05‏/01‏/2011

خاطرة عن السياسة والمفارقة


إن الغرب رغم ما يحمله من فكر ذرائعي يبرر الوسيلة في سبيل الغايات، ولكنه لا يتصرف سياسيا دون نظريات فكرية توجه العمل، وخزانات التفكير ومراكز الدراسات هي التي يعتمد عليها في توجيه السياسة.

السياسي في الغرب يدعمه (مكتب دائم) يمده بالمعلومات وكل ما يحتاج إليه، وهو يتمم عملا مسبوقا ويسير في سبيل مدروس بإحتراف.

ولكن الناس عندنا يظنون أن السياسة هي الانتهازية والقفز على الحبال، والتحالف مع هذا أو ذاك، ثم يتركون هذا التحالف عندما يجدون من هو أسمن وأغنى.

والنتائج الضعيفة لهذه السياسة التي يسميها مالك بن نبي: «البوليتيكا» هي وزارة خدمية أو عضوية برلمان أو جاه فارغ وربما يبرر أحدهم هذه الأفعال بـ (المصلحة) وهو لا يعني مصلحته الخاصة (وإن كانت داخلة في الهوى الخفي) بل المصلحة العامة، ولكن ما المصلحة العامة؟ إنها فتات الموائد (وزارة صناعة أو وزارة الثروة السمكية)!!

إن المشكلة التي هي أكبر من هذه النفعية المتطرفة هي أن هذه الاسطوانة المشروخة تعود بنغماتها الشاذة، ولا أحد يستفيد من الماضي، أو يراجع نفسه، وهكذا تتوالى الأخطاء والأخطار، يتحالفون مع أمريكا في أفغانستان وتكون النتيجة أن يظهروا في الاحتفالات الرسمية مع الرئيس الذي نصبته أمريكا، ويتحالفون مع أمريكا في مناطق أخرى، ولا يحصدون إلا التلاوم ونقد الآخرين.

وهم يعلمون أنهم إنما يتجبرون بكفرهم وظلمهم لشعوبهم الجائعة ولكن الطمع والكبر قد أعمى أبصارهم .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق