29‏/01‏/2011

شاب من بلدي .......



هو شاب في مقتبل العمر ولد بعيدا عنك يا بلدي ....
هو يحبك ...
ويتمنى ان يموت في احضانك ...
ويتمنى أن يعيش في زمانك ... وهو في كل يوم .. يحلم ...في المنام ....

أنه يتمشى بين أحيائك الضيقة ... يداعب جدرانك القديمة قدم التاريخ ...
 ويتنسم من عبير زهورك ... يشرب من ماءك الصافي ...

وعندما يداهمه التعب ... يفترش ترابك المعطر برائحة الكبرياء ... ويطالع السماء ....

هم يقولون أن كل السموات كبعضها .... وهو يقول لا ....
سماءك ليست كسائر السماوات ... زرقتها رقتها شكلها .....

نعم .. هي ليست كسائر السماوات .... يكفي انها تغطيك يا بلدي ....
وعندما تمطر عليك يا بلدي ... كي تروي ترابك ...

عليك أن تعلم يا بلدي أنها تمطر حب أبناءك .... وأنين المبعدين عنك ....
وأشتياق المغتربين .... والاام المعذبين فيك ...

وهنا في هذه اللحظة ... ككل يوم ... يستيقظ هذا الشاب ....
 ليجد أنه قد أصبح رجلا ... وقد صار لديه أطفال ....

وأطفاله يكررون نفس السؤال ... اللذي كان يدمي عين والديه ....
عندما كان يردده هو ...

أبي هل لي وطن ... ؟؟؟

أبي هل وطني لا يريدني ....؟؟

أبي كل أصحابي لهم أوطان ... هل أنا أقل منهم شأنا .... ؟؟؟

أبي ... أمي .... ماذا فعلت حتى يكرهني وطني ...؟؟؟ّ!

لا يا ولدي ... لا يا ولدي .... وطنك يحبك .... ولكن ... !!!!

ويسكت أبي .... وتدمع عيون أمي .....

وأنا حائر تحرق قلبي الحيره ... وتقطع أنفاسي الغصه .....

أنا ما دخلي ..... أنا ما ذنبي..... ؟؟؟؟؟

وتمر أيام هذا الشاب وقد بدأ الشيب يخط الشباب ..... وهو في كل يوم يا بلدي ..... يحلم أنه يمشي بين أحياءك الضيقة ..

يلامس جدرانك القديمة ..... ويتنسم من عبير زهورك ... يشرب من ماءك

الصافي ... وعندما يداهمه التعب ... يفترش ترابك المعطر برائحة الكبرياء ... ويطالع السماء .... ويطالع السماء .......

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق