً تتراوح أعمارهم بين 58 عاما (الأب) وست سنوات (أصغر الأبناء). ولقيت السيدة حياة جميل الأمين وأولادها الثلاثة الذي لم يتجاوز أكبرهم الحادي عشر ربيعا نفس المصير، وقد قام عناصر الأمن بقطع يدي السيدة حياة وسلب حليها. ثم توجهت عناصر قوت النظام إلى حيث يسكن آل موسى في نفس الحي والبالغ عددهم واحد وعشرون قتلوا جميعا بما في ذلك رضيع لم يبلغ السنة ونصف. كما لقي آل القاسية وآل صبحي العظم من نفس الحي المصير ذاته حيث قتلت عناصر النظام زوجة المرحوم صبحي العظم البالغة من العمر ثمانون عاما وابنه البالغ من العمر 60 عاما. كما أطلقوا الرصاص على تسعة وثلاثين سيدة وأطفالهن مع ثلاثة رجال من آل مشنوق في نفس الحي ولم ينج منهم إلا السيدة انتصار الصابوني.

ووقعت في نفس اليوم مجزرة آل الصمام في "حي الباشورة" والتي راح ضحيتها سبعة عشر شخصا بينهم أطفال ونساء ونجا منهم أربعة. ومن المجازر التي ارتكبت في حي "الباشورة" مجزرة عائلة الكيلاني وراح ضحيتها أربعة، ومجزرة مسجد الخانكان ومجزرة أبو علي طنيش وآل تركماني ومجزرة الثانوية الشرعية وراح ضحية هذه المجازر ما يزيد عن ستين شخصا بينهم أطفال ونساء.
في اليوم التاسع من المجزرة دهست دبابات النظام مواطنين فروا من النيران عرف منهم صالح عبد القادر الكيلاني (52 عاما) و فواز صالح الكيلاني (21 عاما).

مجزرة حي العصيدة:
وفي اليوم الحادي عشر وقعت مجزرة آل المصري في "حي العصيدة" حيث أطلقت قوات النظام الرصاص على أربعين من سكان الحي فقتلتهم جميعا. وبعد دخول (حي) "الدباغة" بخمسة أيام قتلت السلطات ستة أفراد من آل الصحن وقامت بنهب البيت.

مجزرة حي الشمالية:
وتفيد المعلومات أن مئات المواطنين العزّل قتلوا في حي "الشمالية" في اليوم الرابع عشر من المجزرة بعد أن لجؤوا إلى أقبية البيوت للاحتماء من بطش قوات النظام. ومن أبرز المجازر التي وقعت في هذا الحي مجزرة آل الزكار ومجزرة زقاق آل كامل ومجزرة آل .

مجزرة حي الشرقية:
وفي اليوم السابع عشر جمعت قوات السلطة من بقي من أهل حي "الشرقية" وجردوا الرجال من ملابسهم في البرد الشديد ثم حشروا الجميع في مسجد وفجّروه بهم فقتلوا جميعا.

مجزرة حي البارودية:
وفي اليوم الثاني والعشرين جمعت السلطات ما يزيد عن 25 من آل شيخ عثمان وذلك في حي "البارودية" وقتلتهم، وذهب ضمن هذه المجزرة أسرة محمد الشيخ عثمان حيث تشير المعلومات أن عناصر السلطة بقروا بطن زوجته الحامل وقتلوا الأطفال السبعة وأضرموا النار في البيت.

مجزرة الجامع الجديد:
أما مجزرة الجامع الجديد فقد وقعت في اليوم الخامس والعشرين حيث ساقت قوات النظام 16 مواطنا من حي "القراية" لغرض نقل أمتعة منهوبة من البيوت والمحال وبعد أن قاموا بذلك نقلوا إلى المسجد الجديد بحي "المرابط" وأطلقوا عليهم الرصاص.

مج زرة مقبرة سريحين:
وتعتبر مجزرة "مقبرة سريحين" أبشع المجازر الجماعية التي وقعت في حماة في أحداث شباط (1982) حيث ذهب ضحيتها أعداد كبيرة من المدنين من الرجال والنساء والأطفال، لم تعرف أعدادهم بالتحديد ولا أسماؤهم جميعا. فقد قامت قوات النظام بإحضار المئات من سكان المدينة على دفعات وأطلقت النار عليهم وألقت بجثثهم في خندق كبير. وبحسب شهادة أحد الناجين كان ضمن فوج ضم المئات وعند وصولهم إلى المكان وجدوا مئات الأحذية على الأرض وأكواماً من الجثث في الخندق. ويروي الناجي أن قسما منهم أُنزلوا إلى الخندق وآخرون تُرِكوا على حافته وأطلقت قوات النظام النار على الجميع فلم ينج منهم إلا بضعة أشخاص.

مجزرة معمل البورسلان:
في معمل البورسلان وتحت إمرة الجيش مباشرة اقتاد الجنود الآلاف من الرجال.. تركوهم في العراء وتحت المطر والبرد بلا طعام.. وكانت التحقيقات تنتهي بجثث جديدة تتلقفها الأفران ذات الحرارة المرتفعة جداً في داخل المعمل.

مجزرة العميان:
داهم جنود سرايا الدفاع مدرسة للمكفوفين في منطقة المحطة. ويقوم على التدريس فيها شيوخ عميان مقيمون.. لم يجد الجنود في داخلها سواهم، ومعظمهم ناهز الستين من العمر.. وبعضهم متزوج وعنده عدد من الأولاد. كان الجنود يضربون الشيوخ بالجنازير.. فتسيل الدماء من رؤوسهم وأيديهم حتى يتوسل المكفوفون. لكن الجنود لم يتوقفوا عن الضرب إلا بعد أن يؤدي هؤلاء المساكين رقصات لإمتاع الجنود، وبعدها كانوا يشعلون النار في لحاهم، ويهدد الجنود من جديد -إما الرقص وإما الموت حرقاً. فيرقص الشيوخ العميان. والجنود يضحكون. وحين تنتهي المسرحية. يتقدم الجنود بكل بساطة، ويشعلون النار في ثياب المكفوفين، ثم يطلقون الرصاص، ويخر العميان صرعى، وتتابع جثثهم الاحتراق. من الذين قضوا في هذه المجزرة الشيخ شكيب وهو كفيف ناهز الستين من عمره، والشيخ أديب كيزاوي وعنده تسعة من الأطفال، والشيخ أحمد الشامية مقرئ القرآن الضرير.

مجزرة العلماء:
أما علماء الدين فقد أخرجوهم من منازلهم ، وقتلوهم الواحد تلو الآخر. بدؤوا أولاً بمفتي حماة الشيخ بشير المراد، ويقع بيته في منطقة باب البلد.. ذهب الجنود إليه، وأخرجوه من داره مع مجموعة من أقربائه. وأخذوا يضربونه. ويـعفرون لحيته بالتراب. وقاموا بسحبه على الأرض، ثم أحرقوه وهو حي. قتل من هذه العائلة تسعة كلهم من علماء الدين.
وقتلوا الشيخ منير حوراني مع ولديه. وكانوا قد أعدموا ابنه الشهيد رائد الحوراني قبل سنوات.
واعتقلوا الشيخ عبد الله الحلاق حيث اقتادوه من أحد الملاجئ وكان مع مجموعة من أهل الحي إلى سوق الحدادين وأحرقوه مع أنه كان يجاوز الثمانين.
ولم يوفروا الشيخ عبد الرحمن الخليل: وهو عالم ضرير.. ناهز الثمانين من العمر. وكان يسكن في حي الحاضر، وقد احترق منزله أثناء القصف الصاروخي، وعندما استنجد بالجنود الذين حوله ليساعدوه على الخروج، ألقوا على المنزل قنبلة حارقة، فتهاوى البيت كلياً، واحترق الشيخ داخله.

مجزرة الأطفال:
في نهاية شارع الثامن من آذار، حيث يتقاطع مع سوق الطويل، يقع (الجامع الجديد) في داخله وقعت مجزرة رهيبة بعد أربعة عشر يوماً على بداية المجزرة. كان الناس قد بدؤوا يخرجون قليلاً إلى الشوارع. طلب الجنود من الأهالي التوجه نحو سيارات الخبز في طرف الشارع. أسرع عدد كبير من الأطفال، وكانوا بالعشرات، حملوا الخبز وقفلوا عائدين، اعترضهم الجنود، وطلبوا إليهم الدخول إلى الجامع الجديد، وهناك فتحوا عليهم النار.. وسقطت الأجساد الطرية، وسالت دماء الأطفال على الخبز الذي كان لا يزال في الأيدي الصغيرة.

مجزرة الفتيات:
كان الجنود يدخلون إلى الملاجئ، وينتقون الفتيات الصغيرات، ولا يعرف الأهل بعد ذلك عنهن شيئاً. في حمام الأسعدية الكائن في منتصف سوق الطويل، وجدت جثث كثيرة لفتيات معتدى عليهن ومقتولات.

مجازر المستشفى الوطني:
وهذه المجازر فاقت الوصف والتصور. داخل المستشفى الوطني تمركزت واحدة من فرق الموت التابعة لسرايا الدفاع بصورة دائمة طوال الأحداث، وكان عملها أن تجهز على الجرحى من الأهالي. كان الوضع في داخل المستشفى رهيباً فظيعاً، القتلى بالعشرات يملأون الممرات والحديقة الخارجية، وفي بعض الأماكن تكدست الجثث فوق بعضها، وبدأت تفوح منها روائح الأجساد المتفسخة. معظم هؤلاء القتلى كانوا من الذين يرسلهم المعتقل الملاصق للمستشفى في المدرسة الصناعية حيث يموت كل يوم العشرات.
أكثر الجثث كانت مشوهة أو مقطعة أو مهروسة أحياناً، وكان من الصعب التعرف على أي واحدة منها. تجمع كل يوم أكوام الجثث في سيارات النفايات، وتنقلها الشاحنات إلى الحفر الجماعية.
أحياناً كان يفد إلى المستشفى بعض الجرحى. هؤلاء كانوا لا ينتظرون طويلاً. فإن فرقة الموت تباشر عملها بهمة ونشاط. وبالسكاكين والسواطير تعمد إلى تقطيع الجسد الجريح.
في إحدى المرات، قتلوا جريحاً من حي الحاضر يدعى (سمير قنوت)، وأخرج أحد الجنود قلبه!
انتهاك حقوق البيئة في مجزرة حماه

لم توفر عملية الإبادة الجماعية التي شهدتها حماة شيئاً، إذ لم تسلم البيئة والأبنية والعمران الذي يغلب عليه الطابع الأثري المميز وكذلك المنشآت الحيوية من التدمير المتعمد. وبحسب بعض الإحصاءات فإن التدمير شمل معظم الأحياء والمباني القديمة حيث هدمت أحياء "العصيدة" و"الشمالية" و"الزنبقي" و"الكيلانية" كليا. أما حي "بن الحيرين" وحي "السخانة" فقد بلغ الهدم فيها قرابة 80%، وتصل النسبة في الأحياء الواقعة على أطراف المدينة مثل حي "طريق حلب" إلى 30%.
ولقد مرت عمليات التدمير بمراحل ثلاث: القصف العشوائي ثم القصف المركز ضد أهداف محددة، ثم التدمير بالتفجير أو بجرف الأبنية. وقد استخدمت السلطة في عمليات التدمير المنظم المدافع والدبابات وراجمات الصواريخ والبلدوزرات والمتفجرات.

تدمير دور العبادة في مجزرة حماه:
المساجد
لم تراع السلطات السورية حرمة دُور العبادة فشملت عمليات التدمير والهدم المتعمد المساجد والكنائس، حيث بلغ عدد المساجد التي كانت هدفا لعمليات الهدم والتدمير 63 مسجدا، دمر 76% منها بشكل كلي. بعض هذه المساجد دمرت جزئيا أو كليا بفعل القصف المدفعي، إلا أن معظمها تم تدميرها كليا من خلال التفجير منها : مسجد الشرقي، زاوية الشراباتي، جامع الشيخ الكيلاني، جامع الأفندي، جامع الشريعة، جامع السلطان، جامع المدفن، جامع الشيخ داخل، جامع الشيخ زين، جامع الحميدية، مسجد بلال بن رباح، جامع الشيخ علوان، جامع عمر بن الخطاب، جامع المناخ، جامع السرجاوي، مسجد سعد بن معاذ، مسجد ترسم بك، جامع الشيخ مروان حديد، جامع الهدى، الجامع الكبير. وتشير المعلومات أن عملية تفجير المسجد الكبير بالمدينة باستخدام الديناميت أدت إلى تهدم عدد من البيوت المحيطة مثل قبو ودار لآل الحافظ، بيت لآل القوشجي، بيت لآل أوضه باشي، بيت طاهر مصطفى ومحل لصناعة الأواني الفخارية كما تهدم جزء من مدرسة الراهبات المسيحية.

الكنائس
وقد طال التدمير الكنائس أيضا، إذ كان يوجد في حماة أربع كنائس قديمة زمن الاجتياح نسفت قوات النظام اثنتين منها وهدمت جزأً من الثالثة ونهبت محتويات الرابعة. ووقعت الأحداث متزامنة مع استعداد نصارى حماة لتدشين الكنيسة الجديدة التي استغرق بناؤها 17 عاما وبذل الأهالي الكثير من أجل أن تكون الكنيسة تحفة معمارية فريدة، فنهبتها قوات السلطة ونسفوها بالديناميت كليا.

تدمير الأبنية الأثرية في مجزرة حماه
قضت عمليات التدمير والهدم على أهم معالم مدينة حماة الأثرية وأحيائها القديمة ذات الطراز المعماري المميز والقديم. وكان حي "الكيلانية" القديم ضمن المناطق التي دمرت كليا بفعل عمليات القصف والتفجير والجرف. وتعتبر الكيلانية أحد معالم سورية السياحية لما تحوي من الفنون ومظاهر الإبداع في العهد الأيوبي والمماليك والعثمانيين، وتمثل كذلك مركزا ثقافيا معترف به دوليا. وتعود بعض أبنية الحي إلى (690هـ، 1290م). ويضم الحي عدة قصور قديمة كقصر الحمراء الذي شيد في العهد العثماني (1128هـ، 1716م) وقد كان معلما من معالم السياحة في حماة. وشمل التدمير الزوايا مثل الزاوية القادرية وزاوية الشيخ حسين الكيلاني وجامع الشيخ إبراهيم الكيلاني. كما شمل التدمير "ناعورة" الباز عبدالقادر الكيلاني و"حمام" الشيخ الأثري. وشمل "مقامات ومقابر" منها مقام الباز للشيخ عبدالقادر الكيلاني ومرقد الشيخ ياسين الكيلاني ومقبرة سيف الدين يحيى ومقبرة الشيخ حسين الكيلاني ومقبرة الشيخ إبراهيم الكيلاني. وشمل التدمير أيضا "قصورا" منها قصر الحمراء وقصر بيت فايز العلي الكيلاني وقصر بيت محمد رضا الكيلاني وقصر سعيد العبد الله الكيلاني وقصر بيت فارس الكيلاني وقصر الحاج قدري الكيلاني وقصر احمد سرور الكيلاني وقصر محمد نوري الكيلاني وقصر نقيب الأشراف محمد مرتضى الكيلاني وقصر سليم البديع الكيلاني وقصر عبدالحميد العبدلله الكيلاني وقصر منير عبدالحليم الكيلاني وقصر ضياء الكيلاني. وكان من أبرز المعالم الأثرية التي دمرت في الحي "المضافات" ومنها مضافة قطب الدين كيلاني ومضافة بديع عبدالرزاق الكيلاني ومضافة ظافر كيلاني ومضافة واصل كيلاني ومضافة رفيق كيلاني ومضافة مصطفى برهان كيلاني ومضافة راغب كيلاني ومضافة فايز برهان كيلاني. وقد شمل التدمير كذلك "أقبية أثرية" كقبو الكيلانية وقبو الطيارة وقبو الزاوية القادرية وقبو حمام الشيخ وقبو باب الخوجة، وشمل التدمير مرابض الخيول العربية الأثرية ومحلات ودكاكين تقليدية لصنع بيوت الشعر.

تدمير المنازل والمتاجر والمرافق العامة في مجزرة حماه
لقد خلفت العمليات العسكرية وعمليات التدمير المتعمد خراباً كبيراً في المنازل والمنشآت العامة وتركت عشرات الآلاف من سكان المدينة دون مأوى ويفتقرون إلى الخدمات الأساسية. وكما أشرنا سالفا فإن هناك أحياء قد دمرت عن بكرة أبيها وبعضها وصلت نسبة التدمير إلى 80%، ولم ينج حي من أحياء المدينة من أثار التدمير كليا أو جزئيا بحيث أصبحت معظم أحياء المدينة غير صالحة للسكنى.
وبحسب بعض المصادر فإن عدد البيوت المدمرة التي تم توثيق أسماء أصحابها في حي "الشمالية" تعدى 225، وفي حي "الكيلانية" ما يزيد عن 120 بيتا. وتتراوح الأرقام بين العشرين والمائة في مختلف الأحياء الأخرى، هذا علاوة عن البيوت التي لم توثق أسماء ساكنيها. ووثقت المصادر ذاتها أسماء ملاك عيادات وصيدليات ومتاجر نهبت وحرقت ودمرت كليا أو جزئيا، منها حوالي 40 عيادة وما يزيد عن 500 ما بين متجر ووكالة ومؤسسة ومعمل ومحل حرفي لإنتاج السلع وتقديم الخدمات.

وتشير الإحصاءات إلى تدمير وتضرر معظم المدارس في المدينة منها مدارس قد تم تدميرها كليا بفعل التفجير (مدرسة العفاف، المدرسة الزينية، الثانوية الشرعية، مدرسة الروضة الهدائية، مدرسة زنوبيا، مدرسة النصاري، مدرسة البنات الشرعية، مدرسة المحمدية الشرعية، عدد من المدارس بالكيلانية)، وبعضها لحقها التدمير جزئيا بفعل القصف (مدرسة عمر بن الخطاب، مدرسة مصطفى عاشور، مدرسة سعيد العاص، مدرسة شجرة الدر، ثانوية غرناطة للبنات، روضة بدر الفتوى، روضة العنادل، مدرسة البحتري، إعدادية بسام حمشو، كلية الطب البيطرى، ثانوية عثمان الحوراني).
نهب الممتلكات الخاصة والعامة في مجزرة حماه

رافقت العلميات العسكرية وعمليات الإبادة الجماعية وتدمير الأحياء والمعالم الأثرية عمليات نهب واسعة لممتلكات الأفراد ومحتويات البيوت والمحال التجارية وحتى المرافق العامة. فقد شملت عمليات النهب سرقة موجوادت متحف حماة الوطني والتي تقدر آنذاك بملايين الليرات السورية، هذا علاوة عن معلومات تفيد بتورط عناصر النظام في نهب مؤسسات الدولة الاستهلاكية وما حوته من سلع تموينية تم بيعها بأسعار مخفضة بحسب بعض المصادر. كما تعدت عناصر النظام على الأموال المودعة لدى المصرف التجاري السوري، كما نهبوا مصرف التسليف الشعبي الواقع بجانب القلعة. وتذكر المصادر أن قوات السلطة نقلت ما حِمله 60 سيارة عسكرية من نوع "زيل" وذلك من سوق الطويل الذي يحوي على 380 محلا تجاريا. وقد أفادت شهادات الكثير من الأهالي أن قوات السلطة نهبت البيوت وما في حوزة أصحابها من مجوهرات وأشياء ثمنية أثناء عمليات الاجتياح لأحياء المدينة.

الاعتقالات الواسعة والتصفية الجسدية أثناء الاعتقال

تجاوزت انتهاكات السلطات السورية لحقوق الإنسان فيما يتعلق بأوضاع المعتقلين أثناء أحداث مجزرة حماة (1982) كل وصف واتصفت بالوحشية. فقد نفذت السلطات حملات اعتقال عشوائي طالت عشرات الآلاف من المواطنين دون تمييز، فالجميع متهم والجميع عرضة للاعتقال القسري والتعذيب الوحشي وفي معظم الأحيان القتل المتعمد.
فقد صاحب عمليات الاعتقال الواسعة الإجهاز على الكثير من المواطنين إما ساعة الاعتقال أو في الحبس المؤقت، ولا يزال الآلاف من المعتقلين في عداد المفقودين ولا يعرف عنهم شئ ولم تقدم السلطات إيضاحا بأوضاعهم حتى إعداد هذا التقرير على الرغم من مرور 24 عاماً على المجزرة. وشملت عمليات الاعتقال العلماء والخطباء والمؤذنين، كما شملت الأطباء والصيادلة والمهندسين والفنيين وكذلك المدرسين والتجار والحرفيين والمزارعين ومختلف تكوينات السكان في المدينة بما في ذلك النساء، حيث تعرضت عشرات النساء للاعتقال والتعذيب والقتل أثناء الحبس. فمنهن من قتلن في بيوتهن جراء القصف أو إطلاق الرصاص بشكل مباشر، ومنهن من قتلن إثر تعرضهن للتعذيب الشديد ومنهن من قتلن أثناء تقديمهن خدمات للمصابين إثر عمليات القصف والهدم ونذكر منهن أم حسن دبش وعائشة دبش وخديجة دبش.
وتشير بعض المعلومات إلى أن تصفية كثير من المعتقلين تمت حتى بعد انتهاء المواجهات المسلحة، حيث بدأت حملة اعتقالات واسعة صبيحة يوم الجمعة 26 شباط وبعد انتهاء التحقيقات سيق مجموعة منهم إلى أماكن مجهولة، تقدرها بعض المصادر بحوالي 1500 معتقل بينهم مفتي المدينة ورئيس جمعية العلماء وعدد من المشايخ ولم ترد أخبار بشأن مصيرهم. وفي إحدى الحالات الغريبة، وليست الفريدة، أكد شهود عيان أن عناصر السلطة نادت في المعتقلات على كل من ينتمي أو يلقب بلقب المصري وسيقوا إلى مقبرة سريحين وقتلوا جميعا.

ونظرا لكثرة عدد المعتقلين لجأت السلطات إلى استخدام العديد من المؤسسات العسكرية والمدنية لاستقبال أفواج المواطنين دون اعتبار لصلاحيتها لإيواء المعتقلين. واستخدمت السلطة معتقل اللواء (47)، ومعتقل الثكنة، ومعتقل المطار، والمحلجة الخماسية، والمنطقة الصناعية ومدرسة غرناطة ومدرسة الصناعة، ومعمل البورسلان، ومعتقل المخابرات العسكرية، ومعتقل الأمن السياسي، ومعتقل أمن الدولة، ومعمل الغزل، ومعمل البلاط، ومركز الدفاع المدني. وتشير التقارير أن بعض هذه المقرَّات استقبلت أعداداً كبيرة لا طاقة لها على استيعابها. فقد تجمع في مدرسة الصناعة ذات الـ (50) غرفة و(10) ورش قرابة 15 ألف مواطن، حيث تم حشر ما بين 90إلى 100 مواطن في الغرفة الواحدة، وما يقرب من 200 في القاعات والورش. ثم زج بـ 7000 آلاف مواطن في معتقل البورسلان الذي هو أرض مفتوحة غير مسقوفة وذلك في أيام البرد القارص. أما محلجة أبي الفداء (المحلجة الخماسية) فقد ضمت ما بين 7 إلى 8 آلاف معتقل، حبسوا لفترة مؤقتة ويعتقد أن غالبيتهم تمت تصفيته جسدياً بينما نقل آخرون منهم إلى سجن تدمر.

ولقد عانى المعتقلون صعوبات شديدة بسبب الازدحام ونقص الغذاء والكساء والرعاية الصحية، هذا بالإضافة إلى التعذيب الجسدي بمختلف الوسائل اللاإنسانية. وبحسب إفادات بعض المعتقلين الذين نجوا فإن السلطات استخدمت وسائل قرض الأصابع بآلات حادة والتعذيب بالملزمة حيث يتم الضغط على الأطراف العلوية والسفلية للمعتقل حتى يتمزق لحمه وتتهشم عظامه. ومن ألوان التعذيب المكبس الحديدي للضغط على الرأس، ومنها الخازوق الذي كان يُجلس عليه المعتقل حتى يسيل الدم من دبره. ومن أساليب التعذيب أيضا تعليق المعتقل من يديه ورجليه في السقف مع تجريح بطنه وظهره بآلة حادة، ومنها كذلك الصعق بالكهرباء في المناطق الحساسة والكيّ بالحديد المحمى والضرب بالعصي والسياط. وقد وثقت بعض المصادر أسماء مئات ممن توفوا رهن الاعتقال بسبب التعذيب وترجع أسباب الوفاة إلى الضرب بعمود خشبي على الرأس أو الصعق بالكهرباء أو الرمي بالرصاص أو النزيف الشديد بعد قطع الأعضاء أو بنفخ البطن والأحشاء حتى تتقطع أو بسبب الإصابة بأمراض فتاكة جراء تدهور الأوضاع الصحية.

الخلاصة

المجازر المتعمدة التي أوردنا ذكر طرف منها آنفاً ، والتدمير المتعمد للعمران والبيئة ، وممارسة التعذيب قبل التصفية الجسدية، وإبادة أحياء بأكملها وعائلات بأسرها ، كل ذلك دليل جلي لا يقبل النقاش بأن مجزرة حماة كانت جريمة إبادة جماعية للمدينة ولسكانها ولآثارها وعمرانها وبيئتها ، بل إن مضمون الاتفاقية الدولية لمنع جريمة الإبادة الجماعية ليبدو قاصراً أمام توصيف ما حدث في مدينة حماة في شهر شباط (فبراير) 1982، والتي تنص المادة الثانية منها على التالي:

تعني الإبادة الجماعية أيا من الأفعال التالية، المرتكبة علي قصد التدمير الكلي أو الجزئي لجماعة قومية أو إثنية أو عنصرية أو دينية، بصفتها هذه:
(أ) قتل أعضاء من الجماعة،
(ب) إلحاق أذى جسدي أو روحي خطير بأعضاء من الجماعة،
(ج) إخضاع الجماعة، عمدا، لظروف معيشية يراد بها تدميرها المادي كليا أو جزئيا،
(د) فرض تدابير تستهدف الحؤول دون إنجاب الأطفال داخل الجماعة،
(هـ) نقل أطفال من الجماعة، عنوة، إلي جماعة أخري.)
فأيّ من هذه الأفعال بل وأكثر منها بكثير لم يحصل في المجزرة التي ارتكبتها السلطات السورية في مدينة حماة؟. فلقد طالت الإبادة أحياء بأكملها وأبيدت أسر عن بكرة أبيها وقتلت فئات من الشيوخ والنساء والفتيات والأطفال والعميان والعلماء ، ودمرت دور العبادة للمسلمين والمسيحيين ورابطت فرق الموت في المشافي للإجهاز على الجرحى والمصابين.

أما المادة الثالثة فتنص أنه يعاقب على أفعال:
(أ) الإبادة الجماعية،
(ب) التآمر على ارتكاب الإبادة الجماعية،
(ج) التحريض المباشر والعلني علي ارتكاب الإبادة الجماعية،
(د) محاولة ارتكاب الإبادة الجماعية،
(هـ) الاشتراك في الإبادة الجماعية.

وتنص المادة الرابعة بأنه يعاقب مرتكبو الإبادة الجماعية أو أي فعل من الأفعال الأخرى المذكورة في المادة الثالثة، سواء كانوا حكاما دستوريين أو موظفين عامين أو أفرادا. فلا حصانة لأي إنسان ارتكب جريمة الإبادة الجماعية.
ويمكن محاكمة الأشخاص المتهمين بارتكاب الإبادة الجماعية حسب المادة السادسة أمام محكمة مختصة من محاكم الدولة التي ارتكب الفعل على أرضها، أو أمام محكمة جزائية دولية تكون ذات اختصاص إزاء من يكون من الأطراف المتعاقدة قد اعترف بولايتها. كما انه لا تعتبر الإبادة الجماعية حسب المادة السابعة من الاتفاقية جرائم سياسية على صعيد تسليم المجرمين. وتتعهد الأطراف المتعاقدة في مثل هذه الحالات بتلبية طلب التسليم وفقا لقوانينها ومعاهداتها النافذة المفعول.

المصدر:

اللجنة السورية لحقوق الانسان — منظمة العفو الدولية

01‏/05‏/2010

إخفاقات نظام حزب البعث في سورية... والتغيير المرتقب




استولى حزب البعث على السلطة في آذار عام 1963، وفي حقيبته كمٌ هائل من الشعارات التي حاول أن يبيعها على السوريين. وفي المرحلة الأولى من حكم حزب البعث وحتى عام 1970 انشغل قادة حزب البعث في خلافاتهم وانقلاباتهم العسكرية، وتركوا لوزراء الإعلام ،من خلال الإذاعة والتلفزيون، تسويق بضاعة –شعارات- الحزب الكاسدة، فلم تجد من يشتري هذه البضاعة بعد أن رأوا النتائج في خلاف القيادات البعثية.

وكانت النتيجة أن عدد أعضاء حزب البعث عند انقلاب اللواء حافظ الأسد على رفيق دربه اللواء صلاح جديد، لم يجاوز سبعة آلاف عضو "عامل"، في طول سورية وعرضها ( أخذ الرقم من احصاءات حزبية). وهذا يفسر ،في ناحية منه، انصراف الشعب السوري عن هذا الحزب، الذي شهد في فترة سبعة أعوام ثلاث انقلابات ناجحة وأكثر منها فاشلة.

كانت سياسة الرئيس حافظ الأسد تختلف عن سابقيه من وجوه عدة.فقد تم تأميم كل النقابات المهنية والاتحادات العمالية والفلاحين والطلاب. واعتبر تاليا أن أعضاء هذه الاتحادات والنقابات أعضاءً عاملين في الحزب،وهذا ما يفسر ادعاء الحزب أن عدد أعضائه بلغ أكثر من مليونين من الأعضاء، عند انعقاد المؤتمر القطري الأخير.

ورغم هذا العدد الضخم،لو صح، فإن حزب البعث أخفق في تنفيذ أي من شعاراته التي دعا إليها. بل إنه سجل فشلا ذريعا في مجالات حيوية هامة، منها أن سورية أصبحت منقوصة الأرض، حيث استولت إسرائيل على هضبة الجولان في الهزيمة التي جرها حزب البعث على البلاد في حزيران من عام 1967 . ولأن الإخفاقات أكثر من أن تعد نكتفي بهذا المثل الصارخ دليلا على ما جره حزب البعث من إخفاقات على سورية.

في مقال لي سابق نشرته "الرأي" بعنوان "على نظام حزب البعث أن يرحل... لم يعد هناك من حلٍ آخر"، قارنت الحوائط الخرسانية التي تبنيها إسرائيل في أراضي الضفة الغربية، بالحواجز التي غرسها حزب البعث في نفوس السوريين، وأن هذه (الحوائط التي أقامها نظام حزب البعث تسببت في تشوهات وشروخ حيث غرسهاالنظام في بنية الشعب السوري ،لأنها كانت حواجز دستورية وقانونية وأمنية وثقافية.)،وأن هذه الحوائط (كانت أشد وأقسى في بنية المجتمع السوري من جدار الفصل الإسرائيلي، لماذا؟... لأن إسرائيل عدو محارب في التصنيف البشري،بينما أعضاء حزب البعث جزء من الشعب السوري، وعدوان الجزء على الكل: "أشد مضاضة على النفس من وقع الحسام المهند" ).

ولذلك ،وفي ظل هكذا واقع، يعيشه الشعب السوري، فلا عجب أن نشهد تضافر المعطيات التي تؤشر إلى قرب إمكانية التغيير في سورية، بعد أن أصبحت إرهاصات هذا التغيير من الوضوح، بحيث يُعتقد أن حدوث التغيير أصبح مسألة وقت لا أكثر.

ورغم اشتداد القبضة الأمنية مؤخرا تجاه كل من يعمل أو يتكلم أو يروج من داخل سورية إلى فكرة التغيير، فإن هذا لم يمنع السوريين أن يجعلوا أحدايثهم في خلواتهم عن التغيير ومتى سيكون؟. كما أن السوري ،الذي نكدت أجهزة أمن النظام عليه عيشه، ما ينفكّ يستشرف آفاق هذا التغيير.

ومع أن المعارضة السورية في داخل سورية،وتلك التي تقيم في الخارج لا تملك –منفردة- في الوقت الحاضر أي فرصة لإحداث التغيير،ولاتدعي ذلك،ولكن لا ينبغي إهمال دور هذه المعارضة في أي مسعى يستهدف التغيير.غير أن هناك من يعتقد أن سيناريوهات أخرى قد تطرح حلولا لإحداث التغيير المنشود. فما هي إذن هذه الحلول الممكنة؟

سنتكلم في هذا المقال أولاً عن الحل الأمريكي، ثم عن الحل الانقلابي، على أن نتكلم في مقال لاحق –إن كان هناك فسحة من الوقت- عن الحل الشعبي وآلياته.
الحل الأمريكي: لعل أول ما يتبادر إلى الذهن هو اعتقاد البعض أن واشنطن في طريقها إلى فرض تغيير في سورية –وليس بالضرورة عن طريق شن الحرب- على غرار ما حصل في العراق أو قريبا منه. ومع إن أكثر السوريين يرفضون حلا كهذا، فإن هناك من يعتقد أن هذا الحل غير مستبعد، بعد التهديدات الصريحة والمبطنة التي تصدر عن هذا المسئول الأمريكي أو ذاك.

صحيح أن المعارضة السورية الخارجية والداخلية على السواء صرحت أكثر من مرة أنها ترفض الاستقواء على الوطن بالأجنبي. ولكن الصحيح أيضا أن واشنطن إذا عملت على تقويض النظام البعثي، فإن هذا سيحدث لا لوطنية النظام، كما يدعي، بل لأسباب أخرى غير ما يزعمه النظام السوري.

فإذا نفذت أمريكا تهديدها وعملت على زعزعة النظام السوري، خصوصا وأنه يعتقد أن هذا الأمر قد يتم برفع الحماية الأمريكية عن النظام، فإنه لا أحد سوف يذرف الدموع بعد أن أخضع هذا الشعب لأكثر من أربعة عقود تحت نير الحكم البعثي، الذي قام بإلغاء الحياة السياسية وبالتالي دفع الناس إلى اليأس والصمت والشعور بأنه لم يعد الشأن العام يعنيهم، وإنما يعني الفئة الحاكمة فقط.

ولا بد هنا من كلمة تقال حول الأسباب التي قد تجعل الشعب السوري يقبل على مضض بهذا الحل.فقد أهدر النظام حقوق الشعب السوري، وأعطي لنفسها الحق في أن يعمل أي شيء بعد أن دمج واحتكر كل السلطات.

ولعل السبب المبرر عندهم أن أمريكا دعمت النظام السوري في وجه مناوئيه، خصوصا في العقود الثلاثة الأخيرة من القرن العشرين. فإذا اقتضت الأجندة الجديدة لإدارة "بوش" أن تعمل على تغيير النظام -وهي أصلا لا تتبرع به لسواد عيون السوريين- وكان هذا التغيير فيه مصلحة ولو مرحلية للشعب السوري، فلم لا يقبل به السوريون ؟.
ولعل ما دفع بهذا الحل إلى الواجهة بقوة هو انهيار الحكم البعثي في العراق على أيدي أمريكا، ما جعل هذه الشرائح تفلسف لك هذا الحل الأمريكي، بأنه ليس أسوأ من الأجهزة الأمنية البعثية التي كانت تجلد الظهور وتصادر البيوت وتعتقل على الشبهة.

وهناك فئة من الشعب متنورة أكثر من غيرها تقول: إن الخلاص من الحكم البعثي قضية مرحلية، وبعدها إذا أرادت أمريكا البقاء فهناك الحل العراقي، يشيرون بذلك إلى المقاومة العراقية التي أقضت مضاجع جنود الاحتلال، وشعار السوريين في ذلك "المهم أن نخلص من حكم حزب البعث وبعدها لكل حادث حديث".
ونلفت النظر هنا إلى أن النظام السوري كان يحاول ركوب موجة الوطنية كل ما اشتدت ضده التهديدات الأمريكية، بأن نهجه الوطني ودفاعه عن القضية الفلسطينية في مواجهة ما تقوم به إسرائيل من عدوان،هو الذي يجر عليه هذه التهديدات. ولقد تبين بطلان هذا الزعم بعد إقرار النظام السوري بالتنسيق الأمني الجاري مع أمريكا على الحدود العراقية.
الحل الانقلابي:مع أن النظام السوري يبدو وكأنه أحكم أمره، فوضع في المراكز الحساسة في قيادة الفرق والألوية ضباطا موثوقين ومن لون معين، كما قام بعد المؤتمر القطري الأخير باستدعاء قيادات أمنية من لون معين، عمل أكثرهم مع الرئيس حافظ الأسد، فإنه لا أحد يزعم أن قيام انقلاب عسكري في سورية هو أمر مستبعد.

وفي هذا السياق فإن بعض النخب من معارضين وكتّاب تعتقد أن أنجع سبيل لتغيير أنظمة الحكم القمعية التي جاءت إلى الحكم بانقلاب هو انقلاب عسكري آخر، ينهي حكم تلك الأنظمة القمعية. ولكن لا بد من تذكير الذين يهربون من الحل الأمريكي إلى هذا الحل، بأنهم سوف يمرون على الحل الأمريكي ولكن بصور أخرى.
فكل الانقلابات التي نجحت في الوصول إلى حكم سورية ،ابتداءً من انقلاب "حسني الزعيم" وحتى استلام الرئيس حافظ الأسد الحكم في عام 1970، فإن السفارة الأمريكية في دمشق لم تكن بعيدة عن تلك الانقلابات بشكل أو بآخر. فكل من جاء إلى السلطة بانقلاب، إما أنه استفاد من المال الأمريكي لشراء ذمم بعض الضباط، أوأنه استفاد من معلومات قدمتها له تلك السفارة. أما الانقلابات الفاشلة، فقد قدمت السفارة تلك المعلومات إلى من كان في السلطة، حيث لم يكن من صالح أمريكا ذهابه ومجيء أولئك.
وعلى هذه الخلفية يعتقد أنصار الحل الانقلابي أن الفرصة الآن أصبحت مواتية، لأن أمريكا لم تعد مهتمة بتقديم الدعم للنظام الحالي، وقد أعلنت على لسان أكثر من مسئول تبرمها منه، بل وقد تكون مستعدة لتقديم الدعم لمناوئي هذا النظام.
غير أن غالبية المعارضين ونخب المجتمع المدني، وهم الأكثرية الساحقة على الساحة السورية، يعتقدون أن هذا الحل مرفوض، وسيئاته أكثر بكثير من حسناته، لأنك قد تعرف الانقلابيين قبل الانقلاب، ولكنك قطعا لا تعرف كيف يكونون بعد نجاح الانقلاب. بل إن هذا النوع من التغيير قد يدخلنا في دوامة الانقلابات من جديد، لأن من كان ناقما صار حاكما، ومن كان مرؤوسا صار رئيسا يصعب عليه ترك الكرسي.

كثيرون يعولون على الحل الشعبي ،وأنا واحد منهم، وهو موضوع مقال قادم.
: كاتب سوري معارض يعيش في المنفى
الطاهر إبراهيم